حفلات قتل الرجال

الأحد، 12 يوليو 2020 09:00 ص
حفلات قتل الرجال
حمدي عبد الرحيم

 
هل نحن في قلب حفل من حفلات الجنون الجماعي؟.. أهو جنون حقًا أم هى مؤامرة؟.. أليس من المؤامرة أن نرى مؤامرة تحت كل حجر؟.. هل هو الخواء والفراغ والخلاء حيث لا شيء ولا أحد، اللهم إلا فضاء العدم؟.. لماذا كل هذا الصراخ والرعب والتخويف التخوين؟
 
مع كل حادثة تتعرض لها فتاة أو سيدة مصرية، تنطلق حفلات الجنون الجماعي، وتلك الحفلات ليست هينة والمستهتر بها وبعواقبها أحمق لا أشك لحظة في حماقته.
 
قبل سنوات قالوا: إن ثلاثة من الشبان قد قاموا ـ حفظ الله مقامكم ـ بالاعتداء جنسيًا على كلبة. لم ير أحد الواقعة، ولم يعرف أحد هوية الشبان ( لا أعرف كيف حددوا عددهم ) لم يسأل أحد الطب البيطري ولا الطب الشرعي، لقد ذهب مقيمو حفلات الجنون إلى حفلهم غير مبالين بشيء وغير مقدرين لمعنى، راحوا يشتمون كل رجل على أرض مصر، وعندما فرغوا من سب كل رجال مصر راحوا يشتمون كل رجال الكرة الأرضية!.
 
ثم جاء تقرير الطب البيطري ومعه تقرير الطب الشرعي ليقولا: باستحالة وقوع عدوان آدمي على الكلبة بالطريقة التي صورها مقيمو الحفلات!
ومن تلك الواقعة وإلى يوم الناس هذا، والحفلات تنطلق مع كل عدوان أو حتى شبهة عدوان على أي فتاة أو سيدة.
 
لا أحد يتمهل حتى تقول الجهات المعنية كلمتها، لا أحد يتمهل حتى يرى الصورة من كل زواياها، لا أحد يتمهل فيسمع كلام الطرفين ويناقش أدلتهما.
يكفي أن يقول أحدهم أو أن تقول إحداهن: هناك حالة تحرش أو اغتصاب حتى تنطلق حفلات الجنون.
 
الحفلة تشبه خيمة، ولكل خيمة أعمدتها، وعمود الخيمة الرئيس هو سب كل الرجال، نسوة كثيرات يشاركن في هذا السباب، وتنسى كل واحدة منهن أن الرجل هو والدها وزوجها وولدها وزميلها وصديقها وحبيبها.
 
فهل كل هؤلاء من المتحرشين ومن المغتصبين؟.
ألا يوجد رجل واحد بريء طاهر، ظاهره كباطنه وسره كعلانيته؟.
ألا توجد سيدة واحدة ترد الصاع صاعين ثم ننتهي من أمر مجرم يجب أن يعاقب شد عقاب أمام عيني التي أعتدى عليها؟.
هل كل سيدات مصر وبناتها هن حفنة من الأرانب المذعورة التي تخشى من رفع صوتها ولو بصرخة احتجاج؟.
الحفلات خبيثة وليست بريئة بحال من الأحوال فبسبها لعموم الرجال ماذا تقدم للبنات المرشحات لأن يصبحن أمهات؟.
بأي قلب ستتعامل البنت الطفلة مع كلمة أو وصف أو شكل أو هيئة الرجل؟.
لقد شربت من طفولتها إن الرجل وحش كاسر يختلق الفرص ليجهز على فريسته.
هل هناك هدف أخبث من هذا الهدف الذي يدمر معنى الإنسانية وحتمية الأخوة والتعاون والبناء المشترك؟.
مَنْ يطالب الغزالة بعقد معاهدة صلح مع وحش جائع؟.
ثم تذهب حفلات الجنون لما هو أخبث ألا وهو إجبار الجميع على الانخراط في مناقشة البديهيات ، هل أنت مع التحرش أم ضده؟
هل أنت مع الاغتصاب أم ضده؟.
لماذا لا تقوم بأدوار ضابط التحريات ووكيل النيابة وقاضي المحكمة وتأمر بإعدام المتحرش أو المغتصب؟.
ما المطلوب من الرجال الأبرياء؟.
هل المطلوب منهم أن يدينوا أنفسهم، ويعترف كل واحد منهم بذنب لم يرتكبه وبجريمة لم يقترفها؟.
ما هو المطلوب من بنات مصر وسيداتها ؟
هل المطلوب من كل بنات مصر وسيداتها أن يكرهن كلمة رجل؟.
هل المطلوب ألا تغادر الفتاة غرفة نومها لكي لا يتحرش بها شقيقها في صالة الشقة؟.
لماذا نشر كل هذا الرعب؟.
لماذا العمل بدأب على إشاعة خوف نصف المجتمع من نصفه الآخر؟.
من سيربح من تدمير معنى الأسرة ومعنى الحرمات؟.
لقد قالت كل مؤسسات الدولة وقال كل رجالها: نحن ضد التحرش ولو كان بنظرة، ونحن سنعاقب من تثبت عليه التهمة، فما هو المطلوب أكثر من هذا؟.
 
إن منطلق أصحاب حفلات الجنون يقود إلى تبني نظرية أن الرجل مدان حتى لو جاء بألف دليل على براءته.
 
فإذا كانت هى النظرية التي يسعى بعضهم لفرضها فتعالوا نطالب نساء مصر بالتخلص من كل رجالها لكي يعم السلام والأمن والأمان ربوع الوطن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق