السندات الإيطالية في يد المافيا لغسل الأموال.. ننتظر صداما وشيكا
الخميس، 09 يوليو 2020 09:30 م
غسيل الأموال
أن تمتلك المافيا بيع السندات والقدرة على شرائها أمر فى غاية الخطورة، لأن تتحكم فى أمور الدولة كما في إيطاليا، فقد عملت المافيا في بيع السندات بقيمة مليار يورو، وهو الأمر الذي أنذر بأزمة تدفع نحو صدام قوي بين المافيا وروما.
وخلال الفترة من 2015 إلى 2019، استخدمت مافيا ندرانجيتا الإيطالية، مجموعة من الشركات التابعة لها، كواجهة لبيع سندات وصلت قيمتها إلى مليار يورو، الأمر الذي ساعد المافيا الإيطالية على التهرب من عمليات التدقيق المرتبطة بغسيل الأموال.
ولاقت السندات طلبا من قبل مجموعة من المستثمرين العالميين، من بينهم صناديق تقاعد، إضافة إلى أحد أكبر البنوك الخاصة في أوروبا.
ومافيا ندرانجيتا الإيطالية من أشهر المنظمات الإجرامية في العالم، وعادة ما تستخدم الأنشطة التجارية والأعمال لغسل أموالها، وتمتلك شركات وحسابات مصرفية في عدة دول أوروبية، بل وامتدت استثماراتها لتشمل المطاعم والعقارات والفنادق.
ووفقا لوكالة تطبيق القانون الأوروبية، "يوروبول"، فأن دخل هذه المافيا يصل إلى 44 مليار يورو سنويا، أي مايعادل 2 % من حجم الناتج المحلي لإيطاليا، بل وتجني من تجارة المخدرات وحدها ما يتراوح بين 300 و350 مليون يورو أسبوعيا.
وتشير تقديرات إيطالية مستقلة صادرة عن معهد "أوريسيبيز" إلى أن دخل مافيا ندرانغيتا يتراوح ما بين 330 – 385 مليون دولار أسبوعيا من عمليات تهريب المخدرات التي تضطلع بأعمالها العصابة الشهيرة بالإضافة إلى أعمال الخطف وطلب الفدية التي يشتهر بها التشكيل العصابي.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر أن المكتتبين في تلك السندات كان من ضمنهم صناديق للتقاعد وصناديق تحوط وشركات عائلية في وقت كان المستثمرون يبحثون فيه عن عوائد مرتفعة في بيئة منخفضة لأسعار الفائدة. وهو ما قد يفسر اتجاه المستثمرين إلى تلك السندات المشبوهة والمرتبطة بعصابات المافيا الإيطالية.
واكتسبت عصابات المافيا الإيطالية المزيد من السيطرة في خضم أزمة كورونا مع ازدهار مطرد لأعمالهم داخل المدن الإيطالية.
