«الغنوشي» رأس حربة المشروع الإخواني الإقليمي بقيادة أردوغان.. وليبيا كلمة السر

السبت، 09 مايو 2020 08:00 م
«الغنوشي» رأس حربة المشروع الإخواني الإقليمي بقيادة أردوغان.. وليبيا كلمة السر
حركة النهضة الإخوانية

تسعى حركة النهضة الإخوانية في تونس منذ قفزت في المشهد السياسي التونسي، إلى تثبيت الجماعة في مفاصل الدولة، ولا تعدو القائمة الطويلة من المواقف السياسية التي تبنتها الحركة الإخوانية، كسفر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، إلى تركيا وعقد اجتماعا مغلقا مع رئيسها رجب طيب أردوغان، سوى تأكيد على طبيعة الأيديولوجية المنخرطة بصميم المشروع الإخواني الإقليمي بقيادة أردوغان، خاصة موقفها فيما يخص الموقف الليبي.

ويرى عبد المجيد بن زارة، وهو باحث وأستاذ بجامعتي تونس والسوربون بالعاصمة الفرنسية باريس، أن «الغنوشي يناور في مجال ضيق، يحاول من خلاله إنقاذ المشروع الإخواني عبر دعم ذراع التنظيم في ليبيا، بأوامر من أردوغان، الأب الروحي للجماعة الإرهابية».
 
وبحسب موقع العين الإخبارية، فإن بن زارة، يؤكد أن «الرئيس التركي يدرك أن صحوة الشعوب قطعت الأذرع السياسية للإخوان في كل من مصر والسودان، وقلمت أظافرهم في الجزائر، ولم تتبق سوى النهضة في تونس وحزب العدالة والبناء في ليبيا، وهذا ما يدفعه لتحريك الغنوشي نحو لعب دور سياسي في الملف، من منطلق القرب الجغرافي بين تونس وليبيا أولا، ولاستثمار العلاقات الوطيدة بين إخوان تونس وليبيا ثانيا».
 
وتابع أن حركة النهضة أمل أردوغان الأخير لتأمين حضور قوي للإخوان في المشهد الليبي، خصوصا مع تمكنه من الضغط على رئيس مليشيات طرابلس فائز السراج، والذي أصبح مع الوقت أداة طيعة يجندها مع مجموعة أخرى من رجاله من إخوان ليبيا أمثال علي الصلابي ورئيس العدالة والبناء محمد صوان، إضافة إلى خالد المشري، الإرهابي صاحب النفوذ الواسع بصفوف المجموعات المسلحة في طرابلس.
 
وتعتمد  خطة أردوغان الراهنة تعتمد بشكل أساسي على تكليف الغنوشي بدور مركزي من خلال تحركات سرية واتصالات مع إخوان ليبيا، بهدف حشد الدعم لمليشيات طرابلس من جهة، وضمان ممر آمن لأنقرة عبر تونس نحو ليبيا، خصوصا من خلال جعل تونس قاعدة عبور، سواء من حيث السلاح والمقاتلين، أو قاعدة خروج عسكري لضرب أهداف تابعة للجيش الوطني الليبي، وفقا لباحث جامعة السوربون الفرنسية.
 
أما الوتر الثاني الذي يعزف عليه الرئيس التركي في علاقته بالغنوشي وليبيا، فهو الشرعية المزعومة لحكومة ما يسمى بالوفاق في طرابلس. بن زارة قال، إن الوفاق كانت مجرد هيكل مؤقت من أجل التوصل لحل في الصراع خلال فترة عام واحد، وهذا ما أكده اتفاق الصخيرات الموقع بين الفرقاء الليبيين بالمغرب في 2015، لكن أردوغان يحاول تجاهل الأمر واللعب بورقة انتهت صوحيتها منذ سنوات، في تكتيك عادة ما يلجأ إليه الإخوان، استنادا إلى أدبياتهم، حيث يوظفون المصطلح الذي هو أريد به في الأصل كلمة حق، لتمرير شتى أنواع الباطل.
 
في غضون ذلك، اعتبر الكاتب الصحفي التونسي، وسام حمدي، أن الغنوشي أثبت في حركتين متتاليتين أن ترشحه في الانتخابات التشريعية في مرحلة أولى، ومن ثمة الترشح لرئاسة البرلمان لم تفرضهما أجندات داخلية لحركته بقدر ما فرضتها إملاءات إقليمية قادها وهندسها المحور القطري – التركي.
 
ونقل موقع العين الإخباري، عن حمدي، قوله «إن محاولات تمريره اتفاقيتين مشبوهتين مع أنقرة والدوحة، مستغلا انشغال تونس بجائحة كورونا، واتصاله الهاتفي مع المشري، تؤكد في مثل هذه في الوقت الذي تدق فيه طبول الحرب في ليبيا، أن النهضة ترفع لواء حماية تركيا وقطر قبل المحافظة على ما بنيت عليه الدبلوماسية التونسية منذ الاستقلال».
 
وبحسب حمدي، فإن الغموض يلف حادثة نزول طائرة قيل إنها محملة بمساعدات طبية تركية ستوجه إلى ليبيا، في الجنوب التونسي، متسائلا عما: «ستكون تكلفة هذه الهدايا التركية المسمومة على تونس بدرجة أولى وليبيا بدرجة ثانية؟».
 
وأعرب عن اعتقاده بأن الغنوشي وإخوان تونس باتوا يتحركون وفق أهواء أردوغان الذي يعلم مدى أهمية تونس في معركة إستراتيجية كبرى وجيوسياسية هامة بين الفرقاء في ليبيا، ويدرك جيدا أن خسارة الملف الليبي ستنقلب عواصف إقليمية تنسف تنظيم الإخوان إلى الأبد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق