مسلسل حوادث المعلمين على الطرق السريعة عرض مستمر.. متى تتدخل الوزارة؟

الأربعاء، 08 يوليو 2020 02:59 م
مسلسل حوادث المعلمين على الطرق السريعة عرض مستمر.. متى تتدخل الوزارة؟
إبراهيم الديب

دائما ماتكون فترة امتحانات شهادة الثانوية العامة، من أصعب الأوقات على المعلمين والإداريين المشاركين في أعمال الامتحانات، بسبب الانتداب إلى محافظات وقرى غير التي يقيمون بها، ومايترتب على ذلك من مشاق ومجهود وأحيانا التعرض لحوادث السير والسرقة والاعتداء.

امتحانات الثانوية العامة 2020، تأتي في ظل ظروف استثنائية على مختلف الجوانب المتعلقة بها، وراعت ذلك وزارة التربية والتعليم بنسبة كبيرة فيما يتعلق بالطلاب، ولكن بالنسبة للأزمة التي تؤرق مضاجع المعلمين والإداريين كل عام فلا جديد قد تم، وسى إراقة المزيد من دمائهم في حوادث السير، وضياع مجهودهم، وزيادة مشقتهم السنوية.

ويبذل المعلمون جهدا كبيرا لآداء مهام وظيفتهم طوال العام، ويواجهون العديد من الصعاب والعقبات في طريق آدائهم لرسالتهم السامية، ويتضاعف جهدهم خلال فترة الامتحانات، خاصة الشهادات والتي بالطبع على رأسها الثانوية العامة، ويتعرضون للعديد من المشكلات خلال رحلة عملهم، سواء تلك المتعلقة بمشكلات التعامل مع الطلاب، أو تعرضهم للاعتداء من قبل بعض أولياء الأمور، وسوء أخلاق الطلاب داخل الفصول، مرورا بحوادث الطرق السريعة خلال انتقالهم إلى لجان الامتحانات، وغيرها من مشكلات الندب بين المحافظات.
 
وبسبب ذلك أطلق المعلمون العديد من صيحات الاستغاثة، بالبحث عن حلول بديلة لمشكلة الانتداب، ومايترتب عليها من أزمات تصل إلى حد الوفاة، وتهديد مستقبل أسرهم، أو تهديد حياتهم لإجبارهم على الغش في محافظات غير معلومين بها خاصة في بعض محافظات الصعيد، والقرى، التي تكون امتحانات الثانوية العامة كابوسا لبعض الملاحظين بها؛ نظرا للظروف والعادات القبلية التي تحكمها والتي قد تصل إلى حد الإجبار على السماح بالغش داخل اللجان.
 
آخر تلك الحوادث الناتجة عن المشاركة في أعمال الامتحانات بمحافظات غير التي ينتمي لها المعلم أو الإداري، هو وفاة أحمد كمال محمد إبراهيم،
الذي يعمل أخصائي اجتماعي بمدرسة «النصر الثانوية المشتركة»، التابعة لإدارة ديروط التعليمية بأسيوط، والمنتدب لأعمال الثانوية العامة مسئولا لأمن لجنة «مدرسة السادات» بملوي في المنيا.
 
بداية الواقعة كانت بسقوط المعلم أسفل القطار، ماترتب عليه بتر قدمه، ونقله للمستشفى لتلقي العلاج، إلا أنه فارق الحياة، تاركا خلفه دموعا منهمرة من أهله وذويه، لتعيد تلك الواقعة فتح ملف الانتداب الخارجي للمحافظات والقرى البعيدة، والذي يتطلب إعادة النظر مرة أخرى من قبل قيادات وزارة التربية والتعليم، ووضع حدا لمسلسل إهدار دماء المعلمين.
 
ولم تكن تلك الحادثة الأولى التي يقع فيها رسل العلم ضحايا الموت المفجع أثناء محاولتهم إيصال رسالتهم السامية لأجيال المستقبل، بل كانت نقابة المعلمين، والوزارة، منبرا لنعي وتعزية أبنائها طوال أيام الامتحانات السابقة، والتي بدأت بنبأ وفاة المعلم  «أ.ع.أ»، أحد المشاركين في أعمال المراقبة على امتحانات الثانوية العامة، إثر انقلاب ميكروباص بالكيلو 30 طريق "الشلاتين - حلايب" جنوب محافظة البحر الأحمر، وإصابة 5 ملاحظين آخرين.
 
وعقب تلك الحادثة، خرج خلف الزناتي، نقيب المعلمين، مكتفيا بمطالبة وزارة التربية والتعليم بـ: «وقف النهج الخاطئ بارسال المعلمين للجان بعيدة فى تغطية امتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية ، لوقف نزيف المعلمين على الأسفلت والطرق السريعة ذهابا وعودة كل امتحان».
 
وهو الحادث الذي جاء عقب إعلان النقابة مصرع  3 معلمين، وإصابة أخر فى حادث أثناء عودتهم من مراقبة الثانوية العامة بالوادى الجديد، لينتقد النقيب وزارة التربية والتعليم لإرسهالها الملاحظين في «لجان بعيدة»، وسوء توزيع المعلمين فى لجان الثانوية العامة، وإرسال المراقبين مئات الكيلومترات ، دون مراعاة بعد سكنهم وظروف السير على الطرق السريعة كل امتحان، فى ظل ظروف استثنائية تمر بها الدولة وانتشار جائحة كورونا، حيث تبعد لجان المعلنين المتوفين فى حادث الوادى الجديد أكثر من 200 كيلومترا عن محل سكنهم، مشددا على ضرورة مراعاة حقوق المعلمين فى التوزيع على لجان الثانوية العامة خلال السنوات المقبلة.
 
لم يتوقف مسلسل معاناة المعلمين عند هذا الحد، ولم تتحرك النقابة بشكل فعلي لإنهائها، بل تكتفي دائما بالاستنكار، و«توجيه الشكر»، حيث كان الإجراء الأخير هو ما ناله أحد الملاحظين المكلف بالمراقبة على امتحانات الثانوية العامة، لتهديده بالسلاح الناري، بسبب تعنته في عدم السماح للطلاب بالغش داخل اللجنة.
 
تفاصيل الواقعة تعود إلى قيام مجموعة من الأشخاص باستيقاف سيارة ميكروباص على الطريق الزراعي متجهة من مركز دار السلام بسوهاج إلى مركز نجع حمادي يستقلها مجموعة من الملاحظين على أعمال امتحانات الثانوية العامة ، ومحاولة تهديد المعلم بسلاح ناري ، بزعم تشدده فى أعمال المراقبة على أقاربهم في الامتحانات ، إلا أنهم لم يتمكنوا من اقتياده بعدما فر سائق السيارة منهم وعلى الفور حرر المدرس محضر في مركز شرطة نجع حمادي بالواقعة ، وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهمين ، وتجرى الآن تحقيقات النيابة.
 
ولاتزال مطالبات المعلمين مستمرة، بدراسة حلول بديلة وعاجلة لأزمة الانتقالات إلى محافظات بعيدة عن مساكنهم طوال فترة امتحانات الشهادات، وأهمها الثانوية العامة، لإيقاف مسلسل حوادث السير، والنزيف المستمر تحت عجلات المركبات على الأسفلت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق