وهم الخلافة يسيطر على أردوغان خلال افتتاح مسجد آيا صوفيا

عكس حضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مسجد آيا صوفيا وافتتاحه أمس الجمعة بحضور عشرات آلاف المصلين حالة الوهم التي يعشها "أردوغان" فيما يتعلق بعودة الخلافة العثمانية مرة أخرى خاصة في مشهد صعود خطيب الجمعة مرتديا الزي العثماني وحلمه "سيف" خلال الخطبة، الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين.

 

وكان لافتا حضور رئيس الشؤون الدينية علي أرباش، متقلدا سيفا فوق المنبر رمزا إلى "فتح القسطنطينية" على يد العثمانيين عام 1453، قائلا "نشهد لحظة تاريخية انفصال طال أمده يصل إلى خاتمته".

 

فيما تعد هذه المرة الأولى التي تقام فيها صلاة الجماعة منذ 86 عاما في آيا صوفيا، بعد صدور حكم قضائي يبطل قرار تحويله لمتحف حيث تم إنشاء هذا الصرح المعماري المشيّد في القرن السادس الميلادي والذي كان كنيسة ثم مسجد عثمانيا ثم متحفا،  الأمر الذي تسبب في حالة غضب لدى القوى السياسية والمجتمع المدني بما في ذلك المعارضة التركية وفي الخارج حيث اعترضت كلا من روسيا واليونان، فيما أعرب البابا فرنسيس عن "حزنه العميق" لهذا القرار.

 

وأكد أردوغان في تصريحات له عقب الانتهاء من الصلاة أن عودة "آيا صوفيا" إلى المسجد كان حلما وتحقق وسيصبح مسجدا إلى أبد الدهر يصلي فيه المؤمنون.

 

وفي خطوة رمزية، اختار أردوغان إقامة أول صلاة في الذكرى السابعة والتسعين لاتفاقية لوزان التي رسمت حدود تركيا الحديثة.

 

ويطالب الرئيس التركي الذي يحن إلى الإمبراطورية العثمانية، في أغلب الأحيان بتعديلها كما حضر كثيرون من أنصار حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم وهم يرتدون الزي العثماني في دلالات رمزية تختزل التوظيف الديني والقومي لصالح أجندة الرئيس السياسية.

 

في نفس السياق أكدت طوبا تانييري أردمير، الباحثة في جامعة بيتسبرغ، أن القرارات التي اتخذها أردوغان فيما يتعلق بتحويل أيا صوفيا إلى مسجدا عواقبها كارثية وأن تسبب أضرارا لا يمكن إصلاحها وأن الوقت لم يكن كاف لمشاورة الخبراء كما ينبغي وإجراء مشاورات ومناقشات والتوصل إلى استراتيجية دائمة تتجب حالة الغضب الموجودة في تركيا.

 

على الجانب الآخر قال "إسرافيل" أحد البائعين بالقرب من آيا صوفيا إنه يخشى حالة الغضب الموجودة في محيط المسجد خاصة من الرافضين لقرار التحويل، موضحا أن هناك حالة من الزحام المخيف خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا وأنه من الممكن أن يكون سببا لانتشار الأمراض.