بعد تصريحاته الأخيرة عن الإنجازات الوهمية.. رجب طيب أردوغان «النتاش»

الخميس، 16 يوليو 2020 05:00 ص
بعد تصريحاته الأخيرة عن الإنجازات الوهمية.. رجب طيب أردوغان «النتاش»
أردوغان
رضا عوض

"النتاش".. هذا هو الوصف الذي أطلقه المتابعين على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد التصريحات الأخيرة التي تحدث فيها عن الإنجازات الوهمية التي حققها الاقتصاد التركي في عهده، والتي كذبتها كل التقارير الاقتصادية الدولية، وحذرت من قرب انهيار النظام التركي ودخوله مرحلة الديون، مع تراجع الليرة التركية مساء الجمعة إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف مايو، بعد أن قالت وكالة فيتش إن البلاد لا تزال تواجه مخاطر تمويل خارجية، وإن دورة تيسيرها النقدي اقتربت من النهاية، وذلك بعد أن قفز التضخم بأكثر من المتوقع.
 
تعريف "النتاش" في اللغة العربية بأنها "مبالغة في الوصَف ومن يرمي القول بلا حساب، ويبالغ في الخبر عن نفسه وغيره، فلا يُوثق بقوله، ولا روايته"، وهو ما ظهر عليه أردوغان أثناء حديثه ليلة الاحتفال بذكرى الانقلاب المزعوم الذي وقع في عام 2016 والذي اتهم فيه معارضوه بتدبير انقلاب للإطاحة به من حكمه ليبدأ رحلة تنكيل بالمعارضين لا تزال مستمرة حتى الآن، بعد القبض على آلاف المواطنين من كل الجهات بدعوى المشاركة في الانقلاب.
 
تصريحات أردوغان الكاذبة المضللة فضحتها التقارير الاقتصادية الدولية، والأوضاع الحالية لتركيا التي تقول إن اقتصادها دخل مرحلة الخطر، وأنها لن تكون قادرة على سن الإصلاحات اللازمة مع القيادة الاقتصادية الحالية التي يسيطر عليه أردوغان وزوج ابنته بيرات البيرق، الذي يشغل منصب وزير المالية .
 
تحدثت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية عن الوضع الاقتصادي التركي المنهار قائلة: "الوضع المالى لتركيا كان ضعيفا قبل كورونا، وإذا ما أضيفت إلى ذلك الديون الخارجية والأزمة التى سببتها الجائحة، ورئيس يفضل حماية سمعته لا شعبه، فهذا يعنى أن أنقرة مقبلة على كارثة".
 
المجلة صنفت ديون تركيا فى المرتبة الرابعة من حيث المخاطر فى العالم، بعد فنزويلا والأرجنتين وأوكرانيا، حيث واكب ذلك هبوط فى قيمة العملات والعائدات الأجنبية.
 
وكشف آخر تقرير لصندوق النقد الدولي (IMF) عن وضع البنوك المركزية حول العالم ومستوى احتياطات النقد الأجنبي قائلا إن تركيا جاءت مع جنوب إفريقيا ضمن الدول التي تراجعت إلى ما أقل من حد " كفاية الاحتياطي الأجنبي"، وتتجه إلى الركود الثاني في أقل من عامين، منوهة إلي أن خطر الإفلاس كبير.
 
كما جاءت تركيا في القائمة بجانب كل من بولندا وماليزيا وعدد من الاقتصادات الهشة، من حيث متطلبات التمويل الخارجي المكون في إجمالي الديون التي اقترب أجل سدادها، مقارنة بإجمالي الدخل القومي.
 
وكشفت التقديرات أن التضخم ارتفع إلى 12.6% بعد أن كان 11.4% في مايو، وهو أعلى بكثير من تقديرات البنك المركزي 7.4 % في نهاية العام. كما يبلغ سعر الفائدة القياسي للبنك المركزي 8.25 %، مما يعني أن أسعار الفائدة سلبية لتصل إلى أكثر من 4 نقاط مئوية.
 
ويقوم البنك المركزي بتوفير السيولة للبنوك بأسعار فائدة منخفضة حتى متوسطها 7.6 % من خلال أسواق المال، حيث يحاول أردوغان إبقاء أسعار الفائدة أدنى بكثير من التضخم.
 
وسيضطر البنك المركزي لزيادة تقديراته للتضخم بمقدار نقطة مئوية واحدة على الأقل في تقريره الفصلي المقبل، ومن المرجح أن يبقي أسعار الفائدة دون تغيير.
 
وادعي أردوغان " النتاش " قائلاً بطريقة استعراضية: إن تركيا تمد يد السلام والتعاون القائم على أسس الحق والقانون وتدعو الجميع للاستجابة.
 
وتطرق " النتاش " لملف أزمة كورونا، مشيرا إلي ما وصفه بأنّ انخفاض إصابات ووفيات كورونا مجددا أمر مفرح ويتعين بذل المزيد من الجهد للاقتراب من الصفر، حيث جاء هذا الكلام رغم أن وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا أعلن ارتفاع إجمالي عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا فى تركيا إلى 212 ألفا و993 حالة إصابة، وارتفاع إجمالي عدد الوفيات إلى 5 الآف 363 حالة وفاة.
 
وأشار وزير الصحة إلي أن تركيا سجلت خلال الساعات الـ 24 الأخيرة 1012 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع إجمالى الإصابات إلى 212 ألفًا و993 حالة إصابة، و19 حالة وفاة جديدة ليصل إجمالى الوفيات إلى 5 الآف 363 حالة وفاة.
 
وأضاف فخر الدين كوجا أن عدد المرضى فى غرف العناية المركزة وصل إلى 1209 حالة، أما عدد الحالات الحرجة على أجهزة التنفس الصناعي فقد وصل إلي 409 حالة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق