قواعد عسكرية وتنقيب عن النفط ونهب الثروات.. هكذا يرى أردوغان ليبيا

الجمعة، 19 يونيو 2020 09:11 م
قواعد عسكرية وتنقيب عن النفط ونهب الثروات.. هكذا يرى أردوغان ليبيا
اردوغان
محمود علي

 
تثير تحركات تركيا في المنطقة العربية، وتحديدا في ليبيا الكثير من الجدل بشأن أهدافها، فبعد أيام قليلة من إعلان مسئول تركي عن اعتزام أنقرة التنقيب عن الغاز داخل ليبيا بناء على مباحثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، كشف مسؤول تركي كبير اليوم الجمعة عن مساعي تركيا وأطماعها لاستغلال الحرب من أجل مزيد من المكاسب الاقتصادية، مؤكدا استعداد بلاده وبخطى سريعة في إعادة إعمار ليبيا.
 
وقبل أيام زار كبار مساعدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طرابلس، لمناقشة سبل التعاون في مجالات الطاقة والبناء والأعمال المصرفية.
 
وتدعم تركيا حكومة الوفاق بالطائرات المسيرة والمرتزقة السوريين، بالإضافة إلى إرسال المعدات العسكرية الثقيلة في حربها ضد الجيش الوطني الليبي، ولا تخفي إنشائها جسراً جوياً يربط بين إسطنبول وطرابلس لإرسال المقاتلين الأجانب في تحدى واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
 
لكن تركيا لم تكتف بكل هذه الانتهاكات وفقا لمراقبين، بل تحاول أن تستقطب بشكل واضح إحدى أطراف الأزمة الليبية، المتمثل في حكومة الوفاق من أجل أن يكون لها موضع قدم مستمر في ليبيا بغض النظر عن ما تؤول له تطورات الأزمة الليبية.
 
وكشف المسؤول التركي لرويترز طالبا عدم نشر اسمه عن أهداف تركيا من الزيارة التي خاضها وفد أردوغان مؤخرا لطرابلس حيث التقي بأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وأكد أن الوفد ناقش أيضا المدفوعات المستحقة للشركات التركية عن أعمال الطاقة والبناء السابقة في ليبيا، كما بحثوا السبل التي يمكن لتركيا أن  تنقب من خلالها على الطاقة، بما في ذلك التعاون "في كل مشروع يمكن تصوره" للمساعدة في وصول الموارد إلى الأسواق العالمية.ط، وفقا لزعمه.
 
وفي إشارة واضحة إلى استغلال الدعم المقدم للوفاق من أجل الاستفادة من موارد ليبيا، بعد الدمار الذي حل بها جراء التدخل التركي، مضى المسئول التركي قائلا "حل الدمار بمناطق كثيرة من البلاد، وهناك حاجة ماسة إلى البنى الأساسية... الشركات التركية... في وضع يسمح لها بالبدء في مثل هذه الأعمال بسرعة".
 
وكانت شركات البناء التركية تعمل بالفعل في مشاريع بليبيا، قبل أن تلقي تركيا بثقلها رسميا وراء حكومة الوفاق الوطني وتعلن نيتها نشر قوات عسكرية هناك، وقال مسؤول في قطاع البناء  في يناير  إن حجم الأعمال التركية المتعاقد عليها في ليبيا يبلغ 16 مليار دولار، بما في ذلك ما بين 400 و500 مليون دولار في مشاريع لم تبدأ بعد.
 
وأضاف المسؤول أن شركة الكهرباء التركية كارادينيز باور يمكن أن تستخدم سفنها للتخفيف عن بعد من حدة نقص الكهرباء في ليبيا وسط القتال.
 
وقال مصدر تركي آخر إن أنقرة وحكومة الوفاق الوطني ناقشتا أيضا إرسال مستشارين أتراك إلى طرابلس للمساعدة في إعادة بناء منظومتها المصرفية.
 
وفي سياق متصل، كشفت تقارير صحفية عن مخططات تركيا في ليبيا، ومنها إنشاء قاعدتين عسكريتين في الأماكن التي تقع تحت سيطرة حكومة الوفاق، وتكون مقراً مركزيا لقوتها التي بدأت في نشرها منذ يناير الماضي لدعم ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي.
 
ونقلت صحيفة "يني شفق" المقربة من الحكومة التركية عن مصادر وصفتها بالإقليمية عن اعتزام تركيا إنشاء قاعدتين عسكريتين دائمتين في أراضي ليبيا، وذلك في إطار توسع نشاطتها في هذا البلد الشمال إفريقي.
 
 
وتمتلك تركيا قواعد عسكرية في كل من الصومال وقطر وقبرص الشمالية المحتلة من قبل أنقرة، فيما كانت بصدد إقامة قاعدة بحرية في جزيرة سواكن السودانية قبل أن تطيح الثورة السودانية بنظام عمر البشير، وتحبط أطماعها في الخرطوم.
 
وقالت الصحيفة المعروفة بقربها من نظام أردوغان إنّ  ما أسمته بالتعاون العسكري بين الوفاق وتركيا سيرتقي إلى مستويات أعلى، بعد الزيارة التي قام بها السراج إلى أنقرة يوم 4 يونيو رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، حيث التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.   
 
تفاصيل القاعدتين وأماكنهم تحدثت عنها الصحافة التركية إذ كشفت عن أن نظر تركيا حالياً يتجه إلى إعادة تشغيل قاعدة الوطية الجوية العسكرية التي يتم إصلاح بنيتها التحتية، لتكون متاحة لبناء تركيا قاعدة جوية فيها؛ حيث من المقرر أن تحتوي على طائرات مسيرة ومنظومات دفاع جوي تركية التي كانت شاركت في الهجوم على عدد من المناطق في طرابلس وأدت إلى مقتل عشرات المدنيين.
 
القاعدة الثانية التي أكدت الصحف التركية أن نظام أردوغان لديه أطماع في أن تكون مقر لقواته البحرية في شرق المتوسط، ستكون في ميناء مدينة مصراتة الساحلية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق