إيلي كوهين.. حكاية إعدام أشهر جاسوس إسرائيلي في التاريخ وعلاقته بنتفيلكس

الثلاثاء، 19 مايو 2020 01:47 م
إيلي كوهين.. حكاية إعدام أشهر جاسوس إسرائيلي في التاريخ وعلاقته بنتفيلكس
محمد أبو ليلة

قبل عدة شهور أنتجت شركة الإنتاج العالمية "نيتفيلكس" مسلسل درامي قصير عن الجاسوسية،  ذلك المسلسل  يحكى قصة عميل الموساد الإسرائيلي إيلي كوهين الذي انتحل شخصية غير حقيقية بإسم كامل أمين ثابت خلال الفترة من عام 1961 وحتى 1965 في سوريا، حيث استطاع أن يقيم علاقات وثيقة مع النخبة السياسية و‌العسكرية حتى أصبح المستشار الأول لوزير الدفاع آنذاك قبل أن ينكشف أمره.

غالبية وقائع هذا المسلسل حقيقية رغم تعرضه لانتقادات واسعة، ففي مثل هذا اليوم الـ 18 من مايو عام 1965 أُعدم إيلي كوهين على الملأ في ساحة المرجة بسوريا، لكن كيف بدأت قصة الجاسوسية؟.

800px-Eli_Cohen

بداية الجاسوسية
ففي عام 1944 انضم إيلي إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في مدينة الإسكندرية وبدأ متحمس للسياسة الصهيونية تجاه البلاد العربية وبعد حرب 1948، أخذ يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى فلسطين. وبالفعل، في عام 1949 هاجر أبواه وثلاثة من أشقائه إلى إسرائيل بينما تخلّف هو في الإسكندرية.

بعدها عمل كوهين  تحت قيادة "إبراهام دار" وهو أحد كبار الجواسيس الإسرائيليين الذي وصل إلى مصر ليباشر دوره في التجسس ومساعدة اليهود على الهجرة وتجنيد العملاء، تحت اسم جون دارلينج وشكّل شبكةً للمخابرات الإسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشآت الأمريكية في القاهرة والإسكندرية بهدف إفساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.

لكن بعد القبض على الخلية استطاع كوهين ان يقنع المحققين ببراءته، ثم ادر مصر عام 1955، حيث التحق في إسرائيل بالوحدة رقم 131 بجهاز الموساد ثم أعيد إلى مصر ولكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية التي لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956.

RGER

مشروع جاسوس مهم
وبعد الإفراج عنه، هاجر إلى إسرائيل عام 1957 حيث استقر به المقام محاسباً في بعض الشركات وانقطعت صلته مع الموساد لفترة من الوقت، ولكن استأنفت عندما طُرد من عمله وعمل لفترة كمترجم في وزارة الدفاع الإسرائيلية ولما ضاق به الحال استقال وتزوج من يهودية من أصل عراقي عام 1959.

رتبت له المخابرات الإسرائيلية قصة ملفقة يبدو بها سورياً مسلماً يحمل اسم "كامل أمين ثابت" هاجر وعائلته إلى الإسكندرية ثم سافر عمه إلى الأرجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947، في عام 1952، توفي والده في الأرجنتين بالسكتة القلبية كما توفيت والدته بعد ستة أشهر وبقي كامل وحده هناك يعمل في تجارة الأقمشة.

بعد ذهابه الأرجنتين بمدة زمنية أعلن كوهين أنه قرر تصفية كل أعماله العالقة في الأرجنتين ليظل في دمشق مدعياً حب الوطن، وبعد أقل من شهرين من استقراره في دمشق، تلقّت أجهزة الاستقبال في الموساد أولى رسائله التجسسية التي لم تنقطع على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات، بمعدل رسالتين على الأقل كل أسبوع.

1568832160418654864753220816400
 

المخابرات المصرية
وتؤكد تقارير المخابرات المصرية إن اكتشاف الجاسوس الإسرائيلي إيلى كوهين في سوريا عام 1965 كان بواسطة التعاون مع المخابرات السورية وفي نفس الوقت عن طريق الصدفة البحتة حيث أنه في أثناء زيارته مع قادة عسكريين في هضبة الجولان تم التقاط صور له وللقادة العسكريين معه.

ففي الشهور الأولى في دمشق تمكّن كوهين من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة مع ضباط الجيش والمسؤولين الأمنيين وقيادات حزب البعث السوري. وكان من المعتاد أن يزور أصدقاؤه في مقار عملهم، وكانوا يتحدثون معه بحرية عن تكتيكاتهم في حالة نشوب الحرب مع إسرائيل ويجيبون على أي سؤال فني يتعلق بطائرات الميج أو السوخوي، أو الغواصات التي وصلت حديثا من الاتحاد السوفيتي أو الفرق بين الدبابة ت-54 وت-55 وغيرها من أمور كانت محل اهتمامه كجاسوس.

download

اكتشاف الجاسوس
وفي يوم 24 فبراير عام 1964، وبعد 4 سنوات من العمل في دمشق، تم الكشف عن كوهين عندما كانت تمر أمام بيته سيارة رصد الاتصالات الخارجية التابعة للأمن السوري. وعندما ضبطت رسالة مورس صدرت من المبنى الذي يسكن فيه حوصر المبنى على الفور، وقام رجال الأمن بالتحقيق مع السكان ولم يجدوا أحداً مشبوهاً فيه، ولم يجدوا من يشكّوا فيه في المبنى إلا أنهم عادوا واعتقلوه بعد مراقبة البث الصادر من الشقة، وكانت أخر رسالة من كوهين لـ الموساد الإسرائيلي قبل القبض عليه، عندما  أبلغ قيادته في إسرائيل عن اتفاق بين سوريا وأحمد الشقيري السياسي الفلسطيني لتدريب قوات منظمة التحرير الفلسطينية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق