يحدث في مصر.. كيف تحولت العشش إلى شقق؟

السبت، 18 يوليو 2020 09:00 م
يحدث في مصر.. كيف تحولت العشش إلى شقق؟
تطوير العشوائيات
ريهام عاطف

نقلا عن العدد الورقي

61 مليار جنيه تفتح باب القضاء على العشوائيات غير الأمنة.. ووزير الإسكان: طورنا 296 منطقة خطرة من 357 منطقة على مستوى الجمهورية
 
الفارق بين الصورتين شهور قليلة، لكنها شهدت الكثير من الجهد والعمل ومن قبل الإرادة التي استطاعت أن تجعل ملف القضاء على العشوائيات متاحاً، بعدما كان الاقتراب منه مجرد حلم، لم يقترب منه أحد.
 
بالأمس كانت عشش وبيوت من الصفيح، لكنها اليوم شقق وعمارات سكنية تستوعب الاف الأسر التي كانت تسكن في مناطق عشوائية شديدة الخطورة.
 
المتابع جيدا لملف العشوائيات في مصر لم يصدق تلك النقلة الحضارية التي تحققت في ذلك الملف الصعب المتخم بالمشكلات والازمات بالعديد من المحافظات، الا أن الارادة السياسية والتكاتف والعمل الدؤوب كانوا وراء تحول الحلم الي حقيقة لنشاهد أخر تلك الانجازات والتي قام الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا بافتتاحها وهي "الاسمرات 3" والتي تعد أحد مراحل مدينة الاسمرات أول وأكبر المشاريع لتطوير العشوائيات والتى استوعبت أكثر من 15 ألف أسرة حتى الأن.
 
فعلي مساحة 185 فدان تقريبا بالمقطم تم انشاء المدينة الضخمة وتسكينها حيث تضم 18420 وحدة سكنية لكل المشروع، وجميعهم من سكان المناطق العشوائية الخطرة كحي منشأة ناصر، وإسطبل عنتر، ومثلث ماسبيرو، وعدة مناطق مختلفة بالعاصمة، والتي عانت لسنوات طويلة من العشوائية في كل شيء فلا ننسي انهيار الصخور علي المواطنين بمنشأة ناصر والدويقة، ولا ننسي ما كان يعانيه سكان تلك المناطق من تدني مستوي الخدمات وانعدامها في بعض احيانا وعدم وجود تعليم ورعاية صحية ورياضية تعمل علي خلق جيل جديد من الشباب الواعي صعب التأثير عليه وهو ما استغلته الابواق المعادية للدولة وطالما استغلتهم جماعة الاخوان المحظورة في حروبها الخفية مع الدولة حتي كان يطلق علي سكان تلك العشوائيات "القنبلة الموقوتة" والتي كان من المنتظر أن تنفجر في اي وقت ،ليأتي حي الاسمرات 1،2،3 ليكونوا بمثابة قبلة الحياة للالاف من الاسر لتحيا حياة جديدة مختلفة تماما عن سابقتها .
 
ولم يكن مشروع الاسمرات بأحيائه الثلاثة لمجرد نقل سكان المناطق العشوائية لمنازل جديدة، لكن الهدف منه هو تحقيق نقله حضارية وأدميه بكافة المستويات لبناء إنسان جديد لذلك قامت الدولة بأنشاء عدد من المبانى الخدمية المُلحقة والمكملة للمشروع، والمتمثلة فى مجمع المدارس لمراحل التعليم المختلفة، ودور حضانة، ومراكز طبية ووحدة صحية، ومركز رياضى وملاعب مكشوفة، ووحدات شرطة ومطافى وإسعاف وبريد، بجانب إقامة أسواق حضارية ومخابز ومركز تدريب وصيانة، فضلاً عن إنشاء مسرح كبير بين مراحل المشروع الثلاثة.
 
ملف القضاء على العشوائيات تم التخطيط له منذ 2014 وفق خطة مدروسة ومحكمة، وأكد الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان، أنه تم جارٍ تنفيذ نحو 250 ألف وحدة بالإسكان البديل للمناطق العشوائية غير الآمنة بتكلفة 61 مليار جنيه، مشيراً إلى أن إنشاء صندوق تطوير المناطق العشوائية بالقرار الجمهورى رقم 305 لسنة 2008 برئاسة مجلس الوزراء، وكانت أولى مهامه إعداد الخريطة القومية للمناطق العشوائية غير الآمنة سنة 2010، وتم تحديثها فى عام 2014 طبقاً لتوجيهات الرئيس السيسى، مشيراً إلى أن تعريف المناطق غير الآمنة (طبقاً لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية)، هى المناطق التى تفتقد للسكن الملائم، وتفتقد المساحات الكافية للمعيشة، وتفتقد للاتصال بمياه الشرب أو بشبكة الصرف الصحي، وتفتقد للحيازة الآمنة، وتحتوى على مساكن (متصدعة أو مهدمة - معرضة لحوادث السكة الحديد - مبنية على مناطق خطرة جيولوجية - مبنية على مخرات السيول - مبنية تحت خطوط الضغط العالي).
 
وقال الدكتور عاصم الجزار: يبلغ إجمالى عدد المناطق غير الآمنة على مستوى الدولة 357 منطقة، بها 242905 وحدات، وتم منذ شهر يونيو 2014 وحتى شهر يونيو 2020، تطوير 296 منطقة بها 175897 وحدة (222 منطقة تم تنفيذها بها 143261 وحدة – 74 منطقة تم الانتهاء من إجراءاتها بها 32636)، وجارٍ تنفيذ أعمال التطوير لـ54 منطقة بها 65487 وحدة، وجارٍ التنسيق لبدء أعمال تطوير 7 مناطق بها 1521 وحدة، موضحاً أن إجمالى تكلفة تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة 61 مليار جنيه (إجمالى سعر الأراضى 23 مليار جنيه - إجمالى تكلفة المشروعات 38 مليار جنيه).
 
 ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى تقاليد الحكم فى مصر، تغيرت النظرة تمامًا إلى ملف العشوائيات، الذى أهملته الحكومات السابقة على مدار 30 عامًا، حيث تغيرت النظرة من الإهمال إلى الاهتمام والاتجاه نحو التطوير، وإنشاء مشروعات الإسكان الاجتماعى، وتطوير المناطق غير الأمنة .
 
كانت أولى المناطق العشوائية التى تم تطويرها مشروع نهضة المحروسة، وحى الأسمرات، وتطوير منطقة ماسبيرو، وبشاير الخير والإسكندرية، حيث تم افتتاح مشروع بشاير الخير 1 فى الإسكندرية فى شهر ديسمبر عام 2016، والذى أقيم على مساحه 12 ونص فدان لخدمه عشره الاف مواطن وهو عباره عن 17 عماره سكنيه، من أحد مشروعات تطوير العشوائيات الهامة جدا.
 
وفى ديسمبر 2018 افتتح الرئيس السيسى مشروع بشاير الخير 2 بالإسكندرية، بمنطقة "غيط العنب"، غرب الإسكندرية، لاستقبال مئات الأسر من المناطق العشوائية فى 1869 وحدة سكنية جديدة، بتكلفة تقرب نحو 625 مليون جنيه، وتم تسليم 1632 وحدة سكنية خلال المرحلة الأولى، وتضمنت المرحلة الثانية إنشاء 18 بلوكًا وعمارة فردية، بإجمالى 37 عمارة، تشمل 1869 وحدة سكنية، بمساحة 100 متر مربع لكل شقة.
 
وفى عام 2016 أفتتح الرئيس السيسى، المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الأسمرات الإسكانى بحى المقطم، حيث شهدت محافظة القاهرة فى السنوات القليلة الماضية طفرة هائلة فى ملف تطوير المناطق العشوائية والتى تتبناها الدولة بشكل عام فى كل المحافظات، وظهرت مدينة الأسمرات بمراحلها الثلاث، أول وأهم وأكبر المشاريع لتطوير العشوائيات والتى استوعبت أكثر من 15 ألف أسرة حتى الآن.
 
تم إنشاء 3 مراحل بمدينة الأسمرات على مساحة 185 فدان تقريبا والتى تم الانتهاء منها بالكامل وتم تسكين المرحلتين الأولى والثانية، وجارى التسكين فى المرحلة الثالثة التى تم الانتهاء منها أيضا، بإجمالى 18420 وحدة سكنية لكل المشروع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة