فساد وعلاقات مشبوهة.. تعديل وزاري مرتقب في حكومة أردوغان يثير غضب الأتراك

الخميس، 04 يونيو 2020 08:00 م
فساد وعلاقات مشبوهة.. تعديل وزاري مرتقب في حكومة أردوغان يثير غضب الأتراك

لايزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى إلى احتلال كافة مفاصل الدولة بأفراد عائلته من أجل إحكام قبضته وفرض سيطرته على مقاليد الحكم لأطول فترة ممكنة، وزرع عناصر منتميه لحزب العدالة والتنمية، تدين بالولاء للديكتاتور العثماني تعمل على تنفيذ مخططات الفساد، والاستيلاء على مقدرات الشعب التركي، وإذلاله.

ورفع «أردوغان» منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى حكم تركيا، شعار «الأهل والعشيرة أولا»، وعمل على الإطاحة بكافة الأصوات المعارضة لسياساته، والتنكيل بهم، وتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي لضمان استمراره على عرش البلاد.

الكاتب التركى أورهان أوغور أوغلو، الكاتب بصحيفة يانى شاغ التركية، كشف عن تعديلات فى محتملة فى حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا قد يمنح خلالها صهر الرئيس التركى – بحسب ترجيحات الكاتب التركى أورهان أوغور أوغلو- منصب نائب الرئيس الأول.

وكشف الكاتب بصحيفة يانى شاغ التركية عن تعديلات فى محتملة فى حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، وقال أوغور أوغلو أنه سيتم تعيين مساعدين جديدين بسبب أن فوات أوكتاي، نائب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لم يتمكن من القيام بعمليات إصلاح كافية بسبب عبء البيروقراطية. وذكر أوغور أوغلو أن الأسماء التى يتم الحديث عنها خلف الكواليس هما بينالى يلديريم وسليمان صويلو.

وتوقع منح منصبهام لصهر أردوغان، مضيفا فى مقالته:"أعرف من هو الاسم الأول الذي تتساءلون عنه في تغيير الحكومة. لكن لا تظنوا أن الصهر سيبقى خارج الحكومة.. فسوف يكون الصهر برات البيراق فى منصب النائب والمساعد الأول لرئيس الجمهورية."

 

وفيما يتعلق بالتغيير داخل الحكومة أيضاً قال أوغور:"وزير الصحة الدكتور فخرالدين كوجا سيبقى في منصبه؛ وسيتولى رئيس الاتصالات الرئاسية الدكتور فخر الدين ألطون منصب وزير الثقافة والسياحة. بينما تأكد أن وزير الزراعة والغابات بكير باكديميرلي سيُنقل إلى وزارة الخزانة والمالية.

وبحسب الصحفى التركى، سيبقى كل من وزير الدفاع الوطني خلوصي أكار، ووزير التعليم ضياء سلجوك، ووزير التجارة روهسار بكجان، ووزير النقل والبنية التحتية عادل كارايسميل أوغلو فى منصبهم.

بينما سيتولى وزارة الداخلية رئيس مجلس إدارة وقف بنك ووزير الداخلية السابق عبدالقادر أكصو. بينما سيتولى وزارة الزراعة نائب الرئيس العام لحزب العادلة والتنمية محمد أوزهاساك."

وأوضح أوغور أوغلو أيضاً أن باهشيلي، هو الذي منع إستقالة سليمان صويلو من وزارة الشؤون الداخلية، ومن عمل تغيير داخل الحقيبة الوزارية فى ذلك الوقت."

ويبلغ البيرق من العمر 40 عاما ومتزوج من إسراء، الابنة الكبرى لأردوغان، منذ عام 2004 وقد شهد نفوذه فى السنوات الأخيرة تناميا لافتا فى النظام وداخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، وقبل زواجه من ابنة أردوغان كان مديرا لمجموعة جاليك التركية القابضة وأحد أبرز من يطلق عليهم "نمور الأناضول" فى حزب العدالة والتنمية، واشترى صحيفة الصباح التركية بمبلغ 1.5 مليار دولار، واسعة الانتشار والقناة التلفزيونية الإخبارية "خبر" بعد حصوله على قرض مساعدة من بنوك حكومية بمبلغ 750 مليون دولار. وترك المجموعة وأصبح يتولاها الآن شقيقه يافوز وترشح للانتخابات على قوائم حزب العدالة والتنمية عام 2015 وأصبح عضوا فى البرلمان وبعدها بأشهر قليلة تولى منصب وزير الطاقة فى 2015.

 

 

ويتورط البيرق فى قضايا فساد كبرى، فالعام الماضى كشفت محاكمة تجرى فى إيران لرجال أعمال تورطوا فى ملف فساد نفطى شارك فيها أيضا رجل أعمال تركى يدعى رضا ضراب، ومسئولين أتراك، أحداث مثيرة حيث اتهمت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط "استيلاء صهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على أموال النفط الإيرانية"، وخلال إحدى جلسات المحاكمة فى يوليو 2017 اتهم الممثل عن الشركة الوطنية الإيرانية للنفط مهدوى، صهر أردوغان بالاستيلاء عن أموال النفط الإيرانية، بدلا من إعادتها إلى خزانة الدولة، قائلا: "إن أموال النفط الإيرانية تم إنفاقها فى شراء مصنع للألمونيوم باسم سيدة، وشراء شركة نقل لصهر أردوغان".

 

وتعمد النظام التركى اعتقال الصحفيين الذين فضحوا فساد البيرق، وفى يوليو العام الماضى اعتقلت السلطات التركية الصحفى تونجا أوكرتان بعد نشره أخبارا حول تسريبات المراسلات الإلكترونية لـ البيرق، قال الصحفى المعتقل آنذاك "أخبرنى المحامى أن قرار احتجازى جاء بسبب نشرى مقتطفات من مراسلات البيرق، ثم كشف أن مذكرة الاعتقال بحقى صدرت بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابى".

 

واعتقال الصحفى التركى بسبب نشره خبر عن صهر أردوغان لم تكن الواقعة الأولى، فقد اعتقل النظام أيضا مراسلها فى تركيا دنيز يوجل بسبب مقالات كتبها حول اختراق البريد الإلكترونى الخاص بـ بيرات البيرق صهر الرئيس رجب طيب أردوغان بحسب تقرير لصحيفة دى فيلت الألمانية فى فبراير 2017.

 

وفى عام 2016 كشفت وسائل إعلام أجنبية، أن البيرق وأخيه سيرحات كانا وراء تقديم داود أوغلو، رئيس الحكومة التركية السابق استقالته وإقصائه من المشهد السياسى التركى وتنحيه عن رئاسة حزب العدالة والتنمية فى 22 مايو من العام نفسه، حيث نظما هجوم سياسى وإعلامى ضده، لأنه رأى أن خروجه من المشهد السياسى يفسح المجال أمام أردوغان لتعزيز سلطته، كما أنه سيفسح للأخير المجال للدفعه به إلى الأضواء بحسب تقرير نشرته فايننشال تايمز مايو 2016.

 

 البيرق طالته أيضا شبهات حول علاقته السرية بتنظيم داعش الإرهابى الذى اشترى من التنظيم النفط السنوات الأخيرة، فقد نشرت ويكيليكس مجموعة كبيرة من الرسائل الإلكترونية لبرات تغطى الفترة ما بين عامى 2000 إلى أواخر 2016، وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية فى ديسمبر 2016 إن هناك أدلة قوية على علاقة صهر أردوغان بشركة تركية متهمة بشراء النفط من تنظيم داعش الذى كان يسيطر على عدد كبير من آبار النفط فى سوريا والعراق خلال عامى 2015 و2016.

 

بيرات البيرق
بيرات البيرق

 

وتربط البيرق علاقات بدولة الاحتلال الإسرائيلى، ففى أعقاب تطبيع العلاقات بين البلدين سلمه أردوغان ملف التطبيع، وسافر إلى إسرائيل فى عام 2016 وعقد لقاءات مع نظيره الإسرائيلى، يوفال شتاينت، تطرقت إلى تعاون البلدين فى مجال نقل الغاز المستخرج من حقول الغاز الإسرائيلية فى البحر المتوسط إلى تركيا والقارة الأوروبية.

 

ويعد البيرق من المقربين وشخص مرافق دائم لأردوغان وأشارت تقارير إلى أنه كان يرافقه أثناء محاولة الإطاحة ليلة الـ 16 يوليو 2016، وكان يرافقه أيضا فى رحلة العودة إلى اسطنبول فى الطائرة التى نقلته هو ومرافقيه والتى استمر تحليقها لساعات بعد أن تمكن من إجهاض محاولة الإطاحة بحكمه، وكان بجوار أردوغان عقب الإعلان عن القضاء على الانقلاب فى مطار أتاتورك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق