قنبلة ترامب وتعقل جنبلاط

الأربعاء، 05 أغسطس 2020 01:47 م
قنبلة ترامب وتعقل جنبلاط
حمدي عبد الرحيم يكتب:

الانفجار المروع الذي تعرضت له العاصمة اللبنانية بيروت جعل العالم كله يقول إنه متعاطف ومتضامن مع لبنان.
 
كلنا نعرف أن الكلام ليس خاضعًا لأي ضريبة ولا لأي رسوم جمركية، فمن شاء أن يظهر تعاطفه لن يتكلف شيئًا سوى كاميرا تبث تعاطفه او لوحة مفاتيح يكتب عليها أسمى آيات التعاطف مع لبنان، وقد دخلت موجة التعاطف إلى نفق مظلم ومضحك، فحتى تل أبيب التي هي تل ابيب عرضت إرسال جماعات من جنودها إلى داخل بيروت للمساعدة في عمليات الإنقاذ! .
 
لا نملك إلا أن نقول للمتعاطفين: شكر الله سعيكم.
 
ولكن يبقى السؤال الحقيقي الذي بناء على إجابته سيتقرر مصير ليس لبنان فحسب، بل كل تلك المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي الكبير.
 
السؤال هو: كيف وقعت الكارثة؟
 
الرئيس الأمريكي الذي يفتي فيما هو فوق العرش وفيما هو تحت الثرى انتهز فرصة الكارثة ليدلي بدلوه ، ففي بداية مؤتمره الصحفي اليومي حول فيروس كورونا  في البيت الأبيض، أكّد ترامب تعاطف الولايات المتحدة مع لبنان، مكرّرًا  استعداد بلاده لمساعدته. 
 
وقال : "لدينا علاقة جيّدة جدّاً مع شعب لبنان، وسنكون هناك للمساعدة. يبدو كأنّه اعتداء رهيب، قابلتُ جنرالاتنا، ويبدو أنّه لم يكن حادثاً صناعيّاً. يبدو، وفقاً لهم، أنّه كان اعتداء. كان قنبلة ما، نعم "!.
 
تصريحات ترامب كانت ستكون في غاية الخطورة والأهمية لو أنها صدرت عن غيره ، ولكن لأنه ترامب كثير الكلام الذي يحترف إطلاق التصريحات المربكة فقد ذهبت تصريحاته أدراج الرياح، خاصة بعد أن نفى عسكريون أمريكان للصحافة الأمريكية فرضية القنبلة التي ألقاها ترامب.
 
على الناحية الأخرى من جنوح ترامب هناك تعقل أظهره السياسي اللبناني الشهير وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، غرد عبر حسابه بـ"تويتر" متسائلاً: "نعم سننتظر التحقيق لكن لصالح من أتت تلك المواد القابلة للتفجير، ولماذا بقيت هذه المدة الطويلة في مرفأ بيروت إلا إذا كانت هناك فرضيات أخرى؟".
 
هذا هو السؤال الذي ستفتح إجاباته أبواب الجحيم على كثيرين، ولكن تجاهل الإجابة معناه أن لبنان بل كل الوطن العربي معرض لما هو أقسى من تفجير أحدث كل هذا الخراب الذي بثته الفضائيات على الهواء مباشرة.
 
لا لبنان ولا الوطن العربي كله يمتلكان ترف دفن الرأس في الرمال ، لأبد من مواجهة الحادث الكارثي بما يليق به من اهتمام ، سننتظر مع المنتظرين نتائج التحقيقات التي إن لم تكن عاجلة وعادلة وشفافة فقل على المنطقة كلها السلام.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق