الترويج لعبادة الأصنام ليست الجرم الوحيد.. كيف تهدد «بابجي» المجتمعات؟

الجمعة، 05 يونيو 2020 07:00 م
 الترويج لعبادة الأصنام ليست الجرم الوحيد.. كيف تهدد «بابجي» المجتمعات؟
كتب| أحمد قنديل

 

ينهمك الشاب طوال اليوم في أداء لعبته القتالية المفضلة بهاتفه الذكي، دون أن يلتفت لأنشطته اليومية المعتادة، فمنذ أن قامبتنزيل اللعبة عبر هاتفة، أصبحت هي شغله الشاغل، وجعلته يتناسى جميع نواحي الحياة وعلاقاته الاجتماعية والأسرية، إلاإنه لم يشعر بذلك مطلقا، معتقدا أنها مجرد وسيلة لتسليته وشغل وقته وإفراغ طاقته، حتى يقظ في يوم على أصوات تنددبلعبته ومستخدميها.

 

لا شك أن لعبة بابجي القتالية، أضحت تنعم بعدد كبير جدا من اللاعبين مستخدمي شبكة المعلومات الدولية - الإنترنت حولالعالم، ما دفع المراقبون في شتى الأنحاء للتحذير منها في ظل ما تشكله من مخاطر على المجتمعات.

 

ترويج اللعبة لعبادة الأصنام

 

رغم انتهاء صور عبادة الأصنام منذ آلاف السنوات، ولكن اللعبة أحيت تلك الفكرة مجددا، وتابع الجميع باهتمام بالغ، النبأالمتداول بشأن تحريم المركز العالمى للفتاوى  الإلكترونية  لمؤسسة الأزهر الشريف، لعبة باجى وممارستها منقبل الأطفال والكبار، نظرا لما تحمله من تأثير بشكل مباشر على العقائد السماوية، رجوعا لتحديث اللعبةالأخير الذي يتضمن سجود اللاعب وركوعه لصنم فيها؛ بهدف الحصول على امتيازات داخل اللعبة.

 

ولم يكن الأزهر الشريف هو المؤسسة الوحيدة التي حرمت اللعبة، فقد دعت المؤسسات الدينية الإسلامية فيدولة أندونيسيا إلى حذف اللعبة بسبب ما تتضمنه من مظاهر مسيئة للإسلام، مؤكدة حرمانيتها.

 

وإضافة إلى ذلك دعا رواد منصات التواصل الاجتماعي المهتمون إلى مقاطعة اللعبة، بعد قيامها بالإساءةللأديان السماوية.

 

وردا على هذا الجدل، أصدرت الشركة المالكة للعبة بيانا، تعتذر من خلاله وتعلن حذف التحديث الجديد.

وقالت الشركة في بيانها، "يودّ فريق ببجي موبايل التطرّق لمسألة القلق التي نتجت عن التحديث الأخير ونودّ أن نعبر عنأسفنا حيال تسبب الخصائص الجديدة في اللعبة بالاستياء لدى اللاعبين".

وأضاف البيان: "اتخذنا الإجراءات وأزلنا الخاصيةفريق لعبة ببجي موبايل يحترم جميع الأديان ويبذل أقصى ما بوسعهلتوفير بيئة لعب آمنة للجميع".

 

اللعبة تحرض على العنف والكراهية

 

الإساءة للأديان ليست الأمر الوحيد المثير للجدل، فقد حذر خبراء الصحة المفسية حول العالم أن اللعبةالقتالية المذكورة تنشر العنف والكراهية بين الشعوب وتحرض اللاعب على استخدام القسوة في تصرفاته،موضحين أن الأمر لا يقتصر عند حد إفراغ الطاقات المكبوتة فمزايا اللعبة التي تجذب اللاعب لقضاء وقتأكثر وانهماكه بشكل مبالغ في القتال يدفع الفرد للسلوك العدواني.

وكانت المملكة الإردنية، أوقفت اللعبة ومنعتها في المملكة نتيجة العديد من الشكاوى التي وردت إلى الهيئة؛لما لها من نتائج سلبية، انعكست على المجتمع بشكل كامل، مستندين إلى عدد من التقارير بشأن اللعبة،وأبرزها تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي أكدت أن للعبة نتائج سلبية كبيرة، من أبرزها "الإدمانو"العصبيةو"الاستفزازو"العزلة الاجتماعيةو"تفكك الأُسرنتيجة تعلُّق مَن يلعبها بشكل مستمرباللعب بها عبر الهواتف الذكية التي يمتلكونها.

 

اللعبة تخفض الإنتاج وتقضي على الإبداع

 

من جانب أخر، حذرت مجلة "بيزنس انسايدرالعالمية خلال تقرير، من ممارسة لعبة بابجي، مؤكدين أنقضاء ساعات طويلة في أدائها يجعل الفرد فير مؤهل للعمل ويقضي غلى نشاطه الإبداعي.

ويضيف التقرير، أن اللعبة تشغل الفرد عن أداء مهامه اليومية وعمله، بل يصل الأمر في بعض الأحيان لحدالإهمال المتعمد بغرض تخطي مهمات اللعبة.

 

تهدم القيم الأسرية وتهدد العلاقات الاجتماعية

 

في سياق متصل، ذكر موقع "مشاركة العائلةالمتخصص في شئون الأسر، أن هناك عددت من الدراساتوالأبحاث حذرت من اللعبة لما تسببه من خلافات زوجية ومشاكل أسرية ومهددات اجتماعية، مشيرا إلى إنهاتهدد القيم الأسرية نتيجة انشغال اللاعبون عن واجباتهم ما ينتح مشاكل، بالإضافة إلى تعزيزها شعورالكراهية لدى الفرد، وإضافة إلى ذلك تحرض الفرد على نبذ العلاقات الاجتماعية والاستغناء عنها.

 

 

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة