رئيس جامعة عين شمس في حوار لـ«صوت الأمة»: شكلنا تحالفا جامعيا لحل مشكلة أجهزة التنفس

الأحد، 03 مايو 2020 09:00 ص
رئيس جامعة عين شمس في حوار لـ«صوت الأمة»: شكلنا تحالفا جامعيا لحل مشكلة أجهزة التنفس
الدكتور محمود المتيني
حوار - إبراهيم الديب

- خصصنا مستشفى العبور للعزل ولدينا٤٠ مصابا بينهم أعضاء هيئة تدريس
- سيناريوهات التعامل مع كورونا لا تتضمن تحويل المدرجات لمستشفيات عزل
 
 
الأزمات تولد الابتكارات، من هنا كان شعار جامعة عين شمس أمام أزمة جائحة كورونا المستجد «كوفيد-19»، ففى خلال الأيام الماضية أخذت الجامعة العديد من الإجراءات لمواجهة هذه الأزمة بسلاح العلم والدمج بين العلوم والتخصصات المختلفة، وهو ما يكشف تفاصيله الدكتور محمود المتينى، رئيس جامعة عين شمس، فى حواره مع «صوت الأمة».. وإلى نص الحوار
 
- المجلس الأعلى للجامعات قرر أن تكون الامتحانات إما إلكترونية أو أبحاث.. فكيف يمكن منع الغش أو الاقتباس؟
 
الاقتباس وارد فى كل شيء سواء امتحان إلكترونى أو بحث، لكن فى بند الاختبار الإلكترونى هناك عدة معايير تساعد على عدم الاقتباس، لأن هناك كاميرا أمامية أمام الطالب تؤكد إذا كان هو أم لا، مع الأخذ في الاعتبار كل بنود الخصوصية التي تفرضها التطبيقات، ونؤكد أن العالم كله لديه المشكلة ذاتها، وليس مصر فقط، لذا فنحن نبحث عن أفضل الحلول الممكنة، وليس شرطا أن يكون الحل مثاليا 100%.
 
وبالعودة إلى الاقتباس سيكون لدينا معايير دقيقة للغاية، نستطيع من خلالها معرفة مقدار الاقتباس، وهذا المقياس موجود في جامعة عين شمس وعدة جامعات أخرى، كما لدينا حدا أقصى للاقتباس من 10 إلى 20%، أكثر من هذا سيرفض وسيتم مطالبة الطالب بإعادته، كما أن هناك طرقا أخرى للتعرف على الاقتباس. 
 
- هل من الممكن أن يشترك عدد من الطلاب في إعداد البحث الواحد في المادة؟
نعم، وقد تم عرض هذا المقترح من جامعة قناة السويس في المجلس الأعلى للجامعات، وحصل على موافقة أعضاء المجلس، لكن ليس في جميع المواد، فعلى سبيل المثال التربية النوعية تخصص الموسيقى من الصعب أن يشترك  3 أو 4 طلاب في بحث، كما أن هناك مواد تمنح المشاركة للطلاب في البحث الواحد من 3 أو 4 أو 5 طلاب وفق إتاحة المادة لذلك، نتيجة معايير يتم وضعها من قبل قطاع شئون التعليم والطلاب في كل جامعة، ونحن في جامعة عين شمس لدينا وحدة تطوير التعليم، فهي وحدة مشاركة بقوة لأنها ضليعة جدًا في مثل هذه الأمور. 
 
ما هو موقف الطلاب المتخلفين الذين لديهم مواد مقررة للامتحان في الفصل الدراسي الثاني؟
هؤلاء سيؤدون امتحانات المواد المتخلفين عنها في العام الجامعي الجديد، لذا نريد أن نوضح أن البحث الإلكتروني يخص الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي الحالي فقط، والنتيجة إما ناجح أو راسب ولن تضاف للمجموع التراكمي، من أجل أن يكون هناك إنصاف للكل وتكافؤ فرص. 
 
- كيف تعاملت جامعة عين شمس مع أزمة كورونا؟
أعتقد أننا تعاملنا بصورة مرضية في حدود المتاح من الإمكانيات والمعرفة، عملنا في عدة اتجاهات ومحاور منها الطبي، ومنها فيما يتعلق بالبحث العلمي متعدد الاتجاهات والتخصصات، ونعمل في عمليات المسح لكل العاملين في القطاع الطبي ثم يعقبه مسح لكل العاملين في الجامعة، كذلك التعليم عن بعد تم رفع كل المواد التعليمية في كل التخصصات في 16 كلية و3 معاهد، منذ 15 مارس المنصرم، وفق قرار الدولة أولا ثم المجلس الأعلى للجامعات والآن نستعد لعقد الامتحانات وتنفيذها، وفق قرارات المجلس الأعلى للجامعات.
 
ولدينا دور آخر لمساعدة الدولة في وجود مستشفيات العزل، ولدينا مجمع مستشفيات الدمرداش وعين شمس التخصصي بها 4 آلاف سرير، لكل المرضى لمتابعة حالاتهم الطبية في وقت الأزمة الحالية بكل سهولة ويسر، لكن عند التفكير بأنه من الممكن أن يحدث وجود حالة إصابة بين صفوف الفرق الطبية أو العاملين كان لابد من وجود مستشفى للعزل لدينا، وهذا ما فعلناه بمستشفى العبور، الذي تم افتتاحه في عام 2017، ويحتوي على 200 سرير، خصصنا 110 أسرة منها و40 سريرا للرعاية، ليكون المستشفى هو مستشفى العزل ويكون بمنأى عن المجمع الرئيسي.
 
هذا المستشفى مخصص لاقدر الله إذا حدثت إصابة لأحد أعضاء هيئة التدريس أو أطباء أو طلاب، أو مريض في الدمرداش أو التخصصي ظهرت عليه بوادر أعراض فيروس كورونا «المستجد-19»، ينقل فورًا إلى مستشفى العزل، هذا يضمن وجود المرضى بالفيروس في مكان واحد، كذلك أمان المجمع بقدر الإمكان.
 
كما أننا نعمل بكل قوتنا من أجل محاربة هذا المرض، فقد انتهت الدفعة الأولى من عملها في المستشفى، بعد أسبوعين من العمل، وبدأت الدفعة الثانية في عملها، هذه الدفعة تتضمن كل العاملين بالمستشفى من أطقم طبية إلى عاملين وإداريين، ويتم تحليل pcr أثناء الدخول والخروج؛ لضمان عدم وجود أي مرض وأنهم جميعًا سالمون. 
 
- كم عدد الأشخاص المصابين في مستشفى العزل في الوقت الحالي؟
 
40 شخصا، من بينهم أعضاء هيئة تدريس في الجامعة.  
 
- ما هي السيناريوهات الأصعب إذا تفقمت الجائحة عن هذا الأمر؟
 
تقدمنا بخطة من 4 محاور إلى الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية منذ بداية هذه الجائحة، يتضمن المحور الأول مستشفى العزل في العبور، والمحور الثاني المدينة الجامعية وهذا طُلب من الدولة، ومن هنا نتقدم بكل الشكر والعرفان لقواتنا المسلحة الباسلة، الذين جاءوا بدون طلب للمساعدة وبأعلى مستوى، في العديد من الجامعات في سرعة وبكفاءة عالية، ونوضح أن المدن الجامعية ستكون للمرضى ذوى مستوى متوسط في المرض مثل الأقل من 50 عامًا لديه فحص إيجابي ولكن ليس لديه أيه أعراض؛ لمجرد العزل، أما إذا كان مريضا للغاية يتم تحويله فورا إلى مستشفى العزل.
 
أما المحور الثالث وهو المستشفى الميداني، فلدينا أرض فضاء خلف المستشفى التخصصي، كما أنه بالتعاون مع القوات المسلحة عملنا رسومات هندسية مع كلية هندسة عين شمس، من أجل الانتهاء من هذه الرسومات لبدء تنفيذ المستشفى الميداني منذ إعلان القرار، الذي صدر منذ أيام، على أن يتم الانتهاء من هذا المستشفى في 10 أيام، على أن يسع 200 سرير برعايات مركزة، ليكون مستشفى العزل الثاني في حالة الاحتياج إليه.
 
أما المحور الرابع فكان يتضمن مستشفى الطلبة في عبده باشا، هو صغير لكن يتم إعداده ليكون مستشفى عزل أيضًا، وهذا نفعله من أجل الابتعاد عن المجمع الطبي الأساسي للجامعة الدمرداش وعين شمس التخصصي؛ حرصًا على تقديم الممارسة الطبية على أكمل وجه لكل المرضى المصريين غير الكوفيد-19
 
- هل يوجد مقترح إلى تحويل المدرجات إلى مستشفيات عزل؟
 
لا، هذا لم يطرح وليس مطلوبا.
 
- هل لدينا أزمة في التمريض؟
بصرف النظر عن الوباء، بالفعل لدينا أزمة في التمريض، فالعدد قليل كما أنهم يحتاجون إلى تدريب أكثر، وهذا نعمل عليه منذ 5 سنوات لدرء هذه الأزمة، وعندما كُنت عميدا لكلية الطب عملنا على عدة مشروعات لتآخي كلية التمريض ومعهد التمريض مع التمريض في المملكة المتحدة وقطعنا أشواطا في ذلك، لكن جاءت الجائحة تم وقف الأمر مؤقتا، ونسعى خلال الفترة المقبلة لاستكمال المشروع؛ لأن التدريب يأتي من خلالهم وهم لديهم أعداد كبيرة وضخمة لتدريب الآخرين، حاولنا تقديم مكافآت لتشجيعهم واستكمال عملهم أولا بأول، والدولة مهتمة بهذا القطاع بدرجة كبيرة.
 
- هل تجد مصر خطوات جادة في البحث العلمي؟
مصر تتبوأ مكانة مرضية في البحث العلمي بصفة عامة، وفي البحث الطبي بصفة خاصة، وهنا أشير إلى أننا في الجامعة يوجد تحالف بين الكليات الطب والهندسة والصيدلة والحاسبات؛ من أجل حل مشكلة جهاز التنفس الصناعي ونصنعه في مصر، هذه رسالة بأن على الجميع عمل أبحاث علمية ويتحولون إلى مبتكرين وليس مستهلكين، وقد نتج عن هذا التحالف 8 أبحاث علمية إكلينيكية في 24 ساعة، وتم بالفعل بدء العمل فورًا عليها.
 
كما أن هناك تعاونا مع جامعات شقيقة في الأبحاث الإكلينيكية، كذلك أجهزة التنفس الصناعي وربطها بالصناعة، حيث هناك عدد من المصانع تعمل عليها، وأعتقد خلال أيام سينتج شىء كبير، بالإضافة إلى تبرع من قبل مؤسسة كبيرة من أجل واحة الابتكار؛ لكي يخرج للنور جهاز تنفس صناعي خلال قرابة شهر، حيث يكون هذا التمويل لتسخير كافة الاحتياجات لهذا المنتج بدءًا من الجامعة وحتى المصانع، وفي الحقيقة فإن البحث العلمي متعدد الأوجه أو التخصصات أمر حميد للغاية، ويمكن الجائحة التي حدثت حفزت الجميع للعمل سويا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق