السراج يستعين بـ"عراب الخراب"

السبت، 01 أغسطس 2020 08:18 م
السراج يستعين بـ"عراب الخراب"
فائز السراج
محمود على

 
زيارة مشبوهة للصهيونى برنارد ليفى إلى مصراتة تفضح نوايا مرتزقة تركيا لتدمير ليبيا
 
"برنارد ليفى"، مفكر فرنسى صهيونى، ملقب في المنطقة بـ"عراب الخراب"، ففي 2011 ظهر في ليبيا وبعدها تحولت ليبيا إلى الاقتتال الأهلى، والأسبوع الماضى عاد مرة أخرى إلى ليبيا، وتحديداً مدينة مصراتة، في حراسة ميليشيات "الوفاق" الإخوانية، والمدعومة من تركيا، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات جحول مغزى هذه الزيارة، وعلاقة تركيا بها، ولماذا حظى "ليفى" بحماية "الوفاق" ورئيسها فائز السراج الذى كان متواجداً بالعاصمة التركية أنقرة في ضيافة أردوغان حينما كان "ليفى" يزور مصراتة.
 
وكشف ليبيين أن برنارد ليفي تقدم بطلب للسراج لزيارة ليبيا لتغطية ما زعم أنها مقابر جماعية وجرائم حرب يدين عن طريقها جانب الجيش الوطني الليبي لصالح وسائل إعلام أجنبية مثل وول ستريت جورنال، وفقا لقناة ليبيا الحرة، رغم أن شخصية "ليفى" معروفة للجميع، فلم يعمل صحفياً، ومعروف عنه عمله لصالح أجهزة مخابرات دولية، تستخدمه لتوصيل رسائل إلى الميليشيات الإرهابية.
 
وارتبط اسمه برنارد ليفي بالفوضى وكل مكان تدور فيها أحداث سياسية مشتعلة من شأنها تغيير خريطة الدول العرية، في البداية ظهر داخل السودان قبل التقسيم، ومنها إلى البوسنة والهرسك، وفي مصر، ثم انتقل ليبيا، ومنها إلى سوريا، وظهر في أوكرانيا، ثم داخل إحدى مراكز الاقتراع في استفتاء كردستان.
ومن على شاشة قناة "ليبيا الأحرار" التابعة لحكومة الوفاق والتي تبث من تركيا ظهر "ليفى" متحدثاً عن زيارته، وقال أنه حصل بالفعل على تأشيرة من الوفاق، مكرراً مزاعمه السابقة حينما ظهر في ليبيا في 2011، بقوله "أنا أريد السلام ووحدة ليبيا والديمقراطية ونهاية الحرب، لأنهم عانوا الكثير من هذه الحرب، وهم عانوا من داعش والقذافي، أنا هنا لكي أدعم الليبيين، الذين عانوا طويلا، ويجب أن ينتهي كل شيء، كفى معاناة، كفى حربا".
 
وفضحت هذه المداخلة كذب وإدعاءات حكومة الوفاق ومؤيديها داخل مصراتة بشأن ما نشر عن زيارة المفكر الصهيوني برنارد ليفي، حيث كان قد أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بيانا ادعى فيه أن لا علاقة ولا علم له بزيارة ليفي كما لم ينسق معه بشأنها، وأنه اتخذ إجراءاته بالتحقيق في خلفية هذه الزيارة لمعرفة كافة الحقائق والتفاصيل المحيطة بها.
وقال الدكتور محمد مصباحي رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشائخ وأعيان لييبا، أنم من استقبلوا الصهيوني برنارد ليفي هم الدخلاء، موضحاً أن ليفي هو شخص يحمل ويسعى لتنفيذ مخططات صهيونية، واستقبله الإخوان، وهم لا يفرقون كثير عنه فالطرفين لهم نفس الأهداف وهو بث الخراب والدمار في المكان الذي يحلون عليه.
 
وينضم ليفى إلى قائمة طويلة من الجرائم التي ترتكبها تركيا وميليشياتها الإرهابية في ليبيا، قائمة تضم مرتزقة سوريين.. فوضي أمنية.. قصف المدنيين.. انتشار للأسلحة.. اغتيالات.. سرقات وسطو على المحلات، فالنظام التركي الذي يدعي دفاعه عن الديمقراطية والشرعية في ليبيا، متحججا باتفاقيات لم يصوت عليها البرلمان الليبي، حول الغرب الليبي وبالأخص المدن التي تسيطر عليها حكومة الوفاق إلى مدن أشباح لا أمان فيها ولا استقرار يذكر، فلا صوت يعلو بالعاصمة طرابلس الآن فوق صوت سلاح الإرهابيين واشتباكات الميليشيات التابعة للأتراك، تتزامن مع استغاثات الليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، التي تكشف حجم المأساة التي تعيشها أبناء الغرب تحت الاحتلال التركي وحكم المرتزقة السوريين.
 
وبات من المألوف أن يرى المواطن الليبي المقيم في الغرب، المرتزقة السوريين يتجولون في الشوارع حاملين الأسلحة مهددين العامة والأهالي، والهدف بحسب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هو الدفاع عن الحكومة التي يصفها بالشرعية في حين لم يرى احدا غيره ذلك، والشاهد هو تحول الدولة المدنية التي يحلم بها الليبيون إلى دولة عصابات يحكم فيها الميليشياوي والمرتزق بقوة السلاح.
 
ولم تمر الا أيام قليلة على تصريح أردوغان "الغريب" الذى زعم فيه رغبته في إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا بعد تحويلهم البلاد إلى بحر من الدم، لكن بعدها مباشرة رد مرتزقته الذين نقلهم إلى ليبيا بفيديو جديد يفضح إدعاءاته بشأن عدم مسؤوليته عن إغراق ليبيا بالمسلحين والمرتزقة، حيث خرج فيديو جديد يظهر فيه مئات من المرتزقة السوريين وهم يتلقون التدريبات العسكرية، مرتدين الأزياء الأمنية الليبية ضمن "القوة المشتركة" التابعة لحكومة الوفاق داخل كلية الشرطة بطرابلس، الأمر الذي كشف أكاذيب أردوغان ويكشف مسؤوليته الرئيسية في إغراق العاصمة طرابلس والغرب الليبي بشكل عام بالمرتزقة السوريين والمتشددين الأجانب أصحاب الجنسيات الأخرى.
 
كما زادت مقاطع الفيديو من الشكوك التي أثيرت بشأن وجود توجه لدى ميليشيا الوفاق الليبية لإدماج المرتزقة السوريين إلى المؤسسات الأمنية الليبية، خاصة أن الوفاق تدفع لهم رواتب تقدر بنحو 2000 دولار من خزينة الدولة الليبية وثروات الليبيين.
 
وفي وقت سابق نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقريرا له عن مصادر أن تركيا أرسلت مجموعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا، ليصل حصيلة السوريين المتواجدين في العاصمة طرابلس الذين يقاتلون بجانب حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي نحو 16 ألف مقاتل.
 
وتدعم تركيا حكومة الوفاق بالطائرات المسيرة والمرتزقة السوريين، بالإضافة إلى إرسال المعدات العسكرية الثقيلة في حربها ضد الجيش الوطني الليبي، ولا تخفي إنشائها جسراً جوياً يربط بين إسطنبول وطرابلس لإرسال المقاتلين الأجانب في تحد واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لكن تركيا لم تكتف بكل هذه الانتهاكات وفقا لمراقبين، بل تحاول أن تفرض نفوذها أكثر لتنفيذ أجندتها في ليبيا.
 
ولم يكن هذا الفيديو الأول الذي يكشف عن أماكن تدريب المرتزقة السوريين في ليبيا، فسبق وأن نشر مقطع فيديو يظهر فيه مجموعة من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا والمنتشرين بالعاصمة الليبية طرابلس، وهم يتلقون تدريبات في معسكرات العاصمة طرابلس، كما أظهرت صور تداولتها حسابات سورية على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعات للمرتزقة السوريين في معسكر اليرموك جنوب العاصمة وبالتحديد في منطقة خلة الفرجان، للحصول على المرتبات المتأخرة نظير قتالهم بجانب ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي.
 
ووفقا للمصادر فإن عدد المجموعة المنتمية إلى فصائل سورية والتي ظهرت في المقاطع السابقة داخل ليبيا 1000 عنصر منهم عناصر جديدة وصلت مؤخرًا، انضمت إلى المجموعة القديمة المتواجدة في العاصمة منذ يناير الماضي تحت رعاية وأشراف المخابرات التركية.
 
وعلق مستشار رئيس مجلس النواب الليبي فتحي المريمي على هذه التقارير في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" وقال إن تركيا تعمل مع كل الميليشيات الإرهابية والمرتزقة سواء في سوريا ومالي والصومال أو الدول أخرى لإرسالهم إلى ليبيا، موضحاً أن الأموال التي تدفعها حكومة الوفاق الغير شرعية لتركيا تستخدم الأخيرة جزءا منها في استقدام الإرهابين لتدمير ليبيا، مؤكدا أن كل هذه المحاولات التي تنتهك الدولة الليبية والقوانين الدولية ذات الصلة لن يسمح باستمرارها الليبيين الذين سيكون لهم الكلمة في النهاية بإسقاط هذا الاستعمار وطرده من كل ليبيا.

مصراتة مركز عمليات الأتراك 
ويتحصن عدد كبير من الميلييشيات المسلحة والتنظيمات المتشددة في مدينة مصراتة، فمنها خرج الدعم لمجالس شورى بنغازي ودرنة وإليها عاد متطرفي جماعة الإخوان ليبسطوا سيطرتهم عليها، بعد سنوات من الشتات بين بريطانيا وفرنسا وسويسرا وسجون حكم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
"مصراتة" الآن تحولت إلى قبلة للمرتزقة السوريين، تهبط على أراضيها طائرات تحمل مجموعات خطرة من كل الأماكن استقدمهم أردوغان ليكونوا في الصفوف الأمامية لعدوانه على ليبيا لنهب ثرواتها وسرق مقدراته.
 
"مصراتة" التي تقع في غرب البلاد وكان لها دور رئيسي في إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، تمكن من أطلقوا على أنفسهم ثوار خلال أحداث فبراير 2011، الذين ينتمون لتنظيم الإخوان والقاعدة، من السيطرة على المدينة، لتستطيع بعدها تشكيل رؤوس لجماعات متشددة، تسلح من خلالها الميليشيات التابعة لحزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان في ليبيا.
وعرف عن مدينة مصراتة ارتكاب أبشع الجرائم في العهد الليبي الجديد، فبعد أحداث فبراير هاجمت كتائب ومليشيات مسلحة من مصراتة مدينة "تاورغاء" في عملية راخ ضحيتها آلالاف من شباب المدينة هجر على إثرها النساء والأطفال والشيوخ من مدينتهم، وذلك بسبب اتهامات واهية وجهتها مصراتة لأهالي مدينة تاورغاء تتعلق بوقوفهم مع النظام الليبي السابق.
 
ومنذ إعلان أروغان التدخل عسكريا في ليبيا بعد التوقيع على اتفاقيتين أمنية وبحرية، استغل الأتراك مصراتة ليجعلها مركزاً لاستقبال المرتزقة السوريين، وغرفة عمليات العدوان العسكري على ليبيا لنهب ثروات الليبيين.
 
ووقع اختيار أنقرة لمصراتة لتكون واحدة ضمن المدن التي تخطط أن تنشأ قواعد عسكرية بها واستخدام مينائها لترسو فيها السفن التركية المحملة بالأسلحة والمرتزقة عبر البحر، وهو الأمر الذي أحدث ردود فعل غاضبة في الأوساط الليبية، وبخاصة شرق وجنوب البلاد، وقال المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، إن تركيا بدأت بتحويل مدينة مصراته إلى قاعدة لإدارة عملياتها وللانطلاق نحو منطقة الهلال النفطي، حيث اتخذت منشآت حيوية في المدينة لتمركز الميليشيات المسلحة، وأرسلت لها المعدات والقوات، مضيفاً أنها تواصل بالتوازي مع ذلك تعزيز تواجدها العسكري في قاعدة الوطية الجوية.
 
بالإضافة إلى ذلك، كشفت تقارير أجنبية عن رصد أقمار صناعية صور لتواجد طائرات تركية مسيرة من النوع بيراقدار بي تو داخل مدينة مصراته، وهى طائرات تستخدمها أنقرة في قصف المدنيين ومؤن الليبين وتهدد من خلالها الآمنين في منازلهم، ولعبت دوراً كبيراً في المعارك الأخيرة دعماً لميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي.
 
واستقبلت طرابلس ومصراتة قبل نحو أسبوعين وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار مرحبتان بالاستعمار التركي، وكان في استقباله وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا، وعدد من الضباط الأتراك، قبل أن يزور غرفة العمليات التركية المشرفة على العمليات العسكرية، وتشغيل الطيران المسير، وقام بجولة تفقد فيها عناصر الجيش التركي بالغرفة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق