إمساكية رمضان.. من عصر محمد علي إلى استخدامها في الدعاية السياسية والانتخابية

تعد إمساكية رمضان من الطقوس المميزة والتي يتم تداولها مع بداية الشهر الكريم وحتي نهايته، حيث يستدل بها الصائم عن مواقيت الصلاة خاصة صلاتي الفجر والمغرب وموعد الإمساك عن الطعام والإفطار، وذلك خلال الثلاثين يوما .

وقد ظهرت أول إمساكية في مصر في عهد محمد علي باشا، والتي كانت تحمل الطابع الفني، حيث تم طباعتها في دار الطباعة الباهرة ببولاق وذلك في شهر رمضان 1262 هجريا الموافق 1846 ميلادي، وقد تم طباعتها علي ورقة صفراء مزخرفة بطول 17 سم وعرض 27 سم، وكان مكتوبا عليه  " أول يوم رمضان الإثنين ويري هلاله في الجنوب ظاهرا كثير النور قليل الارتفاع ومكثه خمس وثلاثون دقيقة، وذلك برفقه صورة محمد علي باشا .

 

تطورت الإمساكية لتصبح كتيبا صغيرا وذلك في عهد الملك فؤاد الأول، لتضم أيات من القرأن الكريم وبعض الأدعية والأحاديث النبوية الشريفة، بالإضافة لمواقيت الصلاة والتقويم، لتتحول الإمساكية لبوق للدعاية لأصحاب الشركات والمنتجات والتي كان من أشهرها في ذلك الوقت "الشيخ الشريب و فيليبس و شركة عدي والشمرلي.

وعكست إمساكية رمضان مع مرور الوقت مدي التطور الذي مر بالمجتمع المصري، فلم تعد مجرد ورقة مطبوعة، بل علي العكس أصبحت تعكس الكثير عن صاحبها، سواء أشخاص أو شركات وغيرها وعن الرقي والتقدم في الرسوم والطباعة، ليقوم أحد تجار العطارة عام 1937 بطباعة إمساكية تحتوي علي أحكام الصيام وزكاة الفطر وأذكار الصباح والمساء ومواقيت رمضان، ومن بعده ظهرت الإمساكية بشكل مختلف عندما أهداها رجل الاعمال اليهودي داوود عدس للمترددين علي محلاته سواء بالقاهرة أو الإسكندرية، ليعلن من خلالها عن منتجات محلاته والمتوفر منها لتكون  أول إمساكية لسلسلة محلات يتم طباعتها خلال  شهر رمضان عام 1364 هجريا الموافق أغسطس 1945، ليقوم داوود بالدمج ما بين الإعلان عن منتجاته والمتوفر منها، وفي نفس الوقت إضافة معلومات عن الصيام وفوائده وأسباب فرضه، لتعد تلك الامساكية هي الملهمة لغيرها من الإمساكيات .

 

بل أن ومع مرور الوقت تحولت إمساكية رمضان إلي بوق للدعاية للعديد من الشركات علي رأسها شركات التأمين، كما دخلت مجال الدعاية السياسية خاصة وقت الانتخابات، فكان الكثير من المرشحين يقومون بطبع صورهم وشعارهم الانتخابي بمصاحبة الامساكية، لتكون دعاية لهم خلال الشهر الكريم، مع تطوير شكل الطباعة والورق المستخدم فيها والالوان لتدل كل إمساكية عن مدي وجاهة الاشخاص أو الاماكن الصادرة عنها .