"ما بعد سقطات الدعاة المودرن".. لماذا نجح نموذج مبروك عطية مع المصريين؟

الثلاثاء، 16 يونيو 2020 11:33 ص
"ما بعد سقطات الدعاة المودرن".. لماذا نجح نموذج مبروك عطية مع المصريين؟
طلال رسلان

منذ سقوط أقنعة استخدام الدين في لعبة السياسة بمرحلة ما بعد 2013، أصبح المناخ العام السائد في مصر متخوفا من كل نموذج له علاقة بالدين.

لم تعد طريقة عمرو خالد تستهوي المصريين، الأمر لا يقتصر على القنبلة التي فجرها الداعية المصري بنفسه في لقاء إعلامي في أنه يفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية في فترة ما بعد 25 يناير كنموذج لاستخدام الواجهة الإعلامية للداعية وتطويعها في تحقيق مكسب سياسي، ولا الاتهامات التي علقت به بالانتماء لجماعة "الإخوان" بعد أن اعترف بانتمائه للجماعة في مناسبات عدة، لكن بصورة الشاب الذي يستخدم أدوات الإنترنت وطريقة الإلقاء "للداعية المودرن" بالفضائيات.

مصطفى حسني ومعز مسعود.. وأخوتهم

انصراف الملايين عن نموذج عمرو خالد، بتجربة تركت ندوبا خاصة مع جيل فيسبوك، لم يعد معها نموذج الداعية المودرن ينطلي مع المصريين حتى في مرحلة مصطفى حسني ومعز مسعود، وإن كان الأخير لم يكمل الطريق بخلع العباءة باكرا وظهور علني على السجادة الحمراء لمهرجانات السينما واقتحام الإنتاج الفني ما تبعته من تطورات بزواج ثم طلاق من الممثلة شيري عادل، ربما بسبب ما بدا أمامه من نفق مظلم ليس له في الأساس آخر قبل ظهور النور في آخره، فآثر التخلي عن لقب الداعية والقفز من السفينة الغارقة.

ثقوب الرداء الديني لنموذج الداعية المودرن التي خلفتها الثورات في العقل الجمعي والشبابي، وما أنتجته جماعات الإرهاب من تشويه للدين عامة، ثم ما تبعه من مرحلة ثورة الإنترنت وشباب الفيسبوك، مرورا بالتسطيح الديني من الدعاة أنفسهم، كان كفيلا بإنهاء نماذج لهؤلاء قبل أن يظهروا، ربما هذا يقودنا لأحد الأسباب المهمة في الإعراض عن الخطاب الديني بشكل عام، وإخفاقات دعاة الخطاب الديني على أرض الواقع.

معز مسعود وشيري عادل
 

عبدالله رشدي.. رجع بخفي حنين

مع خطاب مثير للجدل بما وصفه كثيرون، لم يختلف نموذج الداعية عبدالله رشدي، كبديل للدعاة الشباب بعيدا عن الصورة الجامدة والتقليدية، عن سابقيه غير ارتداء عباءة الأزهر، التي لم تشفع لدى الشعب المتدين بطبعه والراكن دائما إلى النموذج الأزهري، في مواربة الباب من جديد بعد مساوئ وندوب خلفها السابقون.

بآراء فقهية صادمة وموضوعات أثار بها اللغط كأحاديث تكفير غير المسلمين، لم يستمر رشدي كثيرا، ارتبط ظهوره دائما بالبحث عن فيديوهات الهجوم على هذا وذاك، انتهى ذلك بمعارك مع الأزهر الشريف دفعته متحدثا عن أنه لا يمثل الأزهر، وإنما يمثل نفسه ويتحدث باسمه، فرجع من طريق الدعاة بخفي حنين.

عبد الله رشدي
 

 

مبروك عطية.. خلطة الطريقة الشعبية

بنظارته وبضعة أعواد من الورود يمسكها في يده، ولغة شعبية بسيطة وسهلة، ورسائل ومضمون حاسم، وخلفية أزهرية وسطية، استطاع الدكتور مبروك عطية جذب عقول المصريين وصولا إلى جميع الطبقات.

تسلل أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بين الآخرين بإلقاء بسيط وطريقة أكثر إقناعا وسيرة لا غبار عليها حتى مع تناول الموضوعات الدينية الأكثر جدلا.

بمجرد كتابة اسم مبروك عطية في صندوق البحث على الإنترنت سيقترن اسمه بالمكالمات والردود الأكثر طرافة على السائلين في برامج على الفضائيات، لكن وسط ذلك تمرير الرسالة أو الفتوى التي يريدها.


في النهاية التقطت طريقة مبروك عطية الانتشار الواسع، راوغ المشاعر ببساطة فتسلل إلى العقول، وصولا لمقاطع فيديو على تيك توك لتقليده في طريقة تقديمه برنامجه الديني.
 

من جانبها، قالت الدكتور آمنة نصير، أستاذة الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، إن عقل الشباب حاليا المرتبط بثورة الإنترنت أصبح متمرد ورافض لأمثلة الدعاة الهواة الذين يقدمون على تسطيح عقائد المجتمع لذلك لا يستمرون إلا فترة قصيرة وسرعان ما تبدأ مرحلة السقوط.
 
وأضافت نصير، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، مفهوم الدعاة الجدد نجح سابقا لاستخدامهم مفردات وطرقا ترتبط بأعمار الشباب وقريبة منهم تجذبهم وغيرهم، وكانت هذه وبكل وضوع سقطة الشيوخ التقليديين بالانصراف عن لغة العصر.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة