بين الماضي والمستقبل.. تاريخ ميدان التحرير (صور)

الأحد، 07 يونيو 2020 12:02 م
بين الماضي والمستقبل.. تاريخ ميدان التحرير (صور)
ميدان التحرير
إبراهيم الديب

بدأت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الأيام القليلة الماضية، الانتهاء من أعمال تطوير ميدان التحرير بقلب العاصمة، والمقرر افتتاحه رسميا عقب الانتهاء من تنفيذ اللمسات النهائية لخطة التطوير، والتي استغرقت نحو ثلاثة أشهر، كاملة، وشارك في تنفيذها شركة، المقاولون العرب، و «الصوت والضوء والتنمية السياحية».

المشروع الحالي لتطوير ميدان التحرير، أبرز العديد من الجوانب الجمالية، واستغل مقومات الميدان التاريخية، لإعادته مره أخرى إلى رونقه الحضاري، بعد محاولات عديدة من إحياء فكرة إنشاءه عام 1865م، حينما خطط الخديوي إسماعيل إلى إنشاء مدينة مصرية تحاكي باريس، وميدانا يشبه ميدان الشانزليزية، على طراز تصميم ميدان شارل ديجول بفرنسا، حيث كان من المعروف عن الخديوي إسماعيل ولعه الشديد وإعجابه بالتطور الحضاري لفرنسا، ورغبته في إقامة المدن المصرية خاصة القاهرة على غرار هذا الطراز.

97298729_2015086151956814_5556966899612385280_n

وتمكنت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي من استغلال كافة المقومات الموجودة بالميدان لإبراز مظهره الحضاري، والاستفادة من المباني التاريخية المحيطة به، وتنفيذ مخطط إنارتها بشكل يعكس جمال الميدان ليلا، وهو مالاقى إعجاب الكافة، داخليا وخارجيا، ويساهم في جذب السياحة لهذا الميدان التاريخي.

ويعتبر ميدان التحرير، أكبر ميادين القاهرة، وشاهدا على العديد من الأحداث التاريخية الهامة، وجرى إنشاءه في عهد الخديوي إسماعيل، وسمي بميدان الإسماعيلية نسبة له، ثم تحول إلى «ميدان التحرير» نسبة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919م، ليترسخ الإسم رسميا في أعقاب ثورة 23 يوليو 1952م.

97402525_2015086315290131_9155632224979124224_n

وكان ميدان التحرير، أو تلك المنطقة المقام بها، عبارة عن قطعة أرض فضاء، مليئة بالمستنقعات، غير مؤهلة للسكن بسبب انتشار البرك الماشية التي تنتج عن فيضان مياه النيل، وظلت على هذا الحال إلى أن تحولت أنظار الخديوي إسماعيل إلى غرب القاهرة الخديوية، لإقامة حلمه الفرنسي، وأمر تمضاعة مساحة مدينة القاهرة لأكثر من ألف فدان على يد المهندس الفرنسي «هاو سمان»، الذي عمل على ردم تلك المنطقة، وإنشاء الكباري المحيطة بها، وتنفيذ مشروع الكورنيش، وذلك في الفترة مابين ستينيات وسبعينيات القرن الثامن عشر.

«ميدان الكوبري».. أو هكذا أطلق العامة المسمى على الميدان الكبير، بعد إنشاء الكوبري الذي يعد أول كوبري في مصر، يربط مابين الميدان ومنطقة الجزيرة، والذي نجح في جذب الأنظار إلى تلك البقعة التي تطل على نهر النيل، لتبدأ مرحلة انتشار القصور حول الميدان.

97373799_2015086195290143_1331043672501780480_n

وخلال تلك الفترة تم إنشاء العديد من القصور بمحيط الميدان الجديد، والتي كان أبرزها قصر الدوبارة "الوالدة باشا"، وقصر النيل الذي بناه الخديوي إسماعيل ليكون أول مباني الميدان، وقصر المنيرة الذي أصبح مركز البعثة الأثرية الفرنسية، والقصر العالي الذ استخدم كمسرحا للعديد من حفلات الزفاف الملكية وكان بداية تمهيد الطريق لإقامة منقطة جاردن سيتي، وقصر الإسماعيلية الذي يوجد مكانه مجمع التحرير الآن، و قصر أحمد خيري باشا، الذي تحول لى مصنعا للسجائر ثم مقرا للجامعة الأهلية، ثم الجامعة الأمريكية، إضافة إلى العديد من المباني التاريخية الرائعة التي أقيمت على الطرز العربية والحضارية، كفيلا هدى شعراوي، والمتحف المصري، وغيرها من المؤسسات الإدارية والتاريخية التي تحيط بالميدان.

97130411_2015086115290151_6197201405090988032_n

وخلال الـ 155 عاما الماضية، منذ أن تم البدء في وضع حجر الأساس لإقامة «ميدان التحرير»، وهو يمر بمراحل متعددة من التطوير والتجديد، كلها تهدف إلى الحفاظ على الهدف من إقامته، ومواكبته حضاريا للعصور التاريخية التي مرت عليه، خاصة بعد معاصرته لأحداث تاريخية جليلة، سطرت أحداثها من قلب الميدان، وأبرزها مواجهات المتحجين المصريين والقوات المحتلة كأحداث ثورة 1919، ومظاهرات 1935 ضد الاحتلال الإنجليزي، وأحداث ثورة 1952م، وثورة الخامس والعشرون من يناير، و30 يونيو، وغيرها من الملاحم التي غيرت في التاريخ المصري الحديث.

97090844_2015086345290128_5679398112070729728_n

أبرز تلك التحولات التي شهدها ميدان التحرير كانت عام 1904 حينما أثار المهندسيين المعماريين، والصحفيين، مسألة وجود ثكانت قصر النيل، والتي كانت مقرا لقوات الجيش البريطاني التي أقيم مكانها اليوم هيلتون، وجامعة الدول العربية، والمبنى القديم للحزب الوطني، ورفض وجود رمزية الاحتلال بالقرب من المدينة، وبجوار رمز الحضارة المصرية الممثلة في المتحف المصري.

97329891_2015086258623470_7307274718225104896_n

واعتمد التخطيط في تلك الفترة على هدم الثكنات، وإقامة مجموعة من المباني السكنية الفاخرة تحيط بالميدان، لكن مع مراعاة البيئة الملائمة للمتحف، والاستمرار في النسيج العمراني للمنطقة، مع وضع مخطط لإقامة الحدائق والساحات، ومع تنفيذ معاهدة 1936م، وخروج القوات البريطانية من المنطقة بدأت الأصوات تتعالى حول كيفية استغلال مكانها، وكان أبرزها تخطيط وتصور محمد ذو الفقار بك، والذي نشر مخططه في مجلة المصور عام 1947م، بتحويل الميدان إلى مركزا ثقافيا وسياسيا للمدينة من خلال تجميع المباني الإدارية لمحتلف الوزارات والحكومات به، إضافة إلأى عدد من المتاحف والتماثيل التذكارية، والحدائق العامة الواسعة، ولكن لم ينفذ من مخطط «ذو الفقار» سوى مجمع التحرير فقط.

ومرة أخرى بعد التحول في الوضع السياسي عقب ثورة 1952م، تحول الميدان إلى إسم «ميدان الحرية»، ثم في 2 يوليو عام 1954م أعلن رسميا تحت مسمى «ميدان التحرير»، وأصبح أحد الميادين الرئيسية التي تشهد احتفالات الثورة، وأحد علاماتها المميزة.

99999999999999999

وعقب ثورتي الخامس والعشرون من يناير، و30 يونيو، شهد الميدان محاولات للتطوير، وتغير شكل قلب الميدان، وإقامة نصب تذكاري يتوسطه مع تطوير وتجديد الحدائق والمساحات الخالية المحيطة به، وتم وضع قاعدة خرسانية يعلوما على مصر، مع دهان العقارات المطلة على الميدان، إلى أن بدأت مرحلة التطوير الأخيرة، على يد حكومة مصطفى مدبولي.

98349709_2015086411956788_3194571557796052992_n

ويهدف مشروع حكومة مدبولي، إلى تحويل الميدان إلى متحف مفتوح، يضم عددا كبيرا من المعالم السياحية بعد نقل مسلة فرعونية و4 كباش تحرسها وسط الميدان مع تطويره بالكامل، مع الحفاظ على الهوية المصرية، والتي تظهر في الأثار التي تم استخدامها في تطوير الميدان.

97586277_2015086915290071_8229740496910548992_n

وبدأ المشروع في إزالة كافة المعوقات البصرية التي كانت تملأ الميدان ممثلة في اللافتات، والإعلانات، مع زراعة النخيل وأشجار الزيتون في المنطقة المحيطة به، وإزالة كل ما يعوق مشاهدة واجهات العمارات ذات الطراز العمرانى المتميز، وتطوير وإعادة تخطيط الحدائق، ونقل أحد المسلات الفرعونية لتزيين قلب الميدان، ودهان واجهات العمارات للتناسق والطبيعة التاريخية له.

97094336_2015086601956769_2204365228500582400_n

كمابدأت شركة مصر للصوت والضوء التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، في تنفيذ مشروع إنارة ميدان التحرير ضمن خطة تطويره التى تتعاون فى تنفيذها عدد من الجهات الحكومية، وبدأت أعمال مشروع إنارة الميدان بتوريد وتركيب وحدات الإضاءة الخارجية الخاصة بالمتحف المصري بالتحرير والحديقة الخاصة به، ومجمع التحرير وجامع عمر مكرم، وكذلك وحدات الإضاءة الخاصة بالميدان والمسلة، و توريد وتركيب وحدات الإضاءة الجمالية واجهات العقارات المطلة على ميدان التحرير.

98015246_2015086481956781_6383895193837371392_n

97568441_2015087118623384_9036808196638900224_n

97546139_2015087025290060_6604485534498684928_n

97323214_2015086821956747_6257934652133081088_n
 
97221390_2015086968623399_1367574946334638080_n
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق