لماذا لجأت مصر لزراعة قطن قصير التيلة شرق العوينات؟.. خبراء يجيبون

السبت، 04 يوليو 2020 11:55 ص
لماذا لجأت مصر لزراعة قطن قصير التيلة شرق العوينات؟.. خبراء يجيبون
هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام

بات عرش القطن الطويل يهتز بشدة منذ سنوات بعد التطور الصناعى الكبير الذى طال صناعة الغزل والنسيج والملابس حول اتجاه العالم إلى الأقطان قصيرة التيلة الأقل من 28 مليمتر على الرغم من جودة القطن المصرى طويل التيلة ومكانته العالمية.

 سعت الحكومة منذ سنوات للدخول إلى المعترك العالمى لزراعة وتجارة الأقطان من خلال تجربة زراعة الأقطان القصيرة؛ وبالفعل باتت التجربة الأخيرة قاب قوسين، أو ادنى من النجاح بعد نمو القطن القصير شرق العوينات على مساحة 250 فدانا بشكل جيد، وبالتالى يمكن تقييم التجربة بعد جنى المحصول بعد عدة أشهر.

 
أهمية التجربة ترجع إلى أن مصر تستورد سنويا أقطان قصيرة بنحو 4.5 مليار جنيه علاوة على تصدر عدد من الدول الافريقية المشهد العام فى القطن سواء فى الزراعة أو التجارة.
 
 الخبير الاقتصادى أشرف بدوى قال أن جملة الاستهلاك سنويا فى مصر تصل لنحو 7 ملايين قنطار قطن، يتم استيراد نحو 3 ملايين قنطار سنويا، متوسط سعر القنطار 1500 جنيه، بالتالى نحن نستورد أقطان قصيرة سنويا بقية 4.5 مليار جنيه.
 
وأضاف أشرف بدوى: إننا يمكن توفير هذا المبلغ بزراعة 100 ألف فدان بالتدريج من الأقطان القصيرة إلا أن هذا الأمر مرتبط بنجاح التجربة الرائعة التى تنفذها وزارة قطاع الأعمال العام شرق العوينات، وحتى الآن التجربة ناجحة لزراعة 250 فدانا بأنواع ممتازة من الأقطان قصيرة التيلة.
 
 
وتابع:" إننا تأخرنا فى مواكبة العالم فى زراعة الأقطان القصيرة التى تمثل 98.5% من تجارة وصناعة العالم سواء تصنيعها منفردة أو بخلطها بخامات اخرى، مشيرا لأن مصر تحتل المرتبة الـ 24 فى الترتيب العالمى للإنتاج من الأقطان، وتسبقنا دول مثل مالى وبنين وساحل العاج وبوركينا فاسو والكاميرون والسودان".
 
أشار أنه تتصدر دول العالم فى الإنتاج بالترتيب الهند والصين والولايات المتحدة الامريكية والبرازيل وباكستان واوزبكستان وتركيا ثم اليونان والمكسيك.
 
أرجع أشرف بدوى ذلك لزراعة تلك الدول أقطان قصيرة، ومع توسع مصر فيها يمكننا أولا توفير المليارات بدلا من الاستيراد، بجانب دخول عالم التصدير الذى تتصدره الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل واستراليا والهند وبنين واليونان ومالى وبوركينا فاسو وكوت ديفوار واوزبكستان على الترتيب، أى أن هناك 4 دول افريقية فى اعلى الدول المصدرة للاقطان.
 
وقال أن خريطة الدول المستوردة للأقطان توضح مدى تطور تلك الصناعة فى تلك الدول ومساهمتها فى الدخل القومى لها وتوظيفها ملايين العمال، وتحتل الصين المرتبة الأولى فى استيراد الأقطان رغم انها ثانى أكبر منتج للاقطان فى العالم بعد الهند وقبل الولايات المتحدة الامريكيةوتلى الهند كلا من بنجلاديش وفيتنام وتركيا وإندونيسيا وباكستان والهند وتايلاند ثم المكسيك.
 
 
فيما قال هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، إنه سيتم تعميم تجربة زراعة القطن قصير التيلة على مساحة 50 ألف فدان، حال نجاح التجربة في شرق العوينات، لتلبية احتياجات المصانع المحلية والحد من الاستيراد ، لافتا إنه منذ توليه الوزارة وضع خطة لتطوير منظومة الغزل والنسيج بداية من الزراعة، حيث تم زراعة قطن قصير التيلة من بذورة مستوردة من باكستان والهند وتعطي إنتاجية مرتفعة على مساحة 250 فدان بشرق العوينات، وتم الزراعة مميكنة خلال 5 أيام عمل، كما سيتم الجني مميكن خلال 6 أيام عمل، وهو ما يوفر ملايين من تكلفة الجني.
 
أشار الوزير فى تصريحات صحفية له إلى أنه خلال شهر أكتوبر المقبل ننتظر حصاد القطن للتعرف على إنتاجيته  ،والتي من المتوقع أن تصل إلى 14 قنطارا للفدان الواحد مقابل 7 قناطير متوسط للفدان الواحد من القطن طويل التيلة، مضيفا كما تم تطوير المحالج، حيث تم تطوير 3 محالج، ونعمل على تطوير 4 آخرين لتستطع الـ7 محالج القيام بحلج كافة الإنتاج وفقاً لأعلى المعايير.
 
كما  أوضح الوزير فى تصريحاته أن  استهلاك القطن طويل التيلة من إجمالي الأقطان عالمياً انخفض إلى 2%، وتمثل مصر نسبة 20% من هذه النسبة ،لافتا أن القطن طويل التيلة لا يحقق مكاسب لكافة الأطراف بداية من زراعته وحلجه وحتى الصباغة، ولذا يتم الإحجام عن زراعته تدريجياً حتى انخفضت المساحة المنزرعة من 2 مليون فدان إلى نحو 170 ألف فدان العام الماضي، متابعاً :"لن نستطيع زيادة المساحة المزروعة تدريجياً إلا من خلال زراعته بجودة مرتفعة وضمان جنيه وحلجه بمواصفات عالية وتكلفة منخفضة لتحقيق مكاسب لكافة الأطراف، لأن الدولة لن تتحمل خسائر القطن مرة ثانية".
 
أضاف  أنه سيتم إنشاء 134 مركزا على مستوى الجمهورية لجمع القطن من المزارعين لضمان عدم التلاعب في الكميات الموردة وضمان عدم التلاعب في الأقطان الموردة دون شوائب.
 
وأشارت مصادر بقطاع الأعمال إلى أن القطن قصير التيلة، هو الأكثر أهمية للصناعة عالميا، حيث تبلغ تجارته عالميا 98.5% فيما تبلغ تجارة الأقطان الطويلة ؛مثل القطن المصرى وقطن البيما الأمريكى فقط 1.5% على مستوى العالم.
 
أضافت المصادر أن القطن قصير التيلة تقل "التيلة " فيه عن 28 مل ، فيما تتراوح أطوال الأقطان المصرى من 29 مل حتى 36 مل  للأنواع الممتازة ، مثل جيزة 45 و87 و96   ،وأل 92 أقل منهم  وتم زراعة نحو  7 آلاف منه ، أما 95  أقل الاصناف المصرية طولا  و94 متوسط التيلة وتم زراعة نحو 135 ألف فدان و طوله من 33 إلى 34 مل.
 
 وأوضحت أن هناك فروق بين الأقطان الطويلة والقصيرة  ،فيما يتعلق بالإنتاجية فالأولى متوسط الانتاجية 7 قناطير للفدان ، وتتراوح من 4 إلى 12 قنطار لكل فدان حسب نوعية الأرض والمكان.
 
فيما تتراوح إنتاجية الأقطان القصيرة من 15 إلى 20 قنطار للفدان الواحد ، موضحة انه فى حالة نجاح تجربة الأقطان القصيرة يمكن استخدام الميكنة الزراعية معها  ،ولا سيما إنها ستكون زراعات بمساحات كبيرة ؛مما يخفض من التكلفة ويزيد الجودة.
 
من جانبه أشار الدكتور أحمد مصطفى رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس إلى أن خطة الارتقاء بالقطن  بدأت بالفعل منذ تطبيق الآلية الجديدة لتدول الأقطان من المزارع نفسها والحرص على عدم اختلاط اي شوائب فى القطن للوصول لاعلى جودة ، واستقدام محالج حديثة تتعامل مع الاقطان ،حيث كانت البداية بمحلج الفيوم الذى تم تطويره ، لافتا إنه خلال الموسم الجارى سيتم تدشين محالج الزقازيق وكفر الدوار وكفر الزيات وفى الموسم المقبل سيتم تدشين محالج دمنهور ، وبلطيم ، والمحلة.
 
وحول آلية عمل المحالج الجديدة وارتباطها بتحسين جودة الأقطان أوضح الدكتور أحمد مصطفى أن الماكينات الجديدة "الروترى" والتى تم تركيبها فى محلج الفيوم وسيتم تركيبها فى بقية المحالج تستقبل الأقطان، وتتعامل معها آليا، وتقوم بفرز الزهر التالف وتفرز البذور، كما تفرز الأتربة والمخلفات وفى نهاية مرحلة الحليج تقوم آليا بتعبئة الأقطان ثم يتم تغليفها بدون أى تدخل ؛ مما يجعل المنتج النهائى خالى تماما من الشوائب على غرار قطن البيما الأمريكى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق