أسبوع الإعلان عن اللقاح المنتظر ..

«الكورونافاك وريمديسيفير والانترفيرون بيتا».. سباق ثلاثى للفوز بأول مصل لمواجهة كورونا

السبت، 09 مايو 2020 08:00 م
«الكورونافاك وريمديسيفير والانترفيرون بيتا».. سباق ثلاثى للفوز بأول مصل لمواجهة كورونا
اختبار دم - فيروس كورونا
أحمد سامي

لا حديث يعلو فوق حديث اللقاح المنتظر لمواجهة فيروس كورونا، فالقلوب قبل العيون تنتظر الخبر السعيد، ليمنح الجميع أملا فى الوصول إلى الخلاص من كابوس الوباء المجهول، حيث تواصل الدول الكبرى بالتعاون مع شركات الدواء العالمية العمل على مدار الساعة للوصول إلى العلاج المعجزة خاصة مع انقضاء الوباء بشكل شبه كامل داخل بلد المنشأ الصين، ورغم عدم إعلانها عن علاج محدد فما زالت تجرى التجارب السريرية والمعملية للوصول إلى علاج للفيروس المصدر لكافة دول العالم.
 
وفي الأسبوع الماضي أعلنت عدة دول وشركات عن التوصل لعلاج مساعد فى الشفاء من الوباء، فمؤخرا سمحت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية باستخدام عقار ريمديسيفير التجريبى لعلاج مُصابى فيروس كورونا لمستجد، وذلك حسبما أعلن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بالسماح لشركة «جيلياد ساينسيز» أن تستخدم عقار ريمديسيفير التجريبى بشكل طارئ لعلاج مُصابى فيروس كورونا وذلك ظل تسابق العلماء عالميًا لتطوير اللقاحات والعلاجات للحد من جائحة كورونا.
 
ووصف الرئيس التنفيذى للشركة المنتجة لعقار ريمديسيفير التجريبي، دانيال أودي، الإجراء، خلال اجتماع مع «ترامب»فى البيت الأبيض، بأنه خطوة أولى مهمة، وقال إن الشركة تبرعت بمليون ونصف المليون جرعة من عقار ريمديسيفير لمساعدة المرضى، إذ قال: «نحن نريد التأكد من عدم وجود معوّقات بشأن وصول دواء ريمديسيفير لمصابى فيروس كورونا».
 
وأشاد بعقار ريمديسيفير التجريبى لعلاج فيروس كورونا، أنطونى ستيفن فاوتشى، الاختصاصى الأمريكى فى علم المناعة، مدير المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المُعدية، العامل ضمن فريق عمل البيت الأبيض لمكافحة فيروس كورونا، وأكد أن النتائج السريرية للعلاج منحت بصيصا من الأمل نحو علاج فيروس كورونا، حيث يسرّع العلاج الشفاء للمصابين بـ«كوفيد-19»، لذلك وصفها بـ«خطوة أولى مهمة جدا» فى علاج المصابين بفيروس كورونا.
 
ووصلت نسب التحسن إلى 31% والاستجابة ناحية العلاج كانت سريعة، وفقًا للمعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية، وعن الآثار الجانبية للعلاج، كشفت دراسة أطلقتها الشركة المُصنعة للدواء أن الغثيان وصعوبة التنفس وارتفاع أنزيمات الكبد أكثر ردود الأفعال السلبية، ويستخدم دواء ريمديسيفير عن طريق حقنه فى الوريد.
 
وفى الصين قالت شركة  Sinovac Biotech الصينية التى تجرى إحدى التجارب السريرية عن تقدم كبير فى أبحاثها ونتائج واعدة على القرود، ثم بدأت التجارب على البشر معلنة عن استعدادها لتقديم 100 مليون جرعة سنويًا لمكافحة الفيروس، حيث تأمل الشركة أن ترى نتائجها بشأن سلامة لقاحها بحلول نهاية يونيو، خاصة أن لها خبرة سابقة فى مجال إنتاج لقاح ضد فيروس  H1N1 أو أنفلونزا الخنازير  فى عام 2009، لكن الشركة تواجه مشكلة فى الوقت الراهن، وتتعلق بوجود عدد قليل جدا من حالات العدوى فى الصين فى الوقت الحاضر، وهو ما دفعها لطلب متطوعين لإجراء الاختبارات الحاسمة عليهم، وبدأت الأنظار تتجه إلى الخارج بحثا عن المتطوعين.
 
وقال منغ وينينغ مدير سينوفاك للشؤون الدولية «نتحدث حاليا مع عدة دول فى أوروبا وآسيا»، مؤكدا إنه عادة ما تكون هناك حاجة إلى عدة آلاف من الأشخاص للمرحلة الثالثة فى التجارب السريرية، لكن ليس من السهل الحصول على هذه الأرقام فى أى بلد، وبينما بدأت التجارب البشرية للتو، تقول الشركة إنها مستعدة لتقديم 100 مليون جرعة سنويًا لمكافحة الفيروس، وقد تم بالفعل إنتاج وتعبئة آلاف الجرعات من اللقاح، فى علبة بيضاء وبرتقالية مزينة باسم «كورونافاك».
 
ورغم أن الدواء أمامه طريق طويل قبل الموافقة عليه، خاصة أن تجاربه على البشر لم تثبت الفاعلية المطلوبة، فإن الشركة تعمل حالياً على إثبات قدرتها على الإنتاج بشكل يوفى مطالب الدول.
 
وفى بريطانيا أعلنت مستشفى جامعة ساوثهامبتون التجارب على دواء جديد محتمل لعلاج فيروس كورونا، وهو عقار SNG-001، الذى يمكن أن يكون أملا جديدا فى المعركة ضد فيروس كورونا، وتوقع الباحثون أن تظهر نتائج التجارب بحلول نهاية شهر يونيو القادم.
 
وعقار SNG-001، الذى طورته شركة Synairgen ، يعد الجسم لهجوم فيروسى عن طريق تحفيز الاستجابة المناعية فى الرئتين لمرضى الربو وأمراض الرئة المزمنة، ومن المتوقع أن يساعد العلاج مرضى فيروس كورونا ويمنع الحالات الأكثر خطورة من الحاجة إلى العناية المركزة والحاجة لأجهزة التنفس الصناعي.
 
وقال ريتشارد مارسدن، الرئيس التنفيذى لشركة Synairgen: «إن الدواء عبارة عن تركيبة خاصة من الإنترفيرون بيتا IFN-beta التى تقدم مباشرة إلى الشعب الهوائية حيث يتواجد الفيروس، وأن ما أظهره البحث هو أن كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات المزمنة، لديهم استجابة ضعيفة من الإنترفيرون بيتا فى جسمهم عند وجود فيروس، لذا يستخدم العقار لمعالجة الفيروسات، كما أن  IFN-beta يمكنه حماية الخلايا من العدوى التنفسية وينظم استجابات الجسم المضادة للفيروسات.
وتجرى بريطانيا التجارب على 75 متطوعاً فى 10 مستشفيات، بحيث يتم إعطاء نصفهم الدواء بشكل مباشر، فيما يعطى النصف الآخر تركيبة وهمية- مادة غير نشطة، ولن يعلم أحد من المرضى المشاركين فى التجربة أسماء المجموعة الضابطة حتى انتهاء  التجارب.

دواء «توسيليزوماب»
 
ويوصف الدواء المناعى tocilizumab  بالفعل للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدى الحاد، لكن التجارب تثبت الأن إمكانية استخدامه على المصابين بالفيروس التاجى فى أشهر دون الحاجة إلى التجارب، ويضغط الخبراء الطبيون، من أجل إجراء بحث أكثر إلحاحًا حول تأثير عقار الجهاز المناعى tocilizumab على فيروس كورونا القاتل، حيث قال الدكتور دوج براون، رئيس الجمعية البريطانية لعلم المناعة، إن عقاقير مماثلة ساعدت المرضى المصابين بأمراض خطيرة فى إسبانيا، فالعلاجات المناعية خيار قابل للتطبيق ويمكن أن ينقذ الأرواح، حيث يعتقد أن دواء «توسيليزوماب» يمكن أن يمنح ضحايا الفيروسات المصابين بأمراض خطيرة فرصة أفضل، ويمكن للأطباء فى الوقت الحاضر استخدام توسيليزوماب بشكل قانونى على مريض بالفيروس التاجي، ولكن سيتعين عليهم قبول المسئولية الشخصية.
 
يأتى هذا فى الوقت الذى سمحت فيه الولايات المتحدة باستخدام الطوارئ لعلاج الإيبولا المضاد للفيروسات لعلاج Covid-19، وأظهرت تجربة سريرية حديثة أن الدواء ساعد على تقصير وقت الشفاء للمرضى الخطرين، على الرغم من أنه لم يحسن بشكل كبير معدلات البقاء على قيد الحياة.

استخدام علاج سارس وتطويره
وبناء على بحث سابق على فيروس «سارس»، حدد علماء من جامعة أوترخت فى هولندا ومركز «إيراسموس» الطبى الهولندى وشركة «هاربور بيوميد» لصناعة الأدوية، طريقة محتملة لـ»تحييد» فيروس كورونا المستجد، واكتشف الباحثون أن الأجسام المضادة التى تمنع فيروس «سارس» من إصابة الخلايا البشرية، يمكن أن تلعب الدور ذاته مع فيروس كورونا المستجد، وباختبار الأجسام المضادة على خلايا بشرية تكاثرت فى معمل، اكتشف الباحثون واحدا من هذه الأجسام يرتبط بجزء معين موجود فى كل من «سارس» والفيروس الذى يسبب مرض «كوفيد 19»، حسب النتائج المعلنة.
 
ويمكن أن يقدم هذا الاكتشاف خطوة أولية نحو تطوير جسم مضاد «بشرى تماما» لعلاج أو منع الإصابة بمرض كورونا، الذى أصاب أكثر من 3.5 مليون إنسان فى جميع أنحاء العالم، وأدى إلى نحو ربع مليون وفاة، وتختلف الأجسام المضادة «البشرية» بالكامل عن نظيراتها العلاجية التقليدية، التى غالبا ما يتم تطويرها لأول مرة فى كائنات أخرى قبل تعديلها حتى يمكن نقلها إلى الإنسان

بلازما الدم
وعن بلازما الدم فقد أعلنت وزيرة الصحة هالة زايد، عن بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا ببلازما المتعافين من الفيروس، وذلك لعلاج الحالات الحرجة، مؤكدة أن مصر «لديها الخبرة الكافية» فى نقل البلازما، وتسعى جاهدة بشتى السبل من خلال البحث العلمي، لإيجاد طرق علاجية للمصابين بفيروس كورونا المستجد»
 
وتستند مصر فى استخدام هذه الخطوة إلى إعلان هيئة الغذاء والدواء الأميركية عن إمكانية استخدام البلازما الخاصة بالمرضى المتعافين من وباء «كوفيد-19»، فى علاج الحالات الحرجة، لاحتوائها على الأجسام المضادة للفيروس، مما يزيد احتمال تحسن تلك الحالات، خاصة مع الشواهد البحثية فى العديد من دول العالم، لكن الولايات المتحدة لم تكن أول دولة تستخدم البلازما من دم الأشخاص المتعافين، ولكنه سبقتها الصين أواخر الشهر الماضى وأجرت تجاربها على 245 مريضا تلقوا العلاج بالبلازما من المرضى المتعافين وتحسنت 91 حالة منهم، وتم السيطرة على الأعراض.
 
تحتوى البلازما على الجلوبيولين المناعى المفرط ، الذى يركز على الأجسام المضادة فى المريض الذى تعافى، حيث تمنح جهاز المناعة دفعة من الأجسام المضادة على أمل أن تمر بها فى المرحلة الصعبة للغاية، لذا يجب إعطائه فى الوقت المناسب.
 
الشيح المدغشقرى
وفى مواجهة هذه المحاولات، خرجت دول وأعلنت عن توصلها لوصفات «شعبية» قالت إنها قادرة على مواجهة الفيروس، وقال رئيس جمهورية مدغشقر آندريه راجولينا، أن بلاده اكتشفت علاجاً يعتمد على نباتات طبية محلية قادرة على علاج المصابين، وأنه تم إجراء الاختبارات وتمت معالجة شخصين الآن بواسطة هذا العلاج»، وقال إن «هذا الشاى العشبى يعطى نتائج فى 7 أيام»، مشيراً إلى أن العقار أو الشراب الذى أطلق عليه «Covid-Organics» (كوفيد العضوي) مشتق من عشبة «الشيح»، وهو نبات أثبت فعاليته فى علاج الملاريا إلى جانب مجموعة من الأعشاب الأخرى، وتم إنتاجه من قبل معهد مدغشقر للأبحاث التطبيقية (IMRA).
 
وحذرت منظمة الصحة العالمية من المشروب، وقالت إنه لا دليل على أن هذا المشروب يعالج فيروس كورونا، وحذرت من تلقى العلاج دون إشراف طبي، وأرسلت المنظمة بيانا بشأن «كوفيد أورجانيكس» أكدت خلاله أنها لا توصى «بالعلاج دون إشراف طبى مهما كان الدواء المستخدم فى الوقاية من كوفيد19 أو علاجه».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة