صلاح الجمل.. القارئ «الهَبِّيد»!

الخميس، 21 مايو 2020 03:49 م
صلاح الجمل.. القارئ «الهَبِّيد»!
أيمن عبدالتواب يكتب:

في العاشر من مايو 2019، وبعد اختفاءٍ لبضع سنوات، عاود القارئ صلاح الجمل الظهور التليفزيوني- على استحياء- واستضافه أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسؤوليتي» بفضائية «صدى البلد».. ليلتئذٍ، أسرف الجمل في مدح نفسه، وقال إن الله أعطاه «حلاوة الصوت»، وأنه اجتهد، وذاكر حتى وفقه الله في قراءة دعاء الأنبياء! 
 
الشيخ الجمل برر غيابه عن ساحة التلاوة السنوات الماضية بأن هناك من يريد أن يسكته، وأنه لا يعلم الهدف من ذلك.. وكان مما ذكره: «مسؤول إعلامي كبير قال لي شعبيتك بقت كبيرة أوى اهدى شوية..» إلا أنه لم يفصح لنا عن اسم المسؤول الإعلامي الكبير، الذي كان يغير من شعبيته، ويريد أن «يفرمله» ويوقف نجاحه.. وهل كان هذا المسؤول دولة داخل الدولة، ليمنع ظهور مَن يشاء ويسمح بظهور مَن يشاء؟
 
وبعد عام من الاختفاء مرة أخرى، عاد الجمل- منذ يومين- للظهور في نفس الفضائية، وفي نفس البرنامج، ومع نفس المذيع.. عاد ليثير جدلًا جديدًا، ويبرر إيقاف ظهوره- لأجل غير مسمى- على شاشات وإذاعات ماسبيرو لتلاوة القرآن، بعد موافقة رئيس الإذاعة، محمد نوار، على قرار لجنة القراء بقطاع الإذاعة، في إطار تقييم القراء كل فترة، وبعد ورود شكاوي شفهية عديدة عن أداء الجمل لأعضاء اللجنة ومتابعتهم له، وتأكدهم من عدم صلاحيته للاستمرار قارئا خلال الفترة الحالية.
 
الجمل ادعى أن هناك مَن يحاربه، ولا يريد له الظهور، متهمًا لجنة الإذاعة بأنها تحابي قرآءً للقرآن يخطئون في القراءة، دون أن يسميهم.. وأن هناك مجاملات في لجنة الاعتماد بالإذاعة والتليفزيون، وهي الاتهامات نفسها التي وُجِّهَتْ لـ«الجمل»، الذي اُعْتُمِدَ قارئًا رسميًا، خلال فترة تولي عبدالرحمن رشاد رئاسة الإذاعة!
 
وعلى طريقة: «إشمعنا أنا.. ما كلهم بيغلطوا»، برر صلاح الجمل أخطاءه في تلاوة القرآن، بأن هناك قرآءً آخرين- لم يسمهم- يخطئون في قراءة القرآن، ومع ذلك مستمرون في الإذاعة، بحسب زعمه.. وأن هناك فارقًا بين الأخطاء الفادحة، و«الفاضحة» التي يرتكبها هؤلاء، وبين الأخطاء التي يرتكبها هو.. ولكنه أراد أن يكحلها فـ«عماها».. إذ زعم أن كل القراء لديهم أخطاء في القراءة، وخص بالذكر الشيخين محمود خليل الحصري، وصديق المنشاوي! ولن أُعلق، فهذان الشيخان غنيان عن دفاع مثلي عنهما، وعن أمثالهما من عظماء التلاوة، والترتيل. 
 
ولم يكتفِ الجمل بذلك، بل راح يمدح ويزكي نفسه، والأدهى من ذلك، أنه أراد أن «يركب التريند» فـ«هَبَدَ هَبْدَةً عظيمة»، وزعم أنه- «شاء مَن شاء وأبى مَن أبى»- «نمبر وان» في قراءة القرآن،  مثلما محمد رمضان، «نمبر وان» في الفن، على حد تعبيره!
 
فإذا كان صلاح الجمل «نمبر وان»، فأين يكون من الشيخ الحصري، الذي قال عنه الشيخ الشعراوي، رحمهما الله، إنه «أفضل من قرأ القرآن بالأحكام»؟ وأين هو من الشيخ مصطفى إسماعيل، الذي قال عنه الشعراوي إنه الأفضل أداءً وتنقلًا بين المقامات الصوتية؟ وأين هو من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي قال عنه الشعراوي إنه الأفضل في حلاوة الصوت؟ وأين هو من الشيخ محمد رفعت، الذي قال عنه الشعراوي إنه صاحب الصوت الجميل، والفن في الأداء، وضبط التلاوة بالأحكام؟
 
وأين صلاح الجمل من الشيخ محمد صديق المنشاوي، الذي قال عنه الشعراوي: «من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت المنشاوي. إنه ورفاقه الأربعة مصطفى إسماعيل، وعبد الباسط، والبنَّا، والحصرى، يركبون مركباً، ويُبحرون في بحار القرآن الكريم، ولنْ تتوقف هذه المركب عن الإبحار حتى يرث الله الأرض ومن عليها»؟ وأين هو من الشيخ البنا، والبهتيمي، والشعشاعي، والطبلاوي.. عليهم سحائب الرحمات؟
 
يا دكتور صلاح، أنت أكبر عدو لنفسك، وظني أن أحدًا لم يظلمك، بل أنت مَن ظلمت نفسك، بإصرارك على «الهبد»، والتقول على أعمدة دولة التلاوة، الذين لهم في قلوب المسلمين مكانة ومنزلة عظيمة، رغم رحيل بعضهم منذ أكثر من نصف قرن.. أنت مَن ظلمت نفسك بادعائك أنك «نمبر وان» ناسيًا، أو متناسيًا قول ربنا: «فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى».. أنت مَن ظلمت نفسك حين توهمت أنك «موهوب» و«صوتك حلو»، مع أن كثيرين يرون أنك تفتقر إلى هاتين الموهبتين.. وإذا لم تصدقني فراجع تعليقات الذين تابعوا  لقائك الأخير!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة