صديق «طبيب الغلابة»: كنا نتفق على رموز تكتب على الروشتة لصرف العلاج المجاني للمرضى

الأربعاء، 29 يوليو 2020 08:42 م
صديق «طبيب الغلابة»: كنا نتفق على رموز تكتب على الروشتة لصرف العلاج المجاني للمرضى
الدكتورالسيد سعد صاحب صيدلية بمحيط السيد البدوي

"كان مثالاً لعمل الخير ونموذجا في العطاء، نصير الفقراء وطبيبهم" رغم أنه كان يلقب بـ"طبيب الغلابة"، إلا أنه كان رجل خادم  للعلم والمرضى، حزن عليه الجميع ونعاه زعماء وقيادات العالم، ولكنه كان لأثر فراقه على المرضي والأصدقاء أشد وطأة، أنه الطبيب محمد مشالي.
 
شهدت منطقة السيد البدوي بمدينة طنطا في محافظة الغربية، حالة حزن شديدة على فقدان الدكتور محمد مشالي الملقب بـ"طبيب الغلابة" وذلك بسبب مواقفه النبيلة والتي سوف تظل خالدة في ذاكرة الذين يتعاملون معه عن قرب، ومن ضمن هذه الأشخاص صاحب إحدى صيدليات مدينة طنطا وتحديدا بمحيط عيادة الدكتور مشالي.
 
الدكتورالسيد سعد صاحب صيدلية بمحيط السيد البدوي، رجل وهب حياته للخير هو الآخر، ليقرر بدون أي أسباب مساعدة الفقراء ومحدودي الدخل لرضا الله سبحانه وتعالى، الجميع في المنطقة يشهدون له بالعطاء والخير، فهو أحد تلاميذ الدكتور مشالي في عمل الخير.
 
يروي تفاصيل عن بداية لقائه بالدكتور مشالي قائلا: "التقيت بالدكتور مشالي منذ أكثر من 22 سنة، واتفقنا وقتها على مساعدة الفقراء ومحدودي الدخل دون النظر إلى مقابل، وحدثني وقتها قائلا (سنجني من هذه الدنيا العمل الصالح فقط حتى نلقي الله بقلوب سليمة مطمئنة غير قاسية على عبادة، فهذا واجبنا ورسالتنا النبيلة التي خلقنا ووفقنا الله في دراستنا والتحقنا بكليات القمة من أجلها)".
 
وأضاف: "قمنا بالاتفاق على رموز معينة يتم كتابتها أعلى الروشتات وعند قرائتي لهذه الرموز أعلم بأن الدواء لهذة الحالة مجانا وبدون مقابل، والأهم هو عدم إحساس المريض بأي حرج من أي نوع، حيث يأخذ المريض وهو يعلم أن الدكتور محمد مشالي قام بدفع ثمن هذه الأدوية، أما البعض الآخر نقوم بإعطائه الأدوية الخاصة به بدون أي مكاسب وبسعر الجملة".
 
وأشار إلى أن الدكتور مشالي كان يأتي إلى عيادته في الصباح الباكر، كما اعتدت أن أذهب إلى صيدليتي الخاصة في نفس الموعد حتى لا ينتظرني المرضى لأوقات طويلة، واستمرينا على هذه الطريقة طوال 22 عاما دون توقف، موضحا أن الله كان يرزقه كثيرا بسبب مشاركته الدكتور مشالي في مثل هذه الأعمال.
 
وأوضح: مساء يوم الإثنين تلقيت اتصالا من الدكتور مشالي أخبرني فيه أنه مريض ولم يقدر على مغادرة الفراش، فقمت بالذهاب به بصحبة أحد أصدقائنا الأطباء، وقمت بتعليق بعض المحاليل لإسعافه وعندما شعر بتحسن في حالته تركناه حوالي الساعة الواحدة منتصف الليل وذهبنا إلى منازلنا، ثم تلقيت تليفون آخر بأن الدكتور محمد مشالي قد توفاه الله.
 
وأضاف : وقع على الخبر كالصاعقة من السماء فقمت مسرعا وذهبت إليه في منزله، وقمت بمرافقته في جميع لحظاته الأخيرة من تغسيل وتكفين ولم أتركه لحظة، ثم ذهبنا إلى قريته وقمنا بدفنه ، وذهبت بعد ذلك إلى بيت عائلته والذي اتضح لي وقتها إنه تربية عائلة وهبت حياتها لعمل الخير ، فنظرت إلى المنزل شاهدت "مضيفة" في الدور الأرضي لمساعدة الفقراء واستقبالهم لعمل الخير، ثم قمت بالذهاب مرة أخرى إلى المقابر لقراءة الفاتحة له.
 
وتابع: الجميع حزين على طبيب الغلابة الذي عاش حياته خادما الصغير والكبير، والذي تعلمنا على يديه عمل الخير دون انتظار أي مقابل، فجميع أهالي المنطقة منذ سماع خبر وفاته وهم في حزن شديد، مشيرا إلى أنه كان بمثابة الأب والأخ ولا يستطيع تحمل فراقه ولكن قضاء الله وقدره.
 
وكان محافظ الغربية طارق رحمي، قرر إطلاق اسم الدكتور محمد مشالي، الشهير باسم طبيب الغلابة، على المركز الطبي بشارع سعيد بمدينة طنطا، تقديرا لجهوده وخدماته الطبية التي قدمها لأهالى الغربية طوال فترة حياته.
 
يذكر أن الدكتور محمد مشالى من مواليد قرية ظهر التمساح التابعه لمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة وانتقل إلى محافظة الغربية منذ الصغر واستقر مع أسرته، كما تم تعيينه بالقطاع الريفى بمحافظة الغربية وتم ترقيته لمنصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة.
 
 
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق