ذبحنا الخروف فأين العيد؟

السبت، 01 أغسطس 2020 11:11 م
ذبحنا الخروف فأين العيد؟
حمدي عبد الرحيم

ذهبت إلى قريتي التمساحية بمحافظة أسيوط لقضاء أيام عيد الأضحى مع عائلتي، ذهبت بمفردي تاركًا أولادي في القاهرة ، وذلك لخوفي من الكورونا ، عندما عرف كثيرون سبب عودة أولادي ضحكوا ساخرين :" يا رجل كنت عاقلًا عن أي كورونا تتحدث ؟".
 
لا وجود لأدنى درجات الاهتمام بكورونا في قريتي ، الإجراء الوحيد الذي رأيته كان في المساجد فقط ، فكل المصلين يحرصون على التباعد وعلى أن يحمل كل واحد سجادته الخاصة ، غير ذلك فلا يتحدث أحد مجرد حديث عن الوباء ، هناك مظهر آخر من مظاهر الإجراءات الاحترازية وهو الغياب الكامل لعادة القبلات ، لكن مع حضور أكيد للمصافحة القوية التي قد تستغرق وقتًا يكفي لنقل ألف فيروس وليس فيروسًا واحدًا .
 
ثم جاء العيد فغابت تكبيرات المساجد وبهجة التزاور ، فالكل ملتزم ببيته يذبح أضحيته في صمت لم نعتده ، حتى الألعاب المزعجة  التي يحرص عليها الأطفال لم تكن حاضرة ، فلا بمب ولا مفرقعات ولا شماريخ ، لا شيء من كل طقوس العيد سجل حضوره .
 
هذا ثاني أعجب عيد مر بي بعد عيد رمضان ، والمشكلة أن الجميع يعلم علم اليقين أن كورونا هو سبب كل  هذا الصمت الذي هيمن على يومنا ، ومع هذا العلم اليقيني لا يهتم أحد!
الجميع يتعامل مع الوباء كأنه أمر يخص العاصمة أو يخص الذين في التلفزيون والجرائد ، من أين جاء هذا التجاهل لكارثة أضرت بالعالم كله بل جعلت دولًا عظمى تركع طالبة المعونات والمساعدات؟.
قلت لأحدهم : من المرجح أن تأتي موجة ثانية من كورونا وقد تكون أشد من الموجة الأولى.
فهز كتفيه في استهانة وقال : ولو جاءت موجة عاشرة فسنتعامل معها تعاملنا مع دور برد!
قلت له : ولكن كورونا ليس نوبة برد تمضي بأقل الخسائر .
رد قائلًا : ليس لدينا ما نخسره.
هنا سكت فلم يعد للنقاش معنى ، فثمة اقتناع عام بأن كورونا هو فعل يخص الآخرين !
ومواجهة تلك القناعة العجيبة تحتاج إلى أفكار من خارج الصندوق لكي لا نصحو على كارثة لا نعرف لها حلًا .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة