90 مليون جنيه سبب خوف الأندية من عودة الدوري

السبت، 20 يونيو 2020 09:30 م
90 مليون جنيه سبب خوف الأندية من عودة الدوري
اللجنة الخماسية
مصطفى الجمل

اللجنة الخماسية تبحث عن حل لتكاليف الإجراءات الاحترازية لتعقيم الملاعب وحماية اللاعبين من "كورونا"

الأهلي وأندية القمة يساندون قرار العودة واستكمال المباريات.. والزمالك يتزعم جبهة الرفض 
 
لم يعد أمر عودة الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، مجرد موضوع يناقشه المختصون بالشأن الكروي والقائمين عليه فقط، بل أصبح جزءاً من خطة استرداد الدولة لعافيتها، بعد عملية غلق عام كبير استمرت 3 أشهر، وكبدت الدولة بدل المليار والعشرة مئات المليارات، شأنها في ذلك شأن باقي دول العالم، المتضررة من انتشار جائحة فيروس كورونا منذ مطلع العام الجاري. 
 
فبعد عودة الدورى الالمانى ومن بعده الاسبانى ثم الأنجليزى، جاء قرار الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بعودة النشاط الرياضي بدءا من 20 يونيو الجاري، بحيث تعود الفرق للتدريبات الجماعية، على أن تستأنف المنافسات الرسمية بدءا من 25 يوليو المقبل، لم يأت إلا بعد دراسة متأنية ومشاورات كثيرة مع كافة أجهزة الدولة، التي استقرت في النهاية على إمكانية العودة مع تطبيق الاجراءات الاحترازية وتعويض ما يمكن تعويضه وتحسين الصورة، مثلما فعلت باقي دول العالم الأكثر من مصر تأثراً بالفيروس، مع التشديد على اتخاذ كافة الاجراءات القانونية والاحترازية. 
 
قرار الحكومة بعودة الدوري المصري الممتاز سبقه وتبعه انقسام بين الأندية المشاركة في الدوري، فتمسك البعض بضرورة استكمال الموسم الحالي كالنادي الأهلي ونادي المقاولون وعدد آخر من الأندية، مقرين بضرورة استكمال المسابقة حتى ولو على حساب ضغط مباريات الموسم المقبل، فيما تمسك عدد كبير آخر من الأندية بإلغاء الموسم الحالي، وخرج ستة منهم يطالبون بمنح اللقب للأهلي، إن كان هذا هو السبب لاستكمال الموسم. 
 
موقف النادي الأهلي طبعاً كان واضحاً منذ البداية وهو الضغط بقوة من أجل استئناف الموسم الجاري من الدوري المصري دعماً للدولة وحفاظاً على ترتيب الفريق في المسابقة، وأعلن العميد محمد مرجان المدير التنفيذي للنادي ترحيب ودعم الأهلي القرار الصائب للدولة باستئناف النشاط الرياضي، وجاء في بيان النادي الأهلي المنشور على موقعه الرسمي: « أن موقف الأهلي كان واضحًا منذ البداية عندما أعلن مجلس الإدارة قبل فترة عن حيثيات رغبته في استئناف النشاط الرياضي وفقًا لما تراه الدولة في الصالح العام، وأن النادي يدعم هذه الرؤية خاصًة وأنه يراها الأصوب وأن الدولة عادًة ما تكون الأقدر على تقييم الأمور بالشكل الصحيح لأنها لا تعمل إلا لمصلحة المواطنين في كل المجالات وفي مختلف الأعمار».  
 
أما في مصر المقاصة، فقال بكري سليم المدير التنفيذي لنادي مصر المقاصة إنهم جاهزون ومستعدون لعودة النشاط الرياضي مثلما أعلن وزير الرياضة، لكنهم يرفضون تمامًا فكرة استكمال الدوري، مضيفًا: "نتحفظ على استكمال الموسم، نريد بدء موسم جديد من الدوري المصري، استكمال الموسم سيكلف الأندية مبالغ طائلة لتنفيذ الإجراءات الاحترازية المطلوبة، وفي حال أصرت الوزارة على ذلك عليهم والحكومة تقديم الدعم المالي للأندية".
 
ووجه محمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السكندري التحية للحكومة المصرية ووزارة الرياضة على إصرارهم عودة الحياة الطبيعية في مصر وخاصة النشاط الرياضي، في نفس الوقت، أكد مصيلحي رفضه استكمال الدوري المصري لعدة أسباب أبرزها صعوبة تنفيذ الإجراءات الاحترازية المطلوبة والتكلفة المالية الكبيرة وصعوبة عودة اللاعبين الأجانب وأخيرًا الحاجة لفترة إعداد طويلة للاستعداد جيدًا خاصة مع تلاحم المواسم المتوقع.
 
وقال ماجد سامي رئيس نادي وادي دجلة أن قرار عودة الدوري المصري يخص الأندية واللجنة الخماسية لاتحاد الكرة فقط، مشيرًا إلى أن الوزير لم يتحدث عن ذلك بل أكد فقط عودة النشاط الرياضي، لافتاً إلى أن موقفهم واضح، فهم يرفضون عودة الدوري المصري ويجب إلغاء هذا الموسم، وفي حال كان هناك إصرارًا على عودة كأس مصر نوافق على لعبه في أكتوبر القادم لأنه الوقت الذي سيطرح خلاله لقاح فيروس كورونا.
 
أما نادي الزمالك، فيتزعم جبهة معارضة استكمال الدوري، وأكد أكثر من مرة على لسان رئيسه مرتضى منصور رفضه استئناف الموسم الجاري من الدوري المصري، وقال في تصريحاته لقناة النادي الرسمية "قرار الوزير مرفوض والزمالك لن يُكمل الدوري، إن أردتم منح اللقب للأهلي فلا مشكلة لدينا في حال سمحت اللوائح بذلك.. لن نُخاطر بتعرض أي شخص للإصابة بفيروس كورونا، خاصة مع تحميل الوزارة للأندية مسؤولية اتباع الإجراءات الاحترازية، ذلك يُعرضنا للسجن ونحن نرفض تلك القرارات ونراها تدخل حكومي في شؤون كرة القدم".
 
وأبدى إبراهيم عثمان رئيس النادي الإسماعيلي دهشته من قرار وزارة الرياضة واتحاد الكرة عودة الدوري يوم 25 يوليو القادم، وقال: "الأندية لا يمكنها تحمل مسؤولية تعرض أحد من اللاعبين والمدربين للإصابة بفيروس كورونا، على صاحب القرار باستئناف الدوري تحمل المسؤولية الجنائية والمدنية تجاه أي أضرار قد تحدث نتيجة هذا القرار"، مضيفاً "رغبتنا في الحفاظ على الأرواح وخوفًا من أي أضرار قد تلحق بأي أحد سواء مصري أو أجنبي، نبدي رفضنا لاستئناف الدوري". 

تكاليف الإجراءات الاحترازية السبب
سبب من أسباب تخوف مسئولي الأندية للعب ما تبقى لهم من مباريات للدوري المصري الممتاز، هو حجم التكاليف التي سيتحملونها نظير تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، في ظل الخطة الشاملة التي وضعتها وزارة الرياضة بالتعاون مع اللجنة الأولمبية المصرية واتحاد الكرة، لاسيما أن هناك غموض حول تحميل الأندية قيمة التكاليف أو يتحملها اتحاد الكرة.
 
محمد فضل، عضو اللجنة الخماسية المكلفة من «فيفا» بإدارة اتحاد الكرة، قال إن تكاليف منظومة الاختبارات للكشف عن فيروس كورونا استعدادًا لعودة الدوري المصري قد تتخطى 90 مليون جنيه، وهو رقم ضخم لم يتحدد من سيتحمله حتى الآن، ويرفض عدد كبير من أندية الدوري الممتاز تحمل تكاليف عودة الدوري ويطالبون بأن يتحمل اتحاد الكرة هذه التكاليف الإضافية، لاسيما في ظل الأزمة المالية التي تعانيها الأندية المصرية مع انتشار فيروس كورونا، وتوقف مصادر الدخلن وتأخر عدد من الأندية عن صرف باقي مستحقات لاعبيها، لتحسم اللجنة الخماسية تحمل تكلفة الإجراءات الطبية اللازمة، وقال عمرو الجناينى رئيس اللجنة الخماسية، إن اتحاد الكرة يتحمل هذه التكاليف بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، خصوصا أن أغلب الأندية رفضت فكرة تحمل التكلفة المادية نظرا للظروف الصعبة التى تمر بها منذ توقف النشاط منتصف شهر مارس الماضى بسبب فيروس كورونا.

اللجنة الخماسية تتدخل لتوفيق الاراء
اللجنة الخماسية، دعت لاجتماع حضره 6 أندية دوري ممتاز على رأسهم الأهلي، لمناقشتهم فى لائحة النظام الأساسي وشروط الترشح لانتخابات اتحاد الكرة إلى جانب التصور الخاص بتطوير نظام المسابقات، ورأيهم فى موقف الدوري للموسم الجاري وأسفر الإجتماع عن مطالبة الأندية بتسوية ديونها عن الفترة الماضية، وصرف مستحقاتها المتأخرة  ومناشدة الدولة لدعم الأندية ماليا قبل عودة الدوري، كما أكدت الأندية لاتحاد الكرة خلال اجتماع اليوم أن تكلفة تعقيم كل نادي شهريا تصل إلي 600 ألف جنيه وهو مبلغ كبير يرهق خزينة جميع الأندية.
 
بعض الأندية تحفظت على موعد عودة مسابقة الدورى الممتاز والتى تحدد لها يوم 25 من الشهر المقبل، كما عرضوا العديد من الأزمات التى ستواجههم من حيث الجانب المادى والفنى والصحى، ومن المنتظر أن تقوم اللجنة الخماسية بإعداد تقرير بتلك الأزمات لتقديمه لوزير الشباب والرياضة لحلها قبل استئناف البطولة، واقترحت الأندية على اللجنة الخماسية الاكتفاء بما قدم من مسابقة الدورى بالموسم الحالى، ومنح الأهلى لقب المسابقة، مع انطلاق موسم جديد يبدأ من أول أغسطس لحصول الأندية على فترة إعداد كافية، هو ما سيتم مناقشته مع وزير الرياضة، كما عرضت بعض أندية الممتاز على اللجنة الخماسية أن يكون الموسم الجديد من الدورى يقام بنظام "مجموعتين" إلا أن اللجنة الخماسية برئاسة عمرو الجنايني رفضت المقترح.
 
وشهد الاجتماع الموافقة على تطبيق بند الـ8 سنوات فى لائحة اتحاد الكرة المقبلة على المنصب بمعني أن أي شخض تواجد فى منصب العضوية لـ8 سنوات يحق له الترشح على منصب آخر ولكن لا يحق له الترشح على العضوية مجدداً، كما شهد الاجتماع رفض الأندية وعلى رأسها الأهلي لمقترح وضع سن معيين وهو 70 عاما لأي مرشح على أي منصب ووافق مسئولو اللجنة الخماسية على طلب الأندية وسيتم عدم وضعه فى اللائحة.
 
وكان الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، قد أعلن عن الخطة الكاملة للوزارة من أجل إعادة النشاط الرياضي بعد توقف دام عدة أشهر بسبب انتشار فيروس كورونا، مؤكداً أن الخطة تتميز بمرونة تامة ومرتبطة بتطور الوضع الصحي في البلاد ويمكن أن يتم تأجيلها مع أي تطور صحي، مشيراً إلى أن الوزارة شكلت لجنة طبية على أعلى مستوى برئاسة الدكتور محمد سلطان لما له من خبرات كبيرة في متابعة عدد كبير من الألعاب لعمل أكواد خاصة تضمن عودة النشاط الرياضي في مصر.
 
وتابع: «وضعنا لجنة علمية وناقشنا كل المقومات وراعينا كل الألعاب خصوصًا الألعاب الاوليمبية وكل الرياضيات اللي نسبة التلامس فيها خفيف هي التي سنبدأ بها، وقسمنا كل الألعاب والأنشطة إلى ٥ أكواد شاملة كافة الأنشطة الرياضية للاعبين والمجتمع بشكل عام». 
 
وهى كالتالي: كود١ وهو الدليل الإرشادي لضوابط عودة النشاط بالأندية ومراكز الشباب، كود٢ وهو الدليل الإرشادي لعودة النشاط في الاتحادات الرياضية، كود ٣ وهو دليل إرشادي لنشاط الفرق الأوليمبية، كود ٤ وهو خاص بالأندية الصحية وصالات الجيم على مستوى الجمهورية، كود ٥ عودة نشاط كرة القدم.
 
وكشف «صبحي» أن الحكومة وافقت على عودة النشاط الكروي والدوري العام ولكن بضوابط احترازية ووقائية شديدة للغاية وبضوابط لا تقبل تعريض أي أحد للإصابة بفيروس كورونا، لافتاً إلى أن هناك مرونة كبيرة وفقًا لحالة الإصابات وفيروس كورونا، إذا حدث أي خطر أو تهديد سيتم التوقف ودراسة أي أمر يخص كرة القدم والدوري العام.
 
وأعلن «صبحي» أن عودة الحياة الرياضية وتخفيف الآثار والأعباء الاقتصادية الناتجة عن توقف النشاط هو هدف القيادة السياسية موضحًا أن أول يوليو المقبل سيشهد عودة جميع الفرق الرياضية للتدريبات الجماعية والفردية في الأندية ومراكز الشباب، مضيفًا أن الفترة من 15 يونيو الجاري وحتي أول يوليو المقبل ستشهد قيام الأندية بتجهيز وتطهير الملاعب والصالات المغطاة، وأنه سيتم إعلان كافة الإجراءات يومي السبت والأحد المقبلين.
 
كما أكد وزير الشباب والرياضة أن القرار يشمل صالات الجيم وكل المؤسسات الرياضية في إطار حرص الدولة على عودة الشباب لممارسة النشاط الرياضي مرة أخرى، فيما شدد وزير الشباب والرياضة على أنه يتوقع أن يكون أول أغسطس المقبل الموعد المناسب لعودة النشاط الرياضي كاملًا.
 
وطالبت وزارة الشباب والرياضة، فى الخطة الكاملة التي وضعها مسئولو الوزارة لعودة النشاط الرياضي، من اتحاد كرة القدم، مسئولية تطبيق التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية، حيث وضعت الوزارة الظوابط العامة لعودة نشاط اتحاد كرة القدم، وجاءت الظوابط كالتالي: 
1 – رفع الوعي بين اللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية وجميع العاملين بالمنظومة.
2- القواعد الخاصة بالعاملين بالملاعب والاستادات
3- التباعد الجسدي لكل عناصر منظومة كرة القدم للحد من انتشار وانتقال العدوي
4- التوعية بالتدابير الاحترازية لمكافحة العدوي الخاصة بعمال النظافة
5 – الترصد الطبي من خلال المراقب الطبي واللجنة المختصة بالاتحاد
6- الخطوات المتبعة في حالة الاشتباه وطرق نقل الحالة والتعامل معها وفقاً لاشتراطات وزارة الصحة والسكان
7- التخلص الامن من المخلفات مع مراعاة التدابير الإحترازية والوقائية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق