إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين.. هل أساء وزير الأوقاف فهم مصطلح «التجديد»؟

السبت، 13 يونيو 2020 12:03 م
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين.. هل أساء وزير الأوقاف فهم مصطلح «التجديد»؟
عنتر عبداللطيف

يبدو أن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فهم " التجديد" بالخطأ، فبدلا من محاولة تجديد الخطاب الدينى، وما يتبع ذلك من فهم صحيح لمفهوم الدين، ما يحد من تواجد الظلاميين، وأفكارهم، وخطرهم بالمجتمع فقد "جدد" الرجل "فرش المساجد"!

"من فمك أدينك".. آية فى الإنجيل نستشهد بها هنا على ما قاله "مختار جمعة" من قبل بشأن " التجديد الدينى "  فالوزير قال إن خطة الوزارة تتضمن 4 محاور رئيسية من أجل تجديد الخطاب، أولها عقد صالونات ثقافية، ثم تحقيق العدل، الذي إذا وجدت الإرادة له يصبح الأمر قابلًا للتنفيذ على أرض الواقع، بالإضافة إلى حرية المعتقد، وأخيرًا العمل على قضاء حوائج الناس، وتوفير احتياجاتهم الأساسية حيث تبلغ ميزانية وزارة الأوقاف وفق آخر موازنة معلنة 10,4 مليار و422 مليونا و119 ألف جنيه فيما تؤكد مصادر بالوزارة أن هناك عجزا 9 مليارات. 

ولأن الكلام "ليس عليه جمرك جمعة" فقد أكد " جمعة" أن الفترة المقبلة ستشهد عددًا من اللقاءات الفكرية والصالونات الثقافية واللقاءات المفتوحة، خاصة وأن الثقافة لها دور كبير في تشكيل وعي المواطنين.

 

unnamed

وزارة الأوقاف

فما هى الصالونات واللقاءات الفكرية التى عقدتها " الأوقاف" لتجديد الخطاب الدينى فإذا كانت هذه الصالونات قد انعقدت دون أن نسمع عنها، فهذه مصيبة وإذا كانت لم تنعقد من الأساس فالطين يزداد بله!

حجة "جمعة" إنه "لا يمكن تجديد الخطاب الديني إلا بمجموعة تفقه قواعد اللغة العربية وتتمكن منها" كما قال "وأنا لا أعد أحد عالمًا ما لم يكن متمكنًا من اللغة العربية لأنها هي ذاتها شروط تفسير القرآن"، وهذا مردود عليه فالوزارة بها مئات بل آلاف الكفاءات من العلماء وبها موارد لا حصر لها، ومنشآت وآلاف المساجد بكافة المحافظات، فلماذا الاهتمام بالمظهر وتجاهل الجوهر؟

يقول الله سبحانة وتعالى فى سورة  الآية 27 من سورة الإسراء "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"، فقد كان باستطاعة وزير الأوقاف توجيه صرف هذه الأموال فى تصليح العقول الخربة بفعل افكار الجماعات الإرهابية بدلا من صرفها على فرش المساجد التى لا يحتاج الكثير منها لإعادة تجديد الفرش.

28-12-2018_14_10_29_GomhuriaOnline_1545999029
مختار جمعة 

وكعادة وزير الأوقاف فقد خرجت وزارته لتتباهى في بيان لها بصرفها أكثر من 3 مليارات جنيه على فرش المساجد حيث  رصد تقرير للوزارة ما اسمته جهود عمارة وفرش المساجد خلال 6 سنوات منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم حسب تقريرها مؤكدة أنها أنفقت أكثر من 6 مليارات جنيه لعمارة المساجد، نصفها من أعمال الوزارة، والنصف الآخر تقريبًا من الجهود الذاتية التي تتم تحت إشراف الوزارة.

وقالت الأوقاف أن أعداد المساجد التي تم إحلالها وتجديدها وصيانتها وترميمها خلال عام 2019/2020 بلغ 687 مسجدًا ليرتفع عدد المساجد التي تم إحلالها وتجديدها منذ عام 2014 وحتى الآن إلى 3203، بإجمالى تكلفة مالية 2,715,423,023 جنيه.

وتابعت أعداد المساجد التي تم فرشها في عام 2019/2020 بلغ 1632 مسجدا، ليرتفع عدد المساجد التي فرشها منذ عام 2014 وحتى الآن إلى 8133 مسجدا، بإجمالى تكلفة مالية 386 مليون جنيه،

وأكدت الوزارة أنه بذلك يكون إجمالي ما تم صرفه على إحلال وتجديد وصيانة وفرش المساجد خلال تلك الفترة بمعرفة الوزارة ومن أموالها هو (3,101,423,023) جنيه، وإجمالي ما تم إنفاقه بالجهود الذاتية تحت إشرافها (3) مليارات جنيه أخرى تقريبًا، وبذلك يكون إجمالي ما تم إنفاقه بمعرفة الوزارة أو تحت إشرافها أكثر من (6) مليارات جنيه.

117654-اا

 

 عندما سأل وزير الأوقاف عن صرفه أكثر من 10 ملايين جنيه على تجديد الخطاب الديني  قال أن :"هذا الرقم ليس صحيحا، فقد علمنا على تجديد الخطاب الديني؛ لإرضاء المولى "سبحانه وتعالى" في مواجهة الإخوان والأفكار المتشدة، ووزارة الأوقاف دورها دعوي؛ لذا فتجديد الخطاب الديني أحد أدوارها، وأنجزنا فيه الكثير فلماذا صرف 3 مليارت جنيه على تجديد فرش المساجد التى ربما لو فتح باب التبرعات لتسابق الملايين من أجل فرش المساجد ولوفر " مختار جمعة" هذه المليارات لميزانية الدولة!

اهدار 3 مليارت جنيه على فرش المساجد تزامن مع خبر عن تراجع  وزارة الأوقاف، من المركز الأول في التصنيف السابق لمركز النزاهة والشفافية إلى المركز الأخير من بين المؤسسات التي يوجد فيها فساد وهو ما يحتاج إلى رد من وزير الأوقاف حول دقة هذه البيانات فى ظل ما استجد من اهدار لميزانية الأوقاف فى غير موضوعها فهل يفعل؟ 

ربما لا يعرف البعض أن وزارة الأوقاف تمتلك مصنعا فى دمنهور لإنتاج السجاد والمفارقة أن هذا المصنع يتعرض للخسائر حيث سبق وناقشت لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، خسائر مصنع سجاد دمنهور الناتجة عن سوء الإدارة وإهمال تطوير المصنع.

كما استمعت اللجنة لممثلى وزارة الأوقاف الذين أكدوا حرصهم على تطوير المصنع وأن يكون إنتاجه كافيا لفرش جميع المساجد.

وقال ممثل مصنع سجاد دمنهور: "تعاقدنا على 625 ألف متر سجاد ليتم فرش جميع المساجد، وحتي الآن تم توريد 425 ألف متر، وخلال هذه السنة المصنع حقق أرباح 4 ملايين جنيه، والأمور بدأت تتحسن بشكل كبير، وتم التعاقد مع مركز بحوث الإسكان لإعداد دراسة عن تطوير المصنع واستغلاله الاستغلال الأمثل، ونحتاج لدعم النواب".

وتابع: "لا نستغنى عن عمالة مراعاة للجانب الاجتماعى، وانتهت المطالب الفئوية لعمال مصنع سجاد دمنهور وانخفضت الخسائر، والأمور في تحسن كبير".

وفي نهاية الاجتماع، أوصت لجنة الشئون الدينية بالبرلمان بموافاتها بالإجراءات التى اتخذتها وزارة الأوقاف وهيئة الأوقاف المصرية للنهوض بمصنع سجاد دمنهور، وتطوير قطاع التسويق والإنتاج.

فلماذا لا يدرس وزير الأوقاف ملف هذا المصنع المتعثر وتحاول النهوض به وطرح انتاجه بالسوق المحلى وتصدير الفائض!

السؤال الأخير ما أوجه صرف الـ3 مليارت جنيه على اعادة وتجديد فرش المساجد وكيف تمت وهل كان هناك مساجد بها فرش حديث ولا تحتاج لتجديد جرى إعادة فرشها ما يشكل اهدارا للمال العام بعيدا عن تشكيل الوزارة للجان هى بالطبع من أوصت بذلك فدائما مثل هذه اللجان تشكل بشكل روتينى وتوصياتها تأتى وفق هوى المسئول وما يريده منأمر بتشكيلها!

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات (1)
هل اساء وزير الاوقاف فهم مصطلح التجديد
بواسطة: محمد ابوزيد ابو النور حسن
بتاريخ: السبت، 13 يونيو 2020 01:29 م

الوزير ليس بهذه السذاجة .. فهو يعلم يقينا من اين تأكل الكتف وما يفعله هو استثمار للمشهد والتوجه العام لضمان وحماية مكتسباته واستمراره على الكرسى .

اضف تعليق