شباب بني سويف العائدون من ليبيا يروون ساعات الرعب بين أيدي المليشيات.. وأسرار خطيرة عن الهجرة غير الشرعية

الخميس، 18 يونيو 2020 02:51 م
شباب بني سويف العائدون من ليبيا يروون ساعات الرعب بين أيدي المليشيات.. وأسرار خطيرة عن الهجرة غير الشرعية

الشباب العائدون يروون أسرار تعذيبهم بأيدى الجماعات المسلحة
رجب عبد الصمد: الشباب يدفعون حتى 50 ألفا للهجرة غير الشرعية ومكنتش متوقع أرجع مصر تانى
محمد سباعى: احتجزونا 5 أيام وأناشد الشباب السفر بطرق شرعية لحماية أنفسهم
جمال محمود: تعرضنا لإهانة وتعذيب من 8 صباحاً حتى 2 ظهراً ووصلت للكهرباء
أسر العائدين يحتفلون بالزغاريد والتكبير وتحيا مصر حتى الصبح
حميدة جميل علوانى شقيقة أحد العائدين: الرئيس أثبت أن دماء المصريين ليست رخيصة
صلاح محمد: نجلى سيد سافر إلى ليبيا للعمل عامل منذ 10 شهور
أميرة عيد: القرية تعتمد اعتماد كلى على السفر إلى ليبيا والشباب يدفعون 25 ألفا للسفر
أم جميل: سعيدة بعوده نجلى جميل وحزينة لأن زوجى لايزال موجود فى ليبيا ولا أعلم عنه شيئاً

لم تهدأ الاحتفالات في أنحاء محافظة بنى سويف منذ أنباء وصول الـ23 مصريا إلى قريتهم، بعد إنقاذهم من مدينة ترهونة الليبية من أيدى المليلشيات المسلحة.

قيادات محافظة بني سويف خرجوا لاستقبل العائدين من ليبيا، وانتظرت الأسر في لهفة بقريتهم كوم الرمل بمركز سمسطا.

 

وفى هذا الصدد، أعلن الدكتور محمد هانى، محافظة بنى سويف، أن أتوبيس المصريين العائدين من ليبيا من أبناء المحافظة وصل إلى مبنى ديوان عام المحافظة، لتهنئتهم بالعودة سالمين إلى أرض الوطن بعد احتجازهم فى ليبيا، وأكد محافظ بنى سويف، لـ"اليوم السابع"، أنه القيادة المصرية أثبتت للمصريين والعالم أجمع، أن الشعب المصرى فى أعين قيادتها ويحميهم، ومصر تحافظ على المصريين فى كل مكان وتحمى حريتهم وحقه وتصونه داخل الدولة المصرية وخارجها، موضحاً أن هؤلاء الشباب من أناء مصر وحقهم عليها حمايتهم فى أى مكان، وإعادتهم من أيادى تلك الجماعات المسلحة جاءت للتأكيد على قوة الدولة المصرية وحمايتها لكافة أبناؤها على أرض الوطن وخارجه.

وأضاف الدكتور محمد هانى محافظ بنى سويف: "كل مواطن مصرى من حقه أن يعرف ان فيه دولة بتحميه وترجعه لحد بلده، وان رجال الدولة قاموا بملحمة كبيرة لإعادتهم لمنازلهم، وتوجد حالة إرتياح كبيرة بين الشعب المصري، ومن يومين كنا عاوزين نطمن عليهم ودلوقتى بعد يومين رجعوا أرض بنى سويف، فهناك قيادة واعية تعمل وتحل كل الأزمات على أرض الوطن وخارجها، فالقيادة المصرية تطمئن الجميع أن أى مواطن مصر يتواجد بالخارج فى أعين القيادة السياسية ولن يتم تركه يتعرض للخطر".

وتوجه بلال الحبشى نائب محافظ بنى سويف، بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى حيث أن الدولة المصرية تحافظ على المواطن المصرى، وأن حقه دائماً مكفول داخل مصر وخارجها، والشعب المصرى له حقه على الدولة فى حمايته.

 

ورصد "اليوم السابع"، فى بث مباشر من قلب ديوان محافظة بنى سويف، أجواء الفرحة الكبيرة التى سادت كافة أنحاء محافظة بنى سويف لدى وصول الـ23 مصريا إلى أرض بنى سويف بعد إعادتهم من مدينة ترهونة الليبية من أيدى الجماعات المسلحة.

وقال رجب عبد الصمد محمد، إنه سافر ليبيا منذ عام فى هجرة غير شرعية، حيث دفعوا مبالغ تعدت الـ15 و22 ألفا، وآخرون سافروا سوريا والإمارات دفعوا 50 ألف جنيه، مؤكداً أنهم ظنوا أنهم لن يعودوا من جديد لمصر بعد تلك الأزمة، وبعد دعم الدولة لهم تأكدوا أنهم عادوا لمصر بعد استقبال الجهات المعنية لهم فى منتصف الطريق، قائلاً: "مكناش متوقعين إننا نرجع بلدنا تانى".

 

وأضاف الشاب ابن محافظة بنى سويف، أنه وكافة زملاءه يشكرون الرئيس عبد الفتاح السيسى والقيادة السياسية بالوقوف بجانبهم فى تلك الأزمة وإعادتهم لمصر سالمين، مؤكداً أن الدولة المصرية أكدت بذلك على أن أبناءها فى حمايتها فى أى مكان بمصر وخارج مصر.

 

وقال الشاب محمد سباعى، إنه كان يعيش فى ليبيا منذ عام ونصف وسافر عبر هجرة غير شرعية، وتم احتجازهم منذ 5 أيام، مناشداً الشباب المصريين بضرورة السفر عبر أوراق رسمية ليحموا أنفسهم من الموت والتعرض لمثل تلك الظروف السيئة التى تعرضوا لها فى ليبيا.

الشاب جمال محمود محمد، قال إنه سافر منذ 3 سنوات ونصف إلى ليبيا، وما حدث معهم كان تعذيب وإهانة من الجماعات المسلحة الذين عذبوهم من الثامنة صباحاً حتى الثانية ظهراً، ولم يكونوا يتوقعون العودة لمصر، ولكن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية كانت لها الكلمة فى إعادتهم لمصر، موجهاً الشكر لجميع الجهات التى ساهمت فى إعادتهم.

 

وقال الشباب العائدين من ليبيا لـ"اليوم السابع"، من أمام ديوان محافظة بنى سويف، إنهم كانوا على يقين بأن القيادة السياسية والرئيس عبد الفتاح السيسى لن يتركهم وسيعيدهم لأرض الوطن، وأن الاستجابة كانت سريعة جداً وهم سعادة بهذا الدعم الكبير والحماية من الدولة المصرية لأبناءها.

ورددت الشباب من أمام ديوان المحافظة هتافات "تحيا مصر تحيا مصر.. وقالو: الحمد والفضل لله.. ونشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى ورجال القوات المسلحة اللى وقفوا جنبنا ورجعونا بلادنا".

وعمت الزغاريد والأفراح ممزوجة بالدموع فى قرية كوم الرمل، حيث استيقظ عليها أهالى قرية كوم الرمل القبلى التابعة لمركز سمسطا جنوب غرب محافظة بنى سويف على سماع خبر عودة 23 من أبناءهم بعد احتجازهم داخل أحد المدن الليبية، وتدخل القيادة السياسية المصرية لعودهما.

 

كانت "اليوم السابع" أول المبشرين لأهالى القرية بعودة أبناءهم المحجوزين فى ليبيا. وتوجهت والدة جميل أحد المصريين العائدين من ليبيا، بالشكر للدولة ومؤسساتها على تدخلهم وإعادة ابنها، قائلة:" ابنى سافر ليبيا منذ 10 شهور، مع مجموعة من شباب القرية.. وبلدنا نخدمها بعنينا بعد ما رجعت ابنى بالسلامة ".

وتقدم عدد من الأهالى قرية كوم الرمل بالشكر الرئيس السيسى، مستنكرين ما تقوم به الجماعات الإرهابية وخاصة جماعة الإخوان، وقالوا إنهم كانوا يتوقعوا قيام الدولة بإنقاذهم ولكنهم لم يتوقعوا حدوث ذلك بسرعة كبيرة، مضيفا أن كان هناك حماية لهم من قبل الجيش الليبى فور دخولهم الأراضى التى يسيطر عليها الجيش الليبى.

 

وقالت حميدة جميل علوانى شقيقة محمد جميل أحد العائدين من ليبيا إن الرئيس السيسى أثبت أن دماء المصريين ليست رخيصة، وأن سعادتها لا توصف بعودة أشقاءها ونجل عمومتنا، مشيرة إلى أنها كانت تثق فى الرئيس السيسى سيتدخل لعودة أهالى قريتها.

 

من جانبه، قال صلاح محمد أحمد من قرية كوم الرمل التابعة لمركز سمسطا نوب غرب محافظة بنى سويف، إنه لم يكن يعلم بوصول نجله سيد إلى أرض مصر سوى من اتصال اليوم السابع، متوجها بالشكر للرئيس السيسى الذى أمر بعودة المصريين المحتجزون فى ليبيا فى أسرع وقت ممكن، وأضاف صلاح محمد أحمد لـ"اليوم السابع": نجلى سيد سافر إلى ليبيا للعمل عامل منذ 10 شهور، وأنه علم بخبر اختطافه من خلال أولاده بعد مشاهدتهم له فى التلفزيون، وتابع: صلاح محمد أحمد سيد الشقيق الأصغر لأولادى الرجال بالإضافة إلى نجلى وليد والذى يعمل ليبيا أيضا وهو متزوج ولديهم خمسة أطفال ومستقر فى ليبيا منذ عام ونصف، بالإضافة إلى شقيقة محمد الذى يعمل فى السعودية.

 

قصص إنسانية كثيرة رصدتها كامير اليوم السابع خلال جولته داخل القرية. وقال وائل رمضان صاحب الأربعة عشر عاما والذى سافر إلى ليبيا مع بعض أهالى القرية لتجهيز شقيقته بعد وفاة والده، حيث وقالت والدته إن نجلها دفع مبلغ 25 ألف جنية من أجل السفر لليبيا وأنه مكث فى ليبيا إحدى عشر شهرا وفشل فى جمع المبالغ التى قام بدفعها مرة أخرى، وأصبحنا مديونين بالمبلغ.

وروت أم جميل قصتها المزيجة بالحزن والفرح فأكدت لـ "اليوم السابع"، أنها سعيدة بعودة نجلها جميل وما يحزنها هو وجود زوجها فى ليبيا ولا تعلم عنه شيئا، وأكدت أن الرئيس السيسى بمثابة الأب والوالد لكل المصريين فهو السند والأب.

 

وقالت أميرة عيد إحدى أقارب العائدين من ليبيا، إن القرية تعتمد اعتماد كلى على السفر إلى ليبيا، مشيرة إلى أن الشباب تعتمد على الهجرة غير الشرعية فكل شاب يقوم بدفع 25 ألف جنيه من أجل السفر غير الشرعى من خلال التهريب فى الجبال الذى يستغرق أكثر من شهر حتى الوصول إلى ليبيا.

وكان قد كلف الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، أجهزة الدولة بانهاء أزمة المصريين المحتجزين فى ليبيا، حيث كانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، أعلنت القبض على المتورطين فى واقعة الإساءة لعدد من العمال المصريين التى جرى تداولها قبل أيام على مواقعة التواصل الاجتماعي، بعد تحديد هوياتهم، مؤكدة مباشرة إجراءات الاستدلال معهم تمهيدا لإحالتهم إلى مكتب النائب العام فى طرابلس.

 

وقالت داخلية حكومة الوفاق فى بيان،  الأربعاء، إن أجهزة الضبط القضائى التابعة لها تمكنت الثلاثاء من رصد مكان واقعة الإساءة لمجموعة من العمالة المصرية وكشف هوية المتورطين فى هذه الواقعة وإلقاء القبض عليهم ومباشرة إجراءات الاستدلال معهم بالخصوص تحضيرا لإحالتهم لمكتب النائب العام.

وأكدت أنه تم التعرف على العمالة المصرية المجنى عليها فى هذه الجريمة وعلى هوياتهم وهم جميعا بخير ويتمتعون بحريتهم دون أى قيد ويمارسون أعمالهم بشكل طبيعي، منوهة إلى أنه سيجرى الاستماع إلى أقوالهم بشأن ما تعرضوا له من إساءات تنتهك حقوقهم وتخالف القوانين والأعراف والأخلاق وضمان كامل حقوقهم القانونية بالخصوص.

كما أكدت أن العلاقات التاريخية التى تربط الشعب الليبى والمصرى لا يمكن أن تنال منها تصرفات فردية لا تمثل الدولة الليبية ولا أعراف وقيم الشعب الليبى كما أن الاختلافات السياسية بين الدول لا يمكن بحال من أحوال أن تمس من علاقات المحبة والأخوة بين الشعبين الليبى والمصري.

ونبهت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطنى فى ختام البيان إلى أنها ستلاحق بحزم وبكل جدية كل من ينتهك الحقوق ويخالف التشريعات دون أى تمييز أو تحيز.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق