نبوءة القذافي تتحقق بعد 9 سنوات من مقتله وصراع النفط والمال يمهد لاحتلال ليبيا

الأحد، 02 أغسطس 2020 10:00 م
نبوءة القذافي تتحقق بعد 9 سنوات من مقتله وصراع النفط والمال يمهد لاحتلال ليبيا
القذافى

 
يبدو أن نبوئة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، قد تحققت بعد 9 سنوات من مقتله، وهو الذي تنبأ بوجود أطماع دولية في النفط الليبي واستعمار أراض بلاده، وهو ما سلطت عليه صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية، الضوء في تقرير نشرته، أوضحت فيه تحقق نبوئة القذافي، بشأن تصارع القوى الأجنبية على النفط الليبي، وتوقعه بوجود مؤامرة للسيطرة على الأراضى الليبية واستعمارها مرة أخرى.
 
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أنه عندما شن المتمردون الليبيون وطائرات حلف الناتو، هجومًا على طرابلس، في اغسطس 2011 ألقى معمر القذافي، خطابًا تليفزيونيا، دعا فيه كل مؤيديه إلى الدفاع عن ليبيا، من الغزاة الأجانب، وأن هناك مؤامرة للسيطرة على النفط الليبي والأراضي الليبية، لاستعمار ليبيا، وقال: (هذا مستحيل وسوف نقاتل حتى آخر رجل وامرأة للدفاع عن ليبيا من الشرق إلى الغرب، من الشمال للجنوب).
 
بعد خطاب العقيد معمر القذافي، بشهرين، قتل في اكتوبر بمسقط رأسه بمدينة سرت الليبية.
 
وأشارت الأوبزيرفر البريطانية، أنه بعد مرور 9 سنوات، من مقتل القذافي، اندلعت حرب أهلية ثانية، وأن إعلان القذافي، لم يكن بعيدًا عن الحقيقة، فمع تراجع أمريكا، عن دورها الذي لعبته في سقوطه، تدخلت مجموعة القوى الإقليمية في الشأن الليبي، وانتقلت المعركة إلى سرت، التي هي بوابة الهلال النفطي في ليبيا، وتلوح في الأفق مواجهة محتملة للسيطرة على ثروتها النفطية.
 
وذكرت الصحيفة، أن ثروات سرت التفطية تحولت بعد مقتل العقيد القذافي، فتلك المدينة التي كانت في عهده استعراضا لامعًا لرؤيته لأفريقيا، إذ تم تدمير الفيلات الموجودة وإرهاب المدينة من جانب تنظيم داعش والمليشيات الموالية لها، قبل طرد الجهاديين عام 2016، وغُمرت المدينة بالأسلحة والمقاتلين خلال الأسابيع الأخيرة، إلى جانب تعبئة القوات الموالية لحكومة فائز السراج، في طرابلس، على جانب واحد من خط المواجهة، مقابل القوات القتالية الموالية للمشير خليفة حفتر، المعين من جانب البرلمان المتنافس في طبرق، على الجانب الآخر، في انتهاك للحظر الدولي المفروض على الأسلحة.
 
ويعد أعظم كنز في ليبيا، الأن، إذ أن أكبر الاحتياطيات النفطية في القارة الأفريقية، تقع غالبية حقوله في حوض سرت، حيث تبلغ قيمتها مليارات الدولارات سنويًا، غير أن الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، يفرض سيطرة على سرت، وحصارًا على صادرات النفط منذ شهر يناير الماضي، ما أدى لانخفاض الإيرادات بسبب تراجع الإنتاج اليومي من مليون برميل يوميا، إلى 100 ألف برميل في اليوم.
 
وفي هذا الصدد، قالت كلوديا جازيني، المحللة البارزة في الشأن الليبي، بمجموعة الأزمات الدولية، (إنه حتى مع استمرار الحشد العسكري بمدينة سرت، فإن الوضع في طريق مسدود بشكل أساسي، بينما الطريقة الغير عسكرية الوحيدة للخروج من هذا النفق المظلم، يأتي في شكل اتفاقية بشأن تقاسم عائدات النفط، إذ أنه لسوء الحظ، فمن غير المحتمل تخلي أي من الجانبين عن هذه الأصول المهمة، فالاعبون في طرابلس، لا يفضلون التحرك نحو سيرت، وسيكون من الخطر على تركيا، المخاطرة بصراع مباشر مع الروس أو المصريين، غير أن الوضع الراهن ليس مستدامًا، وطالما يزال حفتر يجلس على النفط ولا توجد عائدات تسير نحو طرابلس، فإنه هو المسيطر حتى الأن).
 
وأشارت الصحيفة، إلى أنه من المقرر بدء المراجعة الخارجية للبنك المركزي الليبي هذا الأسبوع، وهو من شأنه المساعدة في تمهيد الطريق لإنهاء الحصار النفطي المفروض منذ يناير 2020.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة