إعلان غريب عن مفتي "فريلانس".. تجارة الفتاوي لأعلى سعر في زمن الكورونا

الجمعة، 19 يونيو 2020 09:15 م
إعلان غريب عن مفتي "فريلانس".. تجارة الفتاوي لأعلى سعر في زمن الكورونا
كتب- محمد أبو ليلة:

إعلان غريب بعنوان "مطلوب مفتي" بدأ يتوغل بكثافة داخل جروبات مواقع التواصل الاجتماعي الواتس أب والفيسبوك،  الإعلان مصحوب بـ "أبلكيشن" يملأه الشخص الذي يجد في نفسه القدرة على "الفتي".
 
الإعلان الذي عنوانه "مطلوب مفتي بدوام جزئي"، والذي حصلت صوت الأمة على صورة منه، يشترط أن يكون المتقدم على علم بكتاب الله تعالي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم، وما يتعلق بهما من العلوم، إضافة لعلمه بمواطن الاجماع والخلاف والماهب والأراء الفقهية والمعرفة التامة بأصول الفقة والمهذهب السني فقط.

لأعلي سعر
وامتدت الغرائب في الشروط حيث يخبر صاحب "محل الفتوى" على المتقدمين، أن العمل سيكون بواسطة تطبيق في الهاتف غير مقيد بوقت أو عدد فتاوي يومي حسب فراغ المفتي، وأن المرحلة الأولى سوف تكون مجانية وبعد كسب ثقة الجمهور وارتفاع الطلب على الفتاوي سوف يدفعون أموال للمفتي، وكأنه مفتي "فري لانس"، يروج بضاعته لصاحب الأعلى سعراً في زمن أصبحت فيه الفتاوي الدينية بضاعة رائجة يتربحون من خلالها باسم الدين.

الإفتاء بدون علم حرام
أصحاب هذه البضاعة الرائحة تناسوا أن الجهة الوحيدة المخول لها الإفتاء هي دار الإفتاء المصرية التي تضع مناهجها لإعداد "المفتي" طبقاً لشروط وضوابط ومناهج الازهر الشريف، كما أن رأي دار الإفتاء فيمن يفتي دون علم أنه ارتكب فعل حرام شرعاً، حيث يتهاون فيه كثير من طلاب الشهرة والرياسة، فمن أقدم على ما ليس له أهلًا من إفتاء، أو قضاء، أو تدريس أثِم، فإن أكثر منه وأصر واستمر فسق، ولم يحل قبول قوله ولا فتياه ولا قضاؤه.
 
واستندت دار الإفتاء في هذه الفتوى التي نشرتها على موقعها الرسمي لـ قوله تعالي: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ، إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ، فهذه الآية تشمل بمعناها من زاغ في فتواه، فقال في الحرام: هذا حلال، أو قال في الحلال: هذا حرام، أو نحو ذلك، وتذكر دار الافتاء أيضاً أن الأدلة من السنة كثيرة، منها الحديث النبوي الشريف الذي رواه أحمد وابن ماجه:من أفتى بفُتيا غير ثبت فإنما لإثمه على الذي أفتاه".
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق