خطة أمريكية جديدة في سوريا تربك اللاعبين الدوليين.. تساعد تركيا وتحارب إيران

الخميس، 16 يوليو 2020 03:30 م
خطة أمريكية جديدة في سوريا تربك اللاعبين الدوليين.. تساعد تركيا وتحارب إيران
محمود علي

 
 
ارتباك واضح أحدثته الخطة الأمريكية الجديدة في سوريا، لبعض الدول الإقليمية التي تتصدر المشهد السياسي هناك، وعلى رأسهم إيران وروسيا حلفاء الحكومة السورية فيما سهلت عمل الأتراك في سوريا على نحو أغضب الشعب السوري، وتتركز هذه الخطة على فرض ضغوط دولية كبيرة على الحكومة السورية والدول الداعمة لها من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات أو إحداث توازنات في المعركة الدائرة على الأرض السورية.
 
وكانت الخارجية الأمريكية كشفت مؤخرا عن تفاصيل خطة تعمل على تطبيقها منذ عدة أشهر فى سوريا، من أجل ضمان تحقيق نتائج مجدية الضغط على الحكومة السورية، لكن يراها مراقبون إنها تحاول من خلالها أمريكا أن تعيد لنفسها بعض النفوذ في هذا الملف الذي سيطر عليه مؤخرا روسيا بشكل كلي وتركيا وإيران جزئيا.
 
وتتركز الخطة في الأساس على فرض عقوبات جديدة ضد سوريا من أجل 
 
عدة أهداف أبرزها تحجيم الدور الإيراني والجماعات التابعة لها في الأراضى السورية، تقليص النفوذ الروسى على نحو يساعد زيادة النفوذ الأمريكي، وإدخال الولايات المتحدة كعنصر أساسي ولاعب يرتكز عليه كافة التسويات المقبلة.
 
وأكد المبعوث الأمريكى الخاص إلى سوريا "جيمس جيفري" فى أكثر من مناسبة أن الحكومة السورية لابد أن تغير من  سلوكها  فى حال أراد أن يتم إيقاف العقوبات المفروضة ضده، وإلا ستزيد واشنطن من ضغوطاتها الاقتصادية والسياسية على النظام السوري.
 
وطبقت مؤخرا واشنطن ما أسمته بـ (قانون قيصر) على الحكومة السورية وكل الداعمين له داخلياً وخارجياً منذ 17 يونيو الماضي، بهدف زعزعة التحالف السوري الإيراني الروسي، وزيادة العزلة المالية والاقتصادية والسياسية للحكومة السورية ومحاصرة ومعاقبة حلفائه بغية إجبارهم على القبول بالخطط الأمريكية المقبلة لتسوية الأزمة السورية.
 
 
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فى بيان له "إن قانون قيصر والعقوبات الأمريكية الأخرى على سوريا لا تستهدف المساعدات الإنسانية الموجهة للشعب السورى ولا تعرقل أنشطة إرساء الاستقرار التى تقوم بها أمريكا فى شمال شرقى سوريا، وأن واشنطن ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية من خلال شركائنا الدوليين والسوريين المختلفين حتى فى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام".
 
غير أن البعض يرى أن العقوبات التي ستفرضها أمريكا ستؤثر على الشعب السوري، لأنها ستدفع بحياتهم إلى مزيد من الفقر والمعاناة، التى تطال الجميع بغض النظر عن الجهة المسيطرة على المناطق التى يعيشون فيها سواء أكانت الحكومة السورية أم المناوئين لها.
 
فيما يرى مراقبون أن هذه الخطة الأمريكية تحاول من خلالها أمريكا في الأساس توصيل رسائل إلى الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى الفاعلة في سوريا تفيد بأن واشنطن مستمرة في اهتمامها وانخراطها بوسائل أخرى فى الملف السوري.
 
من ناحية أخرى فأن هذا القانون الأمريكي يراه مراقبون أنه سيساعد تركيا أكثر داخل سوريا، حيث ساعد على استبدال العملة الرسمية للدولة في الشمال بالليرة التركية، ما اعتبرته الحكومة السورية ضمن جهود تركيا لتتريك الشمال السوري.
 
وتأتِي خطوة استبدال العملة الرسمية المحلية في سوريا التركية، على خلفية العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، وضخّ ا المعارضة السورية الموالية لتركيا، كميات كبيرة من الليرة التركية بفئات قليلة "1 ليرة ونصف ليرة"، لتسهيل التعامل بها بين المواطنين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق