«مخاوف من هيمنة الإمبراطورية التكنولوجية».. اتهامات تلاحق «فيس بوك» بسبب التوسع والاحتكار

السبت، 13 يونيو 2020 03:00 م
«مخاوف من هيمنة الإمبراطورية التكنولوجية».. اتهامات تلاحق «فيس بوك» بسبب التوسع والاحتكار
كتب| أحمد قنديل

 

بدأ التاجر الوافد إلى عموم أهل البلاد بمواصفات خيرة طيبة، لما يقدمه من خدمات مجانية وهدايا لكافة رواد مجاله، مما عاد عليه بالشهرة الواسعة وثقة الزبائن، ويوما تلو الآخر  يقوم التاجر بتوسيع نشاطاته وزيادة تجارته، الأمر الذي جعل الحكماء يشكون في نواياه ويراقبون أفعاله، فلاحظوا بتعمده شراء أملاك كل تاجر جديد يحظى بزبائن البلاد، ليتمكن هو وحده من فرض سيطرته والتحكم في كافة زبائنه رجوعًا لسيطرته على كافة متطلباتهم، ووصلت سيطرته عليهم لحد توجيههم واستخدام كافة أملاكهم من أجل تحقيق أهدافه الشخصية، فما كان من الحكماء فعلا سوى فضحه في محاولة لتحويل سيرته من الصلاح إلى الخبث والفساد ونزع ثقة الناس عنه.
 
السالف ذكره هو الوصف الأقرب لما نشهده من واقع شركة "فيس بوك" الأمريكية التي تقدم خدمات التواصل الاجتماعي عبر شبكة المعلومات الدولية - الإنترنت، فمنذ انطلاق الموقع الرئيسي عام ٢٠٠٤، وصولًا لانتشاره في العالم أجمع واستخدامه من أغلب رواد شبكة الانترنت، واجه انتقادات واتهامات تتضمن التحايل وسرقة البيانات بسبب مخاوف بشأن الحفاظ على الخصوصية، وكثيرًا ما تمت تسوية هذا الأمر بين طرفي النزاع. 
 
أقيمت العديد من الدعاوى القضائية ضد فيس بوك والتي كان من أبرزها في البداية اتهام شركاء مارك باعتماده على سرقة الكود الرئيسي الخاص بهم وبعض الملكيات الفكرية الأخرى، وتزامنا مع التطور الذي يشهده الموقع في العالم أجمع، وجهت أيضا الكثير من الاتهامات له مثل تسريب البيانات والتعدي على الخصوصية وكان من أشهرها فضحية اتلاتيكا والتي اتهم فيها الموقع بتسريب بيانات ٥٠ مليون مستخدم لشركة روسية بغرض التلاعب في الانتخابات الأمريكية، وهو ما خضع على أثرها مارك للتحقيق في الكونجرس الأمريكي.
 
ورغم تعدد الاتهامات، إلا أن هناك قضية تعد الأكثر قلقا للعالم أجمع ويعتبرها البعض وسيلة الفيس بوك للسيطرة والهيمنة بغرض الاستحواذ على كافة بيانات المستخدمين للشبكة الدولية حول العالم، ألا وهي قضية الاحتكار، فقد شهد الجميع قيام فيس بوك بالاستحواذ على كافة المنصات التي تتضمن عدد كبير من المستخدمين حول العالم والتي تحظى بشهرة واسعة ومن أبرزها كان انستجرام وواتس آب، وقد تم الاستحواذ عليهم بصفقات تقدر بملايين الدولارات، وهو ما يراه مراقبون استعدادا للسيطرة على البيانات وفرصة لخطوة نحو مخطط مجهول.
 
قضية أخرى حول الاحتكار تواجه فيس بوك الآن، وذلك عقب استحواذه على محرك بحث خاص بالصور وردود الأفعال يتبع منصة جيفي، ويعد الأبرز في الاستخدام بهذا الشأن، ووفقا لتقارير إعلامية قدرت صفقة الاستحواذ بقيمة ٤٠٠ مليون دولار.
 
 
 أعلنت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية، تخوفها من عملية الاستحواذ، موضحة أن تلك الصفقة تؤدي إلى تقليل المنافسة بشكل كبير في الأسواق التقنية.
 
 ويمثل تحقيق المملكة المتحدة ثاني تحقيق رئيسي لمكافحة الاحتكار في الصفقة، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع ، بدأ مسؤولو المنافسة الأستراليون أيضًا تحقيقًا لمكافحة الاحتكار في هذه القضية.
 
ويقول رود سيمز ، رئيس هيئة تنظيم المنافسة الأسترالية: "فوجئنا بأن Facebook لم يخطرنا بهذا الاستحواذ وهذه الصفقة"، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات قضائية حيال هذا الأمر.
 
يشار إلى أن العام الماضي شهد قيام لجنة التجارة الفيدرالية بالفعل بإجراء تحقيق نشط ومستمر لمكافحة الاحتكار في فيسبوك ، ويجرى حاليا تحقيق حول عمليات الاندماج المكتملة من جميع أنحاء صناعة التكنولوجيا في دراسة منفصلة.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة