تحذير أخير من اللجنة العلمية لمكافحة كورونا: نسيطر على الفيروس لكن لم ننتصر عليه

السبت، 01 أغسطس 2020 08:10 م
تحذير أخير من اللجنة العلمية لمكافحة كورونا: نسيطر على الفيروس لكن لم ننتصر عليه
فيروس كورونا
أحمد سامي


الدكتور حسام حسني: اطمئنان المواطنين بأن كورونا انتهت "يقلقنا".. و"الموجة الثانية" مستبعدة
 
بعد التراجع الملحوظ في عدد أصابات كورونا، والوفيات أيضاً بات السؤال الآن، هل ستصل مصر إلى "صفر" كورونا، ومتى سيحدث ذلك؟.. 
 
الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، قال أنه كان هناك توقع منذ فترة كبيرة أن يكون شهر يونيو هو "ذروة كورونا" في مصر، وأن يكون أول أسبوعين في يوليو هما مرحلة "الثبات"، ثم يبدأ الانخفاض التدريجي في أعداد الإصابات، فلأول مرة يوم 23 يوليو تشهد مصر نسب تعافي أعلى من عدد الإصابات، كما استطعنا الهبوط خلال أسبوعين لتقليل عدد الوفيات أكثر من 50%، وتصبح النسبة 4.9%.
 
وأضاف حسني، لـ"صوت الأمة": "وصلنا حالياً إلى نسبة تعافي تصل لـ35%، وهذه النسبة ستكون أفضل خلال الفترة المقبلة، وهو ما يدل على أن البروتوكول العلاجي في الحالات البسيطة والمتوسطة والشديدة الذى اتبعته مصر كان له نتائج جيدة، كما أننا بدأنا مراجعة أنفسنا لرصد الحالات الشديدة مبكرًا، مما ساهم في تقليل نسبة الوفيات"، مشيراً إلى أن الإجراءات التي قامت بها مؤسسات الدولة مجتمعة وعلى رأسها وزارة الصحة أوقفت انتشار الفيروس، وساعد في ذلك وعي المواطنين والرسائل التي استطعنا إيصالها للناس بصورة سليمة، وكل ذلك يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح.
 
وأوضح رئيس اللجنة العلمية لكورونا، أن فيروس كورونا أصبح أضعف مما كان عليه في بداية ظهوره، لكن التخوف الذى يسيطر على كافة المسئولين الآن، أن يكون لدى المواطنين اطمئنان بأن الفيروس قد انتهي، وقال "هذا غير حقيقى، لأننا حتي الآن نسيطر قدر الإمكان على المرض لكننا لم ننتصر عليه، وفي أي لحظة من الممكن أن نفقد السيطرة، لذلك نعمل دوماً بحذر شديد حتى لا تعود المشكلة مرة أخرى، ، وهذه الحقيقة تؤكد أن التزام الحذر واستكمال الإجراءات الاحترازية أهم سلاح لدينا الآن لاستكمال المرحلة الحالية، لذلك فإن الدولة نفسها مستمرة في إجراءاتها الاحترازية وعلى الناس الالتزام أيضًا بالإجراءات الاحترازية".
 
وأكد الدكتور حسام حسني أن هناك احتمالية غير مؤكدة بحدوث موجة ثانية للفيروس، لكن الدولة ستكون مستعدة لها أكثر من الموجة الأولي، وقال "اكتسبنا خبرات في مواجهة فيروس كورونا بمنظومة صحية قوية، وجاهزون بالمستشفيات والطواقم الطبية والبروتوكول العلاجي، وكذلك هناك اتفاقات على اللقاحات الجديدة فور ثبوت فاعليها وأمانها سواء لقاح أكسفورد أو اللقاح الصيني، فنحن اليوم نتخذ الكثير من الإجراءات الاستباقية لمواجهة أي طارئ".
 
من جانبه قال الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن هناك بعض الأسباب لانحسار عدد الإصابات بفيروس كورونا في مصر خلال الفترة الماضية، في مقدمتها الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها من الدولة في كافة القطاعات، فمنذ بداية الأزمة عملت الدولة علي اتخاذ قرارات حازمة للحد من انتشار الفيروس، وقامت بتطبيق حظر جزئي للحرص علي تطبيق التباعد الاجتماعي وقامت بحملات توعية للمواطنين وإلزامهم بارتداء الكمامات لتقليل فرص انتشار العدوي.
 
وأضاف حداد، أن فيروس كورونا أصبح أقل تأثيرا بعد أن وصل إلي قمة الوباء وبدأ تحوره، فكلما زاد الفيروس انتشارا زاد ضعفا، ومن المتوقع أن تتراجع الإصابات والوفيات خلال الفترة المقبلة، مشددًا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية فعلى الرغم من انخفاض معدل الإصابات لكن مازال هناك خطورة على فئات كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فمعدل انخفاض الإصابات ليست بسبب ضعف الفيروس هذه الفترة فقط، لكن الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة ساهما بنسبة كبيرة في التخفيف من حدة الفيروس ومن أعراضه وانتشاره، لذا يجب الاستمرار في الإجراءات الاحترازية حتى نتوصل لإيجاد لقاح لهذا الفيروس.
 
وأوضح الدكتور أمجد الحداد، انه ليس هناك دليل طبي على إمكانية حدوث موجة ثانية من الفيروس، وقال "في الأنفلونزا الإسبانية كانت هناك موجة ثانية وكانت أعنف من الموجة الأولى، وعلى النقيض نجد فيروس " السارس " وهو أحد الفيروسات التاجية مثل كورونا، لكن لم نجد له موجة ثانية على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات به وأصبح ضعيفًا، بل وتحول إلى فيروس شبة موسمي"، مشيراً إلى أنه في حالة وجود موجة ثانية من الفيروس، سيتم التعامل معها بنفس الإجراءات الاحترازية المتخذة.
 
ورغم انحسار الاصابات والتراجع الملحوظ في أعداد الاصابات والوفيات إلا أنه هناك مخاوف كبيرة من زيادة الأعداد مرة أخري اذا لم يتم اتخاذ الاجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، خاصة خلال إجازة عيد الأضحي، خوفاً من تكرار ما حدث خلال أجازة عيد الفطر، حيث شهدت مصر حينها زيادة كبيرة فى أعداد الإصابات، نتيجة عدم وعي المواطنين بخطورة الموقف والتجمعات الكبيرة التي شهدتها تلك الفترة.
 
وتؤكد النائبة إيناس عبد الحليم وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، أن الحكومة تعاملت خلال الفترة الأخيرة بخطة قوية، وذلك من خلال وضع حزمة من الإجراءات الاحترازية والوقائية للتعامل مع أزمة فيروس كورونا، ومع انخفاض أعداد الإصابات لابد أن يكون هناك مزيد من الحرص لدى المواطنين لعدم زيادة أعداد الإصابات مرة أخرى، خاصة أن الفترة التى أعقبت عيد الفطر الماضى شهدت زيادة كبيرة فى أعداد الإصابات.
 
وأشارت إيناس عبد الحليم لـ"صوت الأمة" إلى أهمية الالتزام الكامل من قبل المواطنين بالإجراءات الوقائية والاحترازية المتمثلة فى التباعد الاجتماعى والحرص على ارتداء الكمامة فى المناطق المزدحمة وغسل الأيدى باستمرار، لضمان عدم زيادة الاعداد، مؤكدة أن العالم بعد أزمة فيروس كورونا غير العالم قبلها، وعلى الجميع أن يدرك هذا الأمر، والجميع يتعامل مع الأمور من هذا المنطلق، ويكون الجميع حريص على نفسه وعلى أسرته ومن يعول وبالتالى المجتمع، موضحة أن تدخل الحكومة لإنقاذ النظام الصحي، عبر إضافة 320 مستشفى إلى قوة مستشفيات العزل نهاية شهر، مع الاعتماد على "حقائب العلاج" التي وصل عددها إلى 2 مليون جرعة للعلاج المنزلي و8 مليون حقيبة للمخالطين، جرى توزيع أكثر من 24 ألف جرعة منهم على المقيمين في الحجر المنزلي وما يفوق 170 ألف حقيبة للمخالطين، ساعد الدولة علي حصار فيروس كورونا وأدي إلي تراجعه والسيطرة عليه وهو ما أدي إلي انحسار أعداد الاصابات والوفيات.
 
واتخذت الحكومة عدة قرارات خلال إجازة عيد الأضحي المبارك، منها غلق المحال التجارية والحرفية، بما فيها محال بيع السلع وتقديم الخدمات، والمراكز التجارية «المولات»، الساعة 10 مساء، كما تضمنت القرارات السماح باستقبال الجمهور بالمقاهي والكافيتريات والمطاعم، وما يماثلها من المحال والمنشآت، ومحال الحلويات ووحدات الطعام المتنقلة، حتى الساعة 12 منتصف الليل.
 
وقررت الحكومة استمرار غلق الشواطئ العامة، والحدائق العامة والمتنزهات، على أن يتم النظر بعد عيد الأضحى في إمكانية السماح بدخول 50% من الطاقة الاستيعابية، وذلك للحدائق والمتنزهات التي يتم الدخول إليها عن طريق تذاكر الدخول، لسهولة التحكم في عدد المرتادين من خلال التذاكر التي ستتم طباعتها يومياً. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق