في اختبار «الثانوية العامة».. نجح طارق شوقي ورسب «شاومينج»

السبت، 25 يوليو 2020 07:30 م
في اختبار «الثانوية العامة».. نجح طارق شوقي ورسب «شاومينج»
الدكتور طارق شوقي
إبراهيم الديب

 
تحدياتٌ كبيرةٌ تواجهها وزارة التربية والتعليم في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد تولي الدكتور طارق شوقي، مقاليد الأمور، وإعلانه عن مشروع التعليم الجديد وخطته للقضاء على الوسائل التقليدية للتعلم والتي تسببت في تشويه ثقافة الطلاب، وعدم مواكبتهم لمتطلبات العصر وسوق العمل، إلا أن القيادة الحالية للوزارة أبت إلا أن تسعى نحو التطور والتغلب على مايواجهه من صعاب، وتخريج جيل قادر على تنفيذ خطط التنمية والنهوض بالمجتمع المصري وتحقيق تقدمه بين دول العالم.
 
وتعرض ملف التعليم خلال الشهور القليلة الماضية، خاصة بعد ظهور فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» إلى إجراءات وقرارات استثنائية من قبل الحكومة ضمن خطتها لحماية حياة وصحة الطلاب والمعلمين والإداريين بالمدارس والدواوين التابعة لوزارة التربية والتعليم من مخاطر الإصابة بالمرض، والتي تصل إلى حد الوفاة، وكان أبرز تلك الإجراءات هو تنفيذ خطة التباعد الاجتماعي، والتعلم عن بعد لمنع انتشار الفيروس، والاعتماد على الأبحاث العلمية كبديل لامتحانات نهاية العام.
 
ومع اقتراب موعد امتحان شهادة الثانوية العامة، بدأت الأنظار تتوجه بشده إلى قرار وزارة التربية والتعليم الصادرة في هذا الشأن لاسيما مع مايشهده العالم، والمجتمع المصري من ظروف خاصة بسبب انتشار الفيروس، وبدأت التكهنات بما سيصدر من قبل قيادات الوزارة في هذا الصدد، وخرجت الأنباء غير الصحيحة من هنا وهناك ما أدى إلى حدوث حالة من الارتباك والبلبلة لدى الرأي العام. 
 
وبطبيعة الحال بدأت المخاوف تسيطر على رأس أولياء الأمور، بعدما أعلنت الوزارة عن دراسة عقد امتحانات الثانوية العامة في موعدها، والإفصاح عن عدم وجود نية للتأجيل أو الإلغاء بسبب انتشار الوباء، وبدأت التساؤلات حول آليات التعليم لخروج الامتحانات بشكل يتناسب وإجراءات الوقاية الصحية، وعدم سقوط ضحايا بين صفوف الطلاب والمعلمين، ومدى نجاح فعالية تلك الآليات لتحقيق هدف الوزارة.
 
وكالعادة.. وكغيرها من الملفات الهامة التي تتولى الحكومة تنفيذها كان لابد من ظهور «خفافيش الظلام»، وأذرع الكيانات الإرهابية، من بين صفوف المشككين في قوة وقدرة الدولة على مجابهة المخاطر، وبدأت تلقي بظلالها حول منظومة التعليم والصحة والامتحانات، وبدأت الشائعات تنتشر من هنا وهناك عبر مواقع التواصل الاجتماعي ممثلة في منشورات تتولاها اللجان الإلكترونية للجماعات الإرهابية، وصفحات المنتمين إلى أفكارها للتشكيك ونشر الخوف والرعب في نفوس الطلاب وأولياء الأمور لعرقلة سير الامتحانات، وزعزعة الاستقرار بين أطياف المجتمع.
 
«شائعات الإرهابية.. جروبات الغش.. تداعيات كورونا».. فخ الشر الذي نُصب لمحاولة إسقاط قوة وهيبة الدولة ممثلة في وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، خلال فترة امتحانات الثانوية العامة، والتي تعد أهم ملفات الوزارة طوال العام، وبدأت حملات التشكيك عبر السوشيال ميديا تنتشر كالنار في الهشيم، وأثرت سلبيا على معنويات الطلاب قبيل عقد الامتحانات.
 
بداية.. خرجت علينا الدكتورة منى مينا، المنسق العام لحركة أطباء بلا حقوق وعضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، لتشن هجوما غير مبرر مصحوبا باتهامات عديدة للمنظومة الصحية في مصر، في مداخلة لها عبر إحدى قنوات جماعة الإخوان الإرهابية التي يتم بثها من خارج مصر، للتشكيك في مقدرة القيادة السياسية على مجابهة فيروس كورونا المستجد، واتهامها لوزارة التربية والتعليم بالتضحية بالطلاب بعد إعلانها عقد الامتحانات، واصفة القرار بالكارثي، وأنها ستنتهي بوقوع أعداد من الضحايا بين الطلاب والمعلمين والقائمين على سير الامتحانات.
 
كما نشرت صفحة المقاول الهارب محمد علي، منشورات تحريضية لأولياء الأمور والطلاب ضد وزارة التربية والتعليم، ضمن محاولاته للوقيعة بين المواطنين وحكومتهم مدعيا صدور قرار بصرف 5 آلاف جنيه تعويضا عن الطالب المتوفي خلال سير الامتحانات متأثرا بفيروس كورونا، وهو ما نفته الوزارة جملة وتفصيلا، وأدى إلى حذف إدارة «فيس بوك» لمنشوره بعد ماورد عليه من تعليقات المتابعين النافية للمحتوى المضلل الذي نشره، لتنجح الحكومة من خلال شفافية وصدق معلوماتها التي أدت لزيادة وعي المواطنين في الرد على المشككين أمثال منى مينا، والمقاول الهارب، و النقيب العام للأطباء الدكتور حسين خيرى، ونقيبة أطباء القاهرة الدكتورة شيرين غالب، وغيرهم.
 
وأتت الرياح بما لاتشتهي السفن، بعد عقد أول أيام الامتحانات، ونجاح طارق شوقي، ومجموعته من قيادات الوزارة، وبالتنسيق مع الجهات المعنية بسير الامتحانات في الدولة، في خروج امتحانات الثانوية العامة 2020 على أكمل وجه، وبدون سقوط ضحايا وزيادة انتشار الفيروس بين الأسر المصرية كما ادعى المشككون.
 
وكانت امتحانات الثانوية العامة 2020، عام سقوط إمبراطوريات الغش الإلكتروني، حيث نجت الوزارة في القضاء نهائيا على حوادث تسريب الامتحانات قبل عقد اللجان، وهي الظاهرة التي انتشرت بشدة خلال السنوات الأخيرة الماضية، فنجحت في دحر جهود أيادي الفساد لتسريب الامتحانات وبيعها عبر جروبات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ولم تشهد امتحانات العام حالة تسريب واحدة، بل شهدت وقائع غش إلكتروني من داخل اللجان، وهي الحالات التي تم التعامل معها والتوصل إلى أصحابها في غضون دقائق من نشر نماذج الامتحان واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، وهو مادفع جروبات الغش إلى الاستعانة بامتحانات أعوام سابقة ونشرها باعتبار أنها للعام الجاري، إمعانا في إحداث البلبلة بين صفوف الطلاب، ومحاولة النيل من سمعة الوزارة.
 
وبعد انتهاء موسم الامتحانات، أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عددا من الأرقام الرسمية التي تؤكد نجاح الوزارة في مواجهة مثلث الشر، وقدرتها على تنفيذ وعقد الامتحانات بشكل آمن طيلة الثلاثون يوما، عمر ماراثون الثانوية العامة، حيث أوضح أن نسبة حضور الطلاب لامتحانات الثانوية العامة 2020 تعدت الـ 98% رغم مخاوف كورونا، وأن حالات الاشتباه بفيروس كورونا بلغت 55 طالبا و16 مراقبا فقط، وتقرر أن يتم دخول  الطلاب المرضى الدور الثاني بالامتحانات بنفس الدرجة الفعلية، موضحا أن الوزارة لم تتأكد من كونها مصابة بفيروس كورونا من عدمه، ولكنها حالات ارتفاع في درجات الحرارة تم على أساسها اتخاذ إجراءات احترازية، إما بامتحان الحالة في لجنة عزل أو تأجيل امتحانها للدور الثاني، مؤكدا أنه فيما يتعلق بحالات الغش الإلكتروني فإنه تم ضبط 84 حالة، وتحرير 49 قضية ضد 51 متهما، وإغلاق 81 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
وقال الدكتور طارق شوقي، في تصريحات له عقب انتهاء الامتحانات: «إننا سعداء بإنهاء العام الدراسي بدون خسائر، رغم تعرضنا لقدر هائل من التشكيك والاعتراض والنقاش الذي لا ينتهي، وهذا استنزف قدرات كبيرة من الوزارة».
 
كما أكد الدكتور رضا حجازي، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن ردود أفعال الطلاب على أسئلة الامتحانات وسير اللجان يؤكد بما يدع مجالا للشك حجم الجهود المبذولة من قبل أجهزة الدولة، والوزارة، لنجاح سير امتحانات الثانوية العامة، وخروجها على أكمل وجه، مشددا على أنه تم التعامل الفوري مع أي شكاوى للطلاب بشأن أي اسئلة وردت دوت إجابة، أو خاطئة، بما يضمن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والحفاظ على حقوق الطلاب.
 
ووجه الدكتور رضا حجازى، رئيس امتحانات الثانوية العامة رسالة إلى المعلمين، قائلا: «زملائي وأخوتي وأخواتي المعلمين والمعلمات المخلصين الشرفاء لا يسعني اليوم إلا أن أقف فخوراً بكم، فقد كنتم عند حسن ظن الجميع، كما عهدناكم دائماً أبطال، ووطنيين من الدرجة الأولى، فدائيون، لا تدخرون جهداً في خدمة الوطن في أصعب الظروف».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة