"الطيران المجهول" يدمر أسطورة "المجنون".. العار يلاحق أردوغان بعد تدمير منظومة الدفاع الجوى التركية في ليبيا

السبت، 11 يوليو 2020 07:30 م
"الطيران المجهول" يدمر أسطورة "المجنون".. العار يلاحق أردوغان بعد تدمير منظومة الدفاع الجوى التركية في ليبيا
اردوغان
محمود على

الليبيون يجبرون وزير الدفاع التركى على العودة إلى أنقرة ذليلاً ومنكسراً.. ويفضحون خطة "السراج" لتعيين قائد ميليشيا رئيسا لمخابرات "الوفاق"
 
"طيران مجهول يهاجم قاعدة الوطية".. "تدمير منظومة الدفاع الجوى التركية في الوطية".. "إصابة قائد عسكرى كبير ومقتل ستة آخرين".. ثلاثة أخبار تناقلتها وكالات الانباء العالمية الأسبوع الماضى، كانت كفيلة بإنزال الذل والعار على المعتوه التركى رجب طيب أردوغان، الذى تعرى تماماً في أول مواجهة عسكرية مباشرة على الأراضى الليبية.
 
الطيران المجهول أسقط أسطورة المجنون.. كان هذا هو لسان حال كل من تابع التحركات الأخيرة في ليبيا، ففي البداية حاول أردوغان أن يستعرض عضلاته من خلال زيارة قام بها وزير الدفاع التركى إلى طرابلس، وتجوله بين المرتزقة والميليشيات الإرهابية، للقول بأنه يفرض سيطرته على الوضع هناك، لكن ما هي الا ساعات وعاد وزير الدفاع التركى إلى أنقرة ذليلاً كسيراً منهزماً، بعد انهيار منظومة الدفاع الجوى في قاعدة الوطية العسكرية، التي أنفق عليها الأتراك ملايين الدولارات لتكون منطلقاً لعملياتهم العسكرية والإرهابية داخل الأراضى الليبية.
 
في البداية لم تحمل زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار المفاجئة إلى ليبيا الأسبوع الماضى أي أخبارا سارة لأردوغان كما كان يتوقع ما يعرف بـ "المعتوه" و"المجنون" بين صفوف الليبيين، بل بالعكس تزامنت مع ضربات وخسائر متوالية لأنقرة في الملف الليبي كان على رأسها استهداف طيران وصف في البداية بـ "المجهول" لمنظومة دفاع جوي تركية في قاعدة الوطية العسكرية غرب ليبيا.
 
ووسط ابتسامات وابتهاجات من قبل الأتراك وميليشيات طرابلس، استقبل وزير الدفاع التركي في العاصمة طرابلس من قبل حكومة الوفاق، متفقدا الجنود الأتراك المتمركزة في قاعدة المعتيقية الجوية غرب ليبيا، منتهكا بذلك القرارات الدولية حول ليبيا ومخرجات مؤتمر برلين الداعي إلى رفض التدخلات الخارجية في ليييا، لكن الرد جاء سريعا من قبل ما سمي بالطيران المجهول الذي دمر منظومة عسكرية وصفت في أنقرة بفخر الدفاعات العسكرية الجوية في العالم.
 
خسائر بالجملة أصابت الجانب التركي ومن يدعمه في ليبيا من مرتزقة ومتشددين بالصدمة، بعدما أسفر الهجوم على قاعدة الوطية العسكرية القريبة من الحدود التونسية عن تدمير منظومة الدفاعات الجوية، وتكبيد المرتزقة السوريين والجنود الأتراك هزائم اعترف بها مواليين للتدخل التركي في ليبيا، كما ألمحوا إلى فشل المنظومات العسكرية التي نشرتها تركيا مؤخرا داخل ليبيا في نية لها لإنشاء قواعد عسكرية خاصة في الغرب الليبي.
 
وكانت تركيا عبر وكالة الأناضول أكدت في وقت سابق نشر منظومة دفاع جوي داخل قاعدة الوطية العسكرية لدعم ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي، مؤكدة عبر الوكالة شبه الرسمية إنها تم استهدافها بطيران مجهول، زاعمة أن الهجمات لم تسفر عن خسائر في صفوف القوات المتواجدة داخل القاعدة، على الرغم من أن صحفي حاصل على الجنسية التركية ويدعى حمزة تكن كشف عبر حسابه عن حجم الخسائر التي تلقتها تركيا جراء هذه الضربة الموجعة.
"حمزة تكن" الموالى لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في تغريدة له أن "70 مليون دولار تكلفة تجهيزات منظومة الرادارات فى قاعدة الوطية تبخرت فجر اليوم بالكامل.. وعدد القتلي الأتراك فقط يتجاوز الـ١٣ بالإضافة العشرات من السوريين"، وتزامن ذلك مع فيديو تم تداوله حول الضربة الجوية لمنظومة الدفاع التركي كشف أيضا عن خسائر في صفوف المرتزقة الأجانب بالعاصمة طرابلس، فضلا عن تداول فيديوهات أخرى تضمنت ظهور 40 سيارة إسعاف تابعه للطب الميداني ترافقها حراسة أمنية أمام مقبرة طريق الشط في طرابلس أكدت مصادر إعلامية معارضة إنها كانت تحمل جثث مرتزقة سوريين قتلوا نتيجة قصف قاعدة الوطية وتم دفنهم بطرابلس.
 
وجاءت الضربات المستهدفة لمنظومة الدفاع التركي، بعد ساعات قليلة من  مشهد لقاء وزير الدفاع التركي، بجنود بلاده في طرابلس ومصراتة دون حضور أي مسؤول ليبي، وهو أمر استفز العديد من الليبيين، لذا رأى ليبيون أن الرسالة التي وجهتها الغارات المجهولة وصلت في الوقت المناسب بعدما وجه الوفد التركي رسائل تهديد واضح لسيادة ليبيا، وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، أنه تم استهداف نحو تسعة مواقع تركية في قاعدة الوطية، مشيرا إلى مقتل أحد القادة العسكريين الأتراك المهمين في القصف، موضحا أن نسبة تدمير التجهيزات التي كانت في قاعدة الوطية بلغت 80% تقريبا، لافتا إلى أن الخسائر الناجمة عن الضربة شملت أفرادا ومختصين وأجهزة ومعدات.
 
وتقول المصادر الليبية إن تركيا كانت تسعى قبل تنفيذ هذه الضربة إلى توسيع تواجدها داخل ليبيا من خلال تعيين حاكم عسكري يكون مسئولا عن آلاف المرتزقة السوريين الذين تم إرسالهم إلى طرابلس منذ مطلع العام الجاري، وقالت الرئاسة التركية في منشور لها عقب الضربة الموجعة لمنظومتها أنها تنظر لقاعدة الجفرة على إنها هدف عسكري لقواتها، مشيرة إلى أن من أسباب أهميتها العسكرية أنها مع مدينة سرت تعتبر مفتاحا للسيطرة على الموارد النفطية الليبية، وهي موقع استراتيجي، في خطوة ربما تحاول من خلالها أن تحفظ ماء وجهها بعد الصفعة القوة التي تلقتها في "الوطية".
 
ورد المحجوب على هذه التصريحات التركية قائلا: "سرت خط أحمر ونحن ندافع عنها بقوة ومعانا الشعب الليبى، والآن تركيا تشعر بخيبة أمل فى ظل عدم قدرتها على تحقيق أهدافها الاقتصادية الخبيثة فى ليبيا"، مؤكدا أن الجيش الليبى جاهز للدفاع عن الشعب الليبيى ضد الاحتلال التركى، كما شددت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي على ضرورة أن تقف تركيا عند حدها، مشيرة إلى تلقيها ضربتين موجعتين في ليبيا خلال أيام وذلك عبر استهداف منظومة الدفاع الجوي التركية فضلا عن الإجماع الدولي على الرفض والاستنكار للممارسات التركية في ليبيا، وقال عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب الليبى على التكبالى أن هذه الضربات الموجعة لتركيا في ليبيا تمثل ضغوط على أنقرة للتصدي لمساعيها لتنفيذ أجندتها التخريبية في ليبيا، مؤكداً أن تركيا تستغل الهدوء في ليبيا وترحيب المجتمع الدولي بمبادرات وقف إطلاق النار، وتستمر في  إرسال الإرهابيين والمرتزقة للميليشيات المسلحة في طرابلس،  لشن هجوم على الشعب الليبى وارتكاب جرائم ضد الليبيين.
 
وتدعم تركيا حكومة الوفاق بالطائرات المسيرة والمرتزقة السوريين، بالإضافة إلى إرسال المعدات العسكرية الثقيلة في حربها ضد الجيش الوطني الليبي، ولا تخفي إنشائها جسراً جوياً يربط بين إسطنبول وطرابلس لإرسال المقاتلين الأجانب في تحدى واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لكن تركيا لم تكتف بكل هذه الانتهاكات وفقا لمراقبين، بل تحاول أن تفرض نفوذها عبر تعيين ما تراه مناسبا لتنفيذ أجندتها في ليبيا.
 
وبعيدا عن تداعيات زيارة وزير الدفاع التركي وما أسفر عنها من رد ما سمى بالطيران المجهول، فإن هذه الزيارة صاحبها جدلا كبيرا حول طبيعة أهدافها في ذلك التوقيت، في وقت بدا وكأن التدخل التركي الذي أعلن عنه أردوغان في يناير الماضي يحاصر من كل الجوانب جراء الرفض الشعبي الليبي تجاهه.
 
كافة التحليلات رجحت أن وصول وزير الدفاع التركي العاصمة طرابلس والترحيب به من جانب حكومة الوفاق بهذا الشكل، يعني أن هناك أمراً في كواليس المشهد يتم صياغته، لمواجهة "إعلان القاهرة" الذي تم الإعلان عنه قبل أسابيع ولاقى ردود أفعال أيجابية واسعة من قبل المجتمع الدولي وأجبر تركيا على تجميد معاركها عند خط سرت الجفرة مع استمرار الدعم العسكري لحكومة الوفاق.
 
من جانبه كشف عضو مجلس النواب الليبي محمد العباني عن تفاصيل زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى طرابلس ومصراتة قائلا "ليس بغريب أن يرسل أردوغان وزير دفاعه التركي إلى طرابلس وذلك لشأن يراه كبيرًا ألا وهو دعم آمر التسليح بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وآمر معتقل الهضبة سيئ السيط السابق، خالد الشريف لتعيينه رئيسًا لجهاز المخابرات الليبية". 
 
ويعتبر خالد الشريف من أبرز وجوه ورجال النظام التركي في ليبيا والمرتبط به ارتباطا وثيقًا، وكان قد ظهر كرئيسا لجهاز الحرس الوطني الليبي في عام 2012، قبل أن يختفى من المشهد ليظهر كأحد القيادات الكبرى بالجماعة الليبية المقاتلة المصنف أغلب أعضائها كإرهابيين، وقال عضو مجلس النواب محمد العباني أن أنقرة تتخوف من أن يعين السراج تحت ضغوط شخصًا آخر غير خالد الشريف بعد أن رشحت معلومات تفيد بأن ميليشيات الزنتان تدعم بقوة تعيين عماد الطرابلسي لشغل منصب رئيس جهاز المخابرات الليبية. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق