بعد تهديد اليونان بالدفاع عن مصالحها.. تركيا للخلف در

الثلاثاء، 28 يوليو 2020 08:27 م
بعد تهديد اليونان بالدفاع عن مصالحها..  تركيا للخلف در
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
رضا عوض

 
يبدو أن " العين الحمرا " التي أظهرتها اليونان لتركيا في أزمتها الأخيرة في شرق البحر المتوسط هي التي دفعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلي التراجع عن القيام بالتنقيب، بعد أن أعلنت اليونان أن قواتها البحرية في حالة تأهب قصوي وأنها ستدافع عن مصالحها في شرق المتوسط ضد أي اعتداءات تركية وقيامها  بنشر سفنها العسكرية في بحر إيجه، حيث جاء هذا التراجع غم إعلان أنقرة الأسبوع الماضي أن سفينة اورج ريس ستنشر قرب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية الواقعة قبر السواحل التركية، ثم أصدرت البحرية التركية نشرة تحذيرية حول إجراء عمليات مسح زلزالي في المياه الواقعة بين قبرص وكريت.
 
جاء إعلان تركيا تعليق مشروعها لاستكشاف المحروقات في منطقة متنازع عليها في شرقي المتوسط في بادرة ترمي إلى تهدئة التوتر الشديد مع أثينا علي قول ابراهيم كالين المتحدث باسم رجب طيب أردوغان الذي قال : "أعلن رئيسنا أنه طالما المفاوضات جارية سنتريث قليلا لاعتماد موقف بناء"، مضيفا في حديث لقناة "سي إن إن ترك" إن "اليونان بلد مجاور مهم بالنسبة لنا.. نحن على استعداد للتحاور مع اليونان".
 
وساهم اكتشاف حقول غاز ضخمة في السنوات الماضية في شرقي المتوسط في تأجيج أطماع تركيا التي كثفت من عمليات التنقيب قبالة قبرص ما أثار استياء معظم دول المنطقة والاتحاد الاوروبي التي تدين أنشطة "غير مشروعة".
بلطجة أردوغان في شرق المتوسط استفزت الاتحاد الأوربي حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إدانته انتهاك تركيا لسيادة كل من اليونان وقبرص في شرقي المتوسط داعيا لمعاقبة أنقرة.
 
كما أدانت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا جونزاليس لايا البلطجة التركية وقالت  إن المحادثات التي جرت في تركيا الاثنين ساعدت على تخفيف حدة التوتر بين أنقرة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول عمليات التنقيب عن الطاقة التي تجريها تركيا في البحر المتوسط
 
وقالت جونزاليس لايا، في مؤتمر صحفي في أنقرة مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو، إنه جرى التوصل إلى "نقطة تحول" في النزاع القائم حول عمليات التنقيب عن النفط والغاز في الجزء الشرقي من البحر المتوسط.
 
الجدير بالذكر أنه يدور خلاف بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى بشأن مطالبات متداخلة بأحقية كل من الدول الثلاث في الاحتياطيات البحرية، ورفضت اليونان وقبرص وهما عضوتان في الاتحاد الأوروبي مع فرنسا خطة تركيا للتنقيب في المنطقة الواقعة بين قبرص وكريت.
 
ودعت باريس وأثينا إلى فرض عقوبات على تركيا بسبب ما تصفانه بالتعدي على المياه الإقليمية لليونان وقبرص، في حين نبهت برلين أنقرة إلى ضرورة وقف "الاستفزازات ". ورفضت أنقرة بدورها الانتقادات قائلة إنها ملتزمة بالقانون الدولي.
من جانيها نجحت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إيقاف معركة بحرية كادت أن تشتعل بين كلا من تركيا واليونان، وهو ما كشفت عنه صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار في ألمانيا التي أكدت في تقرير لها أنها حصلت على معلومات تفيد بأن ميركل بذلت جهودًا دبلوماسية حالت دون وقوع الحرب بين البلدين في اللحظة الأخيرة، عندما كاد جيشا البلدين يفتحان النار على بعضهما البعض.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع بين الدولتين كاد ينشب قرب جزيرة كاستيلوريزو، وذلك بعد أن أعلنت أنقرة نيتها إجراء عمليات تنقيب قرب الجزيرة اليونانية القريبة من سواحل تركيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق