" نتكدس في غرفة صغيرة".. رسالة عامل تكشف مأساة العمالة الأجنبية في قطر

الأربعاء، 03 يونيو 2020 09:00 ص
" نتكدس في غرفة صغيرة".. رسالة عامل تكشف مأساة العمالة الأجنبية في قطر
العمال فى قطر

رسالة صغيرة نشرها أحد العمال الأجانب ويدعي " نوح " ممن يعملون في قطر علي موقع "Migrant Rights كشفت الظروف اللاإنسانية التي يعيشها العمال الأجانب، هنالك والتي أدت لإصابة العشرات منهم بالأمراض المختلفة، بعد أن تعمدت السلطات القطري تسكين أكثر من 10 عمال في حجرة صغيرة لا تتعدي كساحتها بضعة أمتار، وقد جاء نشر الرسالة بعد أن قرر العامل البسيط تقديم استقالته والفرار بنفسه من جحيم الدوحة.

برهنت تلك الرسالة التى نقلها موقع "العربية"، أكدت علي ما ورد في تقارير كبريات الصحف العالمية بالإضافة إلى تقارير الهيئات المعنية بحقوق الإنسان، والتي كشفت فظائع النظام القطرى بحق العمال الأجانب معلنة فشل المال القطرى الذى يحاول من خلال كبرى شركات العلاقات العامة المحلية والدولية تبييض صورته راسما صورة مزيفة للأوضاع داخل دويلة قطر. 


كارثة كورونا

ويقول نوح إنه في الوقت، الذي بدأ فيه تدوين هذه التجربة منذ حوالي شهرين، كان هو و5 آخرين من زملائه يقيمون في غرفة واحدة. وبسبب "مخاطر" تفشي فيروس كورونا، تم نقلهم إلى فيلا معينة في مجمع سكني ليس بعيداً عن المنطقة الصناعية.
 
تبين أنها خطوة للاستغلال التجاري أكثر منها محاولة لتطبيق الإجراءات الاحترازية، إذ تبين أن إغلاق المدخل من وإلى المعسكر العمالي السكني كان وشيكاً. بل وتم توزيعهم للإقامة بواقع 8 إلى 10 أفراد لكل غرفة، وكانت صغيرة وضيقة أيضًا، بل تم إغلاق المدخل الأمامي في الطابق الأرضي من المبني وتم تحويل غرفة المعيشة إلى منطقة للنوم بوضع 6 أسرة بطابقين ليصبح عدد من يقيمون في غرفة المعيشة 12 شخصاً، بعدد إجمالي 54 شخصا في المبنى، يستخدمون 4 دورات مياه فقط.
 
 
وقال نوح إنه كان يتقاسم غرفة نوم واحدة لا تزيد مساحتها عن 20 مترا مربعا مع 4 أشخاص آخرين، و6 خزانات معدنية وتشكيلة متنوعة من المتعلقات الشخصية التي، بسبب طبيعتها، لا يمكن أن تستوعبها الخزانات المعدنية. ولذلك كان يتم وضع بعضها تحت السرير، وبعضها أعلى الخزانات.
 
ويؤكد أنه على أي حال وبالرغم من المكان الـ"كئيب"، الذي كان يقيم فيه، إلا أن حاله كان يعتبر أفضل بكثير بالمقارنة مع المقيمين في المساكن العمالية، التي تغطي المنطقة الصناعية بالكامل، حيث يقيم ما بين 8 إلى 10 عمال داخل غرف أصغر حجما وفي أحوال صحية مؤسفة.


تنص لائحة تخطيط سكن العامل على أن تطبيق معايير مرافق سكن العمال في قطر هو مسؤولية وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية. ولكن لا تطبق الوزارة نظام البلاغات مجهولة المصدر، والتي يمكن أن تسمح بحماية العامل من انتقام صاحب العمل. إن الخوف يعتبر سببا آخر لاستمرارية مخالفات الإقامة. فلا أحد يود أن يخاطر بوظيفته بالمبادرة بالشكوى.وهو ما يفرض علي العمال الانصياع للوضع القائم واستلام أجورهم، والمقصود هنا هم المحظوظون، الذين يتسملون هذا الأجر بانتظام، إذ إن عدم دفع الأجور أو عدم الانتظام في دفع المرتبات كان ولايزال وضعًا قائمًا.

مقصورة استحمام لـ 9 أشخاص

ويوضح نوح ظروفه المعيشية فى الدوحة قائلا إنه كان يضطر هو وجيرانه في الغرفة إلى النهوض بصعوبة والمرور عبر اثنين إلى ثلاثة من زملائه للوصول إلى حيث تتواجد خزانة ملابسه في الحيز الضيق المتبقي لكي يرتدي ملابسه استعدادًا للتوجه إلى العمل.
 
ويشرح نوح أن عدد مقصورات الاستحمام 8 فقط بدورات المياه مخصصة لخدمة 72 عاملا يتجهون لأعمالهم في نفس الموعد تقريبًا أى مقصورة استحمام لكل 9 أشخاص.
 
ويستطرد نوح قائلًا: "إن الأمر المضحك حقاً هو أننا نعمل لصالح شركة معينة، تابعة لمؤسسة قطر، وقد جاء بالفعل شخص من الشركة من أجل التفتيش على الوضع، ولدهشة الجميع اجتاز المكان الفحص، خاصة وأن كل من يعملون في مجالنا يسمعون أن مؤسسة قطر تتبع نظامًا صارمًا إلى آخر الدعاية الخاصة بنبل أهداف المؤسسة عندما يتعلق الأمر برفاهية الموظفين.

انتهاكات حكومية

ويوضح نوح أن تلك الخروقات لحقوق الإنسان والتي تضرب عرض الحائط بلوائح وقوانين العمل الدولية تتم تحت سمع وأبصار ودراية من السلطات القطرية. بل ويشير إلى أن هناك لوائح خاصة بمعايير سكن العمال في قطر، بما يشمل عدد الأسرة في الغرفة الواحدة وترتيبات النوم المشترك والتهوية ومساحات التخزين الشخصية ونسب مراحيض ومرافق الاستحمام المشتركة للأشخاص ما إلى ذلك. وأنه لا يتم الالتزام بأي بند في هذه اللوائح.
 
يضيف نوح أن الأمر كله يتمحور حول المال، حيث إن حشر الكثير من الأشخاص في مكان واحد هو إجراء أرخص بكثير من الامتثال للوائح. ووضع العدد المطلوب من الأشخاص في غرفة من شأنه أن يعني أساساً تخصيص غرف أكثر بشكل عام، أي إنفاق المزيد من المال على المساحات الإضافية. ولذلك فكلما تم وضع أشخاص أكثر في الغرفة، كلما زاد حجم التوفير الذي تحققه الحكومة.

تفشى كورونا بين عمال منشآت المونديال

من ناحية أخري أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المسؤولة عن استعدادات قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، مؤخرا عن إصابة 6 من عمال مشاريع كأس العالم بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) .
 
وأوضحت اللجنة أنه بالإضافة إلى اثنين من موظفى أحد مقاوليها تم الكشف عن إصابتهما بالفيروس، يوجد 6 عمال مشاريع المونديال أصيبوا أيضا بالفيروس.
 
وقالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، فى بيان وزعته على وسائل الإعلام "تتعامل اللجنة العليا مع هذه الإصابات المؤكدة بالفيروس وفق إجراءات وتوجيهات وزارة الصحة العامة التى تتولى تقديم الرعاية الصحية للمصابين بفيروس كوفيد-19 فى قطر".
 
وأضافت، "تتلقى الحالات المصابة رعاية مستمرة على أيدى متخصصين، مع الالتزام بالحجر الصحى فى مرفق طبى مخصص تابع للوزارة. وتحدد مدة الحجر الصحى وفق حالة كل مصاب على حدة".
 
وتابعت اللجنة فى بيانها، "يخضع الأشخاص الذين خالطوا الحالات المصابة للحجر الصحى فى أماكن مخصصة لذلك فى مرافق الإقامة لمدة 14 يوما كإجراء احترازى، مع المتابعة الدورية لحالتهم الصحية".
 
وأكدت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أنه "سيتواصل صرف رواتب هؤلاء العمال بصورة اعتيادية طوال فترة بقائهم فى الحجر الصحى، وذلك وفق الإجراءات التى أقرتها الحكومة القطرية، والتى تضمن أيضا تقديم رعاية صحية مجانية للجميع".
 
 
الجدير بالذكر أن مؤسسة ماعت سبق وأن أعدت قريرا بالفيديو، كشفت فيه عن تعامل النظام القطري وانتهاكاته ضد العمالة الاجنبية لديه، والتي كان آخرها اقتحام أماكنهم وطرد وسجن الكثير منهم بحجة أنهم يجرون عليهم فحوصات طبية، إلا انه تم اقتياد البعض منهم في اماكن مجهولة، وهو ما كشفته تقارير دولية، منتقدة تعامل النظام القطري مع هؤلاء العمال الأجانب.
 
وكشف الفيديو لقطات مسربة من داخل أماكن العمالة الأجنبية في الدوحة، والتي توضح مدى التعامل السيئ معهم، والانتهاكات المستمرة ضدهم، وبين الفيديو عن مدى التعسف والجرائم التي تمارس مع العمالة الأجنبية هناك.
 
وأوضح التقرير، أن السلطات القطرية أصبحت تهدد حياة ملايين الأسر الفقيرة في الدول الآسيوية بسبب طرد العمال لبلادهم وسط تفشي كورونا قبل أن يتم فحصهم طبيا وعلاجهم، حيث يمثل العمال الأجانب 90 % من سكان قطر فيبلغ عددهم 2.7 مليون نسمة.
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق