تناقض أردوغان.. يغازل اللاجئين في يومهم العالمي ويهدد بهم أوروبا لتنفيذ أطماعه

الأحد، 21 يونيو 2020 01:16 ص
تناقض أردوغان.. يغازل اللاجئين في يومهم العالمي ويهدد بهم أوروبا لتنفيذ أطماعه
اللاجئين في تركيا
دينا الحسيني

لازال رجب طيب أردوغان رئيس تركيا يناقض نفسه بإطلاق تصريحات عنترية تخالف مواقفه في الواقع، فأردوغان الذي نكل باللاجئين في بلادة وابتز بهم دول أوروبا وهددهم بفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين الساعين للوصول إلى أوروبا من أجل تنفيذ مطالبه ودعم قراراته خاصة في ليبيا ، ومباركة الغزو العسكري التركي علي سوريا من قبل.

خرج أردوغان اليوم بتغريدة عبر حسابة الرسمي علي تويتر يعلن إحتفالة باليوم العالمي للاجئين حيث قال : "‏نحن في تركيا سنواصل دعم كافة المظلومين والمضطهدين بغض النظر عن دينهم ولغتهم وعرقهم وسنكون صوتهم في المحافل الدولية ،وفي اليوم العالمي للاجئين المصادف لـ 20 يونيو / حزيران من كل عام، أحيي باسم بلدي وشعبي جميع إخواني وأخواتي اللاجئين الذين هجروا قسرًا من أراضيهم ".

49d914b8-2705-4886-bdaa-3a0b1457c822

أغفل أردوغان أن الإتحاد الأوروبي سبق وأن دعاه مراراً وتكراراً إلى احترام اتفاقياته التي تعهد بها سابقاً في بروكسل بشأن اللاجئين والتوقف عن التصريحات التركية بشأن فتح الحدود أمام اللاجئين والتي  أثارت استنفاراً أوروبيا، واتهمت اليونان أنقرة بتسيير موجات من اللاجئين عمداً باتجاه حدودها ، في حين أيد الاتحاد الأوروبي الموقف اليوناني الرافض لاستقبال المهاجرين ، فضلاً عن تحذيرات سابقة لأردوغان قال فيها إن ملايين  المهاجرين واللاجئين سيتوجهون إلى أوروبا .

فلم تعد الانتهاكات التي يمارسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد اللاجئين السوريين تخفى على أحد، فالرئيس التركي الذي يزعم في خطاباته احتواء بلاده للاجئين، قام بتهديد أوروبا بهم، ووضع إجراءات جديد لترحيلهم بالإكراه ، واستغل مأساة اللاجئين إلي بلاده فتارة يستخدمهم كورقة انتخابية لمواجهة معارضية ، وتاره أخري يستخدمهم كورقة ضغط للحصول على مزيد من الدعم الأوروبي سواء عبر المساعدات المالية أو عبر الدعم السياسي .

منظمات حقوقية عددية سبق وأن كشفت عن الانتهاكات التي يدبرها الرئيس التركي ضد اللاجئين السوريين من خلال قرارات جديدة تمكنه من ترحيل اللاجئين الجدد بشكل تعسفي ،ونقلت صحيفة " زمان"  التركية عن منظمة "هيومان رايتس ووتش"  تأكيدها أن تركيا اتخذت إجراءات من شانها ترحيل اللاجئين السوريين الجدد بالإكراه موضحة أن الحكومة التركية أوقفت إجراءات تسجيل اللاجئين السوريين الجدد كليا باستثناء قلة مما يعرضهم لخطر الترحيل.

ومنذ 16 ديسمبر الماضي فرعشرات آلاف السوريين باتجاه الحدود التركية هربا من تزايد الغارات الجوية التي تشنها القوات الحكومية السورية وحليفتها الروسية على معرة النعمان ، وصرح وقتها  أردوغان خلال حفل  أقيم في إسطنبول إن : " تركيا لا يمكنها أن ترحب بموجة جديدة من اللاجئين من سوريا" ،واتخذت حكومة أردوغان مواقف متشددة تجاه أزمة اللاجئين السوريين المتواجدين علي الأراضي التركية الأمر الذى جعل هذه الأزمة مرشحة للتفاقم، خاصة وأن غالبية اللاجئين السوريين لا يمكنهم العودة إلى بلادهم فى الوقت الراهن بعد أن سعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للتلاعب بملف اللاجئين السوريين أمام أوروبا .

كل هذا فضلاً عن تعامل الشرطة التركية اللا إنساني مع اللاجئين وسبق وأن قامت وزارة الداخلية التركية أكثر من مره بفض  تظاهرة نظمها سوريين ونشطاء أتراك للاعتراض على قرار ترحيل السوريين والقت القبض علي بعضهم وفق مواقع تركية معارضة  ، إضافة إلي ذلك حزمة إجراءات فرضتها وزارة الداخلية علي اللاجئين بإلزامهم باستبدال لافتات المحلات الخاصة بهم باللغة التركية بدلاً من اللغة العربية وأمهلت السوريين مهلة 6 أشهر للتفيذ في المقابل يتم ترحيل غير الملتزمين بالقرار .

فيما أكدت قناة "مباشر قطر" في تقرير سابق لها أن حكومة رجب أردوغان على الرغم من أنها تحاول إظهار عودة اللاجئين السوريين وكأنها تتم طواعية إلا أن منظمة العفو الدولية كشفت فى تقاريرها الميدانية أكاذيب النظام التركى مشددة على أن إعادة اللاجئين السوريين تتم بشكل قسرى على أيدى قوات الأمن التركية.

وشدد تقرير قناة المعارضة القطرية على أن هذه الأوضاع المأسوية التى يعيشها اللاجئين السوريين فى تركيا جاءت كنتيجة طبيعية للشائعات السلبية التى روج لها نظام رجب أردوغان ضد السوريين وهو ما انعكس سلبا، وأدى إلى زيادة حالة الاحتقان ضد هؤلاء الأشخاص وصعود خطابات العنصرية والكراهية فضلا عن تنفيذ اعتداءات كثيرة على ممتلكات السوريين.

 ولفت التقرير إلي الاستراتيجية التى يتبناها أردوغان ضد اللاجئين السوريين والتي كشفت عن  وجهه الحقيقى لا سيما بعد أن فشل فى مساومة الدول الأوروبية بحيث يحصل على دعم مالى مقابل منع هجرات اللاجئين نحو هذه الدول لكن مع رفض أوروبا التجاوب مع رغبات أردوغان ما كان منه إلا أن توجه نحو ترحيل هؤلاء اللاجئين الذين بات وجودهم عبئا على حكومته .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق