ذكرى ثورة يوليو.. عندما انتصر عبد الناصر للمرأة من ظلم الإخوان

الأربعاء، 22 يوليو 2020 05:00 م
ذكرى ثورة يوليو.. عندما انتصر عبد الناصر للمرأة من ظلم الإخوان
الزعيم جمال عبدالناصر
عنتر عبداللطيف

"جالي مرشد الإخوان وطلب مني إن المرأة ما تشتغلش؟! أنا في رأيي أن المرأة حينما تعمل نحن نحميها؛ لأن اللي بيضّلوا بيضّلوا ليه؟ من الحاجة.. من الفقر، بنعرف واحدة إنها عيانة أو أمها عيانة وما لقيتش فلوس -كلنا نعرف الحكايات اللي كانت تحصل بهذا الشكل- اضطرت تفرّط فى نفسها؛ إذن العمل هو حماية للمرأة، أما منع المرأة من العمل فهو ضد صالحها، نحن فعلاً نحرر المرأة بأن المرأة تعمل وتتكاتف مع الرجل ".. هكذا احتفت بعض الصفحات الناصرية على وسائل التواصل الإجتماعى بحديث الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى الذكرى الثامنة والستين لثورة 23 يوليو 1952.

عبدالناصر

 

فى عام 1956 منح الدستور المرأة حقوقها السياسية كاملة وتضمن ولأول مرة حق المرأة في الانتخاب والترشح، وطبق عليها مبدأ تكافؤ الفرص.

جاء عام 1957 لتجرى الانتخابات البرلمانية وهى الانتخابات التى شهدت دخول أول أمرأة مصرية للبرلمان هى راوية عطية، وفى عام 1962 جرى تعيين الدكتورة حكمت أبو زيد أول وزيرة للشئون الاجتماعية.

خطابات عديدة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر كشفت مدى تقديره للمرأة المصرية  فهو القائل:" أنني لا أريدك أن تأخذي بمقولة أن الإسلام يمكن أن يكون عائقا للتطور فميزة الإسلام في رأيي أنه دين مفتوح على كل العصور وكل مراحل التطور.. وأنا دائما أنقل عن النبي محمد قوله داعيا الناس إلى الاجتهاد إزاء مستجدات العصور : "أنتم أعلم بشئون دنياكم".

وحول تعدد الزوجات قال: " فأنا لا أرى الإسلام يتركها رخصة مفتوحة وإنما هي رخصة مقيدة بشروط تجعل التعدد صعبا بل تكاد تجعله مستحيلا والدليل على ذلك ما نراه عمليا أمامنا ومؤداه أن ظاهرة تعدد الزوجات تتلاشى تدريجيا في المجتمع المصري".

وبشأن تعليم المرأة قال : "وأنا أعتبره الأساس الحقيقي لحريتها، فسوف أطلب من مكتبي أن يبعثوا إليك بإحصائيات عن عدد البنات في مراحل التعليم المختلفة، وكذلك في مجالات العمل، في مجتمع المدارس والجامعات الآن أكثر من مليون فتاة، و في مجالات العمل المختلفة الآن حوالي 2 مليون سيدة تعمل وفي رأيي أن هذه حركة التطور حية ومرئية، وأنا أعرف أن بعض المشايخ قد يقفون على منابر مساجدهم ليقولوا كلاما آخر، ولكن كلامهم في اعتقادي غير مؤثر لأن ضرورات التطور أقوى من كل ما يقولون".

 

 

مناصرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر للمرأة  دائما ما كان يقابلها فكر آخر لجماعة الإخوان الإرهابية والتى لا ترى غضاضة فى تهميشها حيث تقول انتصار عبد المنعم مؤلفة كتاب "مذكرات أخت سابقة: حكايتي مع الإخوان": "غيبوا المرأة طويلاً، وعندما فكوا الحصار الذي أحكموه حولها ، سمحوا لها بفرجة لا تتعدى إلقاء دروس عن الطاعة لكل ما يمت للرجل بصلة، سواء كان لتعاليم الإمام الذي أصبحت كتبه ورسائله مراجع تؤّلف حولها "

تقول مؤلفة الكتاب: "على الرغم مما ذكره البنا مقراً ومعترفاً بأن للمرأة مكانة وأهلية غير منقوصة في الإسلام، عاد بعد ذلك ليدلي برأي شديد التناقض، رأي يحدد به دور المرأة بحيث لا يتعدى جوانب بيتها .. ويتمادى ليحدد ما على المرأة أن تتعلمه وما لا يجب ومقدار ما سوف يتم السماح لها بتعلمه".

تتابع :"أن الإمام حدد عمل المرأة الذي يقتصر على المنزل ، وترك لها مساحة محدودة من تعلم بعض العلوم ، وفي رأيه بحسب المؤلفة "أي فائدة ستعود عليها من معرفتها بالقوانين والعلوم الطبيعية وغيرها من العلوم؟"

يذكر أن أول وزيرة  وزيرة للشئون الاجتماعية عام 1962 وهى  حكمت أبو زيد أول ولدت عام 1922 فى قرية "الشيخ داود" التابعة للوحدة المحلية بصنبو مركز القوصية بأسيوط، واهتم والدها بتعليمها وتم الانتقال إلى القاهرة والالتحاق بمدرسة حلوان الثانوية، وقرأت فى مكتبة والدها ناظر محطة السكة الحديد كل خطب الزعيم مصطفى كامل ومؤلفات صادق الرافعى، ثم التحقت بكلية الآداب قسم التاريخ وتلقت دعمًا معنويًا كبيرًا من الدكتور طه حسين، وبعد التخرج عملت كمدرسة فى مدرسة حلوان الثانوية التى درست فيها كطالبة من قبل، ثم سافرت لتحصل على الماجستير من استكلندا عام 1950 ودكتوراه فى علم النفس عام 1955.

جدير بالذكر أن الوزيرة الراحلة حكمت أبوزيد هى من وضعت أول خطة لتنمية الأسرة، كما أعدت مشروع الرائدات الريفيات تمهيدًا للأسر المنتجة، وعملت لصالح مشروع تهجير النوبة، ووضعت قانون تنظيم الجمعيات الأهلية، ونظمت جمع الزكاة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق