لبنان تنزف دما عبر تاريخها.. كارثة مرفأ بيروت ليست الأولى

الجمعة، 07 أغسطس 2020 12:19 ص
لبنان تنزف دما عبر تاريخها.. كارثة مرفأ بيروت ليست الأولى

بيروت الجريحة دائما تنزف وتأن فعلى مدار تاريخ لبنان والكوارث والحروق تلاحقها ما بين العدوان الخارجي أو تفرق وتمزق الطوائف الداخلية، وما أن لبثت لبنان تستفيق من أزماتها حتى حلت كارثة انفجار مرفأ بيروت والذي دمر العاصمة اللبنانية  وتسبب في مقتل 137 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من خمسة آلاف لينضم لقائمة الكوارث المدمرة التي عصفت ببيروت في القرون الماضية وألحقت بها أضرارا جسيمة.
 
تعرضت بيروت للخراب والتدمير على يد الملك الهليني ديودوتس تريفون (Diodotus Tryphon) أثناء صراعه مع الملك أنطيوخوس السابع على العرش السلوقي المقدوني، عام 140 قبل الميلاد،  وقد أعيد لاحقا بناء هذه المدينة على الطراز الفينيقي وحملت اسم لاوديسيا (Laodicea) الفينيقية كما اتجه بعض المؤرخين لتلقيبها بلاوديسيا الكنعانية.
 
وخلال عام 64 قبل الميلاد، تمكن جنود وجنرالات القائد الروماني بومبيوس من احتلال هذه المدينة التي نالت اسم "بيريتوس" ولقّبت أيضاً بـColonia Iulia Augusta Felix Berytus نسبة لجوليا، الابنة الوحيدة لإمبراطور روما أغسطس.
 
لم تكن الكوارث البشرية وحدها التى عصفت ببيروت ولكن تكالبت عليها أيضا الكوارث الطبيعية فعام 365، بلغت سواحلها موجات التسونامي التي تلت زلزال جزيرة كريت المقدرة شدته بأكثر من 8 درجات بمقياس ريختر  بلغ ارتفاعها عشرة أمتار امتدت لتضرب خاصة السواحل الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط مخلفة أضراراً واسعة بمناطق عديدة منها.
 
وما بين القرنين الخامس والسادس، عاشت بيروت على وقع العديد من الكوارث الطبيعية التي تراوحت أساسا بين الهزات الأرضية والفيضانات وجاء أهم هذه الكوارث الطبيعية عام 551 أثناء عهد الملك البيزنطي جستنيان الأول، حيث عاشت المدينة حينها على وقع أسوأ أزماتها بسبب زلزال بلغت شدته 7.5 درجة ونال العلامة X حسب مقياس ميركالي المعدل (Mercalli intensity scale) وسبب موجات تسونامي طالت عدداً من المدن البيزنطية.
 
ووفقا لعلماء الجيولوجيا المعاصرين والنصوص التي تعود لحقبة البيزنطيين ما بين القرنين الخامس والسادس، ضرب زلزال مدمر مناطق لبنان يوم 9 يوليو 551 فخلّف دمارا واسعا وخرّب مدناً عدة بين صور وطرابلس، وقد كانت بيروت ضمن أكثر المدن تضررا بفعل الكارثة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق