الدفن في زمن الكورونا.. من خطف الجثث إلى أقامة سرادقات عزاء تنشر العدوى

الجمعة، 29 مايو 2020 10:00 ص
الدفن في زمن الكورونا.. من خطف الجثث إلى أقامة سرادقات عزاء تنشر العدوى
أحمد سامي

أثر انتشار فيروس كورونا المستجد بشكل كبير علي شكل وطبيعة الحياة فبعد أن كان دفن الموتي وتكفينهم  وإقامة الجنائز وسرادق العزاءات وتكريم الموتي طقسا من الطقوس الدينية العادية، تحول الأمر بشكل كبير ومخيف في ظل إنتشار الكورونا، مما جعل الأسر تبذل مجهودا كبيرة لدفن الجثث ووصل الأمر لسرقة الجثث من أجل دفن الضحية دونمبررات واضحة سوى الرعب من المرض القاتل وخوفا من أن يوصم به المتوفى مع أنه أصبح مرضا عالميا.
 
ومع ارتفاع حالات الوفاة نرصد من خلال  التقرير التالى أغرب  الوقائع التي حدثت في دفن الموتي مؤخرا في ظل انتشار كورونا.
 
 شهدت محافظة الشرقية، واقعة مؤسفة بسبب فيروس كورونا، تتمثل فى قيام أسرة بخطف جثمان مسنة من داخل مستشفى فاقوس لدفنها دون الحصول على الموافقات الحكومية واتباع الإجراءات الوقائية .
 
 البداية رصدها فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعى لقيام أسرة بخطف جثمان سيدة متوفية داخل مستشفى فاقوس بمحافظة الشرقية، فى حالة من القلق لدى المواطنين، فيما تعاملت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية بكل جدية وسرعة مع البلاغ، وتم إعادة الجثة إلى المستشفى لاتباع الإجراءت الاحترازية فى الدفن.
 
فقد  وصلت سيدة مسنة عمرها 73 سنة مقيمة فاقوس البلد بندر فاقوس بمحافظة الشرقية، إلى مستشفى حميات فاقوس أول أيام عيد الفطر، وكانت تعانى من أعراض مشابهة لأعراض الكورونا، ولم يتم أخذ مسحة منها لبيان إصابتها بالفيروس من عدمه، وتوفيت بعد 24 ساعة من دخولها وتلقى العلاج.
 
وكشفت التحقيقات أن أهل المتوفية أفادوا بتأخر وصول سيارة الإسعاف بعد الوفاة، فقاموا بأخذ الجثمان ومحاولة نقله بسيارة ربع نقل لدفنه بمعرفتهم دون انتظار سيارة الإسعاف، وفى تلك الأثناء كانت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة فاقوس تجوب المدينة لمتابعة الحالة الأمنية وتلاحظ لهم سماع صراخ بالقرب من مستشفى فاقوس العام.
 
وفى ذات الوقت، تم إبلاغ المركز من قبل أمن المستشفي، فتوجه أقرب كمين أمنى بالمنطقة إلى المستشفى ووصل لحظة وضع الجثمان بالسيارة، وتم استرجاعه إلى المستشفى لاتباع الإجراءت الاحترازية خوفا من انتشار العدوي، إذا كانت المريضة متوفية نتيجة فيروس كورونا، فيما لم يتضح بعد إصابتها بكورونا لوفاتها قبل إجراء مسحة لها وبيان إصابتها من عدمه، لكن الأجهزة الأمنية، خشيت على صحة الأهالى فحرصت على اتباع الإجراءت الاحترازية عند الدفن، وتفهمت أسرة المريضة لخطورة الوضع وتم إعادة الجثمان ودفنه طبقا للإجراءت الاحترزاية.
 
وفي  قرية "الرحمانية" التابعة لمركز ومدينة أبو كبير، بمحافظة الشرقية فقد توفي 3 أشقاء، على مدار 3 أيام؛ وذلك بعد إصابتهم جميعا بفيروس "كورونا" المُستجد.
 
وقامت عائلة المتوفيين بدفن الشقيق الأول والذي يشبه بإصابته بفيروس كورونا بشكل عادي و أقامت سرداق عزاء له شارك فيه العشرات من الأهالي، وبعد أيام توفى الشقيقان بفيروس كورونا، حيث تعرض فريد الهادى حبيب من قريةالرحمانية مركز أبوكبير، لحالة إعياء وضيق تنفس، ونقل على إثرها إلى مستشفى حميات الزقازيق، إلا أنه توفى فى اليوم التالى قبل ظهور نتيجة تحاليل PCR،  فتسلمت الأسرة المتوفى و قامت بالتغسيل والدفن بطريقة عادية دون أى تعقييم، وأقامت سرداق عزاء حضره العشرات من الأهالي
 
وأكد أهالي في القرية أن "فريد " خضع للفحص وجرى اخذ عينة منه لتحليلها إلا أنه توفى قبل ظهور نتيجة التحاليل، ولذلك جرت عملية الغسل الشرعي له في منزله، وعقب ذلك ظهرت النتيجة بإيجابية الحالة لفيروس كورونا المستجد
 
ونفي الدكتور محمد حبيب عضو مجلس النواب،  التواطؤ مع أسرة المتوفين،  بالتدخل لدى إدارة مستشفى الحميات لخروج جثة المتوفى الأول بدون تعقييم،  مؤكداً ان مدير المستشفى هو من قرر خروج الجثمان، و دفنه بشكل طبيعى بدون اى إجراءات احترازية،  بعد تشخيص الحالة بأنها التهاب رئوي،  و أن مدير المستشفى  هو من يسأل عن ذلك،  نافيا التدخل للحصول على استثناء تخص المتوفى،  خاصة ان الأمر يخص وباء قد يصيب آخرين .
 
 
أما  مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية فقد شهدت واقعة مختلفة بقيام فريق من الطب الوقائي بالإدارة الصحية بإشعال النيران فى نعش خشبي تم استخدامه فى نقل جثمان سيدة متوفاة بفيروس كورونا المستجد بعد وفاتها داخل مستشفى صدر المحلة للعزل الصحى، كإجراء احترازي ووقائي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وفقا للإجراءات المتبعة من وزارة الصحة للحد من انتشار الفيروس.
 
كانت السيدة وتدعى"ع.ج"  والمقيمة بمنطقة السبع بنات بالمحلة قد ظهرت عليها أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وتم نقلها لمستشفى صدر المحلة والمخصصة لاستقبال حالات الإشتباه والإصابة بفيروس كورونا، وتم سحب عينات دم ومسحات حلق من السيدة، وإرسالها للمعمل الإقليمي، وجاءت نتيجة فحص العينات إيجابية إصابتها بالفيروس.
 
وخضعت المريضة للعلاج داخل العزل الصحي، وتدهورت حالتها الصحية، وتوفيت داخل المستشفى، ووفقا للإجراءات المتبعة حيال حالات الوفاة بكورونا، فقد تم تجهيز فريق لتغسيل الجثمان، وتم وضعه فى كفن من 3طبقات، وبعد ذلك تم وضع الجثمان فى كيس بلاستيك لمنع خروج أي سوائل من الجثة، ثم فى كيس آخر للتأكد من عدم خروج اي سوائل، وتم وضعها فى نعش خشبي.
 
وقام فريق من الأطباء والتمريض بأداء صلاة الجنازة عليها في الشارع أمام المستشفى، ونقلها بسيارة نقل الموتي للمقابر.
 
وتسلم فريق من الطب الوقائي الجثمان وتم الدفن وتعقيم المقابر، وعقب انتهاء مراسم الدفن تم إشعال النيران في النعش والتخلص منه، كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد،
 
وأكد وكيل وزارة الصحة بمحافظة الغربية، أن حرق النعش المستخدم فى نقل أي حالات وفاة بسبب فيروس كورونا هو إجراء يتم بشكل طبيعي طبقا لإجراءات وتعليمات وزارة الصحة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، و أن النعش الخشبي فقط يتم اشعال النيران فيه والتخلص منه بعد انتهاء الدفن، اما إن كان النعش مصنوع من الالوميتال فيتم تعقيمه وتطهيره جيدا وإعاده استخدامه مرة أخرى.
 
وقد حددت وزارة الصحة طريقة دفن جثامين المتوفين بفيروس كورونا بخيث لا تنقل العدوى في حال تطبيق كافة الإجراءات الوقائية، ويتم نقل الحالة المتوفاة إلى ثلاجة المستشفى من خلال رفعها بالملاءة المحيطة بها ونقلها على "ترولي" يتم تطهيره وتنظيفه جيدًا، مع مراعاة ارتداء الفريق المختص بنقل وتغسيل الحالة بارتداء عباءة سميكة  تغطي الذراعين والصدر وتمتد إلى أسفل الركبة، وماسك، وقفاز يغطي العباءة حتى الرسغ، وغطاء رأس، وحذاء بلاستيكي طويل الرقبة، ويجب الالتزام بارتداء وخلع الملابس الواقية بطريقة صحيحة وغسل الأيدي بالماء والصابون جيدًا بعد خلعها.
 
عند تغسيل وتكفين الحالة المتوفاة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد يقوم الفريق المختص بتغسيل الحالة بارتداء الواقيات الشخصية، ويتم منع دخول أفراد لا حاجة لوجودهم وفي حالة الضرورة يجب الابتعاد عن المتوفي لمسافة أكثر من متر وارتدائهم الواقيات المناسبة مثل الماسك، والقفاز، وواقي الوجه، وغطاء للرأس، وحذاء بلاستيكي طويل الرقبة، مع ضرورة تغطية أجزاء الجسم التي تحدث إفرازات بضمادات غير منفذة.
 
ويتم نقل الحالة المتوفاة نتيجة الإصابة بالفيروس بعد الغسل والتكفين بسيارة نقل الموتى، أو سيارة اسعاف، داخل كيس غير منفذ للسوائل، كما يراعى أن يكون المتوفي داخل صندوق مغلق قابل للتنظيف والتطهير، مع ضرورة وجود أقل عدد من الأشخاص بجانب المتوفي ويرتدون الواقيات الشخصية، ولا يتم فتح الصندوق أثناء الصلاة على المتوفي أو لأي سبب إلا عند الدفن.
 
وعند فتح الصندوق لنقل المتوفي داخل المقبرة يراعى التزام من يقوم بالدفن بارتداء الواقيات الشخصية المناسبة، وتواجد أقل عدد ممكن من الأشخاص عند إدخال المتوفي للمقبرة، ويقوم جميع الأشخاص المتوجدين بجانب المتوفي بغسل أيديهم بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 40 ثانية أو تدليكها بالكحول، ويتم تطهير كافة الأسطح التي لامسها المتوفي بدءًا من السرير وأرداج ثلاجة حفظ الموتى وأسطح السيارة التي نقلته، وصندوق نقل الموتى، باستخدام المطهرات المعتمدة من وزارة الصحة والسكان، أو باستخدام الكلور السائل تركيز 5% ويخفف لتركيز 1:9.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة