أكاذيب الإخوان تصل إلى مرفأ بيروت.. مذيع الجزيرة يمجد الاحتلال العثماني بلعبة "الصوامع" والتاريخ يفضحه

السبت، 08 أغسطس 2020 06:00 م
أكاذيب الإخوان تصل إلى مرفأ بيروت.. مذيع الجزيرة يمجد الاحتلال العثماني بلعبة "الصوامع" والتاريخ يفضحه

لم يتوقف النظام التركي عن تمجيد أكاذيب الدولة العثمانية وجرائمها، منح عناصر أردوغان نفسهم بطولات وهمية، من خلال مؤيديها بالأوهام والأمور المكذوبة عن دولة الاستعمار التركى، والتى حولتها فى نظر البعض إلى أساطير.
 
ويبدو أن إعلام جماعة الإخوان الإرهابية لا يترك أى موقف أو واقعة تحدث إلا ويضع بصمته لتجديد انتمائه للاستعمار التركى، وتمجيد دولة العثمانيين الاستعمارية، وكانت هذه المرة بصورة أكثر دناءة، حيث استغل أحمد منصور الإعلامى بقناة "الجزيرة" انفجار مرفأ بيروت فى التمجيد بالاستعمار التركى وتركيا، متغاضياً عن أى رسائل لدعم الشعب اللبنانى المتضرر من ذلك الانفجار.
 
421559-منشور-احمد-منصور-الاعلامي-الاخواني
 
وكتب المذيع الإخوانى قائلاً عن حسابه "صوامع الحبوب الخرسانية هذه هى الوحيدة التى صمدت أمام قوة الانفجار وعملت كمصدات حمت الأبراج التى خلفها، بناها العثمانيون حينما قاموا بتجديد الميناء قبل 150 عاما مرفأ لبنان بناه العثمانيون، هذا هو الاستعمار التركى؟!".
 
لكن هل فعلا كان للعثمانيين يد فى بناء أو تجديد مرفأ لبنان، أو هناك ما بقى فى المرفأ التاريخى كان من عهد دولة سلاطين العثمانيين؟، الحقيقة أنه بالعودة إلى المراجع التاريخية، فيبدو حديث مذيع الجزيرة أحمد منصور، يدل على جهله بالأمور، ومحاولة نسبه إنجازات الغير إلى دولة آل عثمان، التى تسببت بضعفها فى احتلال بيروت، وسيطرة الانتداب الفرنسى على ثروات البلاد.
 
 
الأصول التاريخية للمرفأ
 
ظهر مرفأ بيروت تاريخيا منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد وفى العهد الرومانى أصلحه الإمبراطور أوغسطس، وعندما استقر الصليبيون في الشرق أعادوا إنشاء ميناء بيروت وجعلوه على شكل هلال، وذلك حسبما ذكرت أكثر المراجع التاريخية.
 
في حين لم يتطرق الموقع الرسمي لمرفأ بيروت إلى تاريخ بناء صوامع الغلال، وأشار إلى أن اسمه يذكر منذ قبل الميلاد، فى الحروف المتبادلة بين الفراعنة والفينيقيين؛ وخلال العصر الروماني، تطور إلى مركز تجارى واقتصادى. 
 
وخلال العصر الأموى، أصبح مرفأ بيروت مركز الأسطول العربى الأول، أما بالنسبة لعصر الصليبيين، كان لميناء بيروت دور مهم في التجارة البحرية بين الشرق والغرب، وتم تحصين هذا الدور خلال العصر المملوكى عندما تم تحويله إلى مركز تجارى يزوره حجاج الأراضى المقدسة، وبحلول نهاية القرن التاسع عشر، تم تأسيس مرفأ بيروت الحالى.
 
 
مرفأ بيروت
 
إبراهيم باشا ساهم فى تطوير المرفأ
 
ووفقا لكتاب "بيروت ودورها الجهادى منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية العهد العثمانى" تأليف الدكتور حنان قرقوتى، فإن المرفأ ازدهر فى القرن الثامن عشر الميلادى، بفضل تجديده فى عهد الأمير ملحم الشهابى، وفى هذه المكانة الاقتصادية شملت أكثر من قطاع مما دفع التجار الأجانب لاسيما الفرنسيين منهم المقيمين فى عدة مدن ساحلية كصيدا أن يكتبوا إلى حكومتهم لإرسال بعض التجار والصناع إلى بيروت.
 
وأوضح الكتاب أن المرفأ جرى توسيعه فى عهد إبراهيم باشا، نجل الوالى محمد على باشا الكبير، أثناء حروبه ضد الدولة العثمانية، سنة 1830، ما جعله واحد من أكبر موانئ آسيا.
 
دور الانتداب الفرنسى فى ازدهار المرفأ
 
ويوضح كتاب "تاريخ لبنان الاجتماعي 1914 – 1926" تأليف مسعود ضاهر أن مرفأ بيروت فى بدايات القرن الماضى كان يقع فى الأساس تحت إدارة الانتداب الفرنسى الذى كان يعمل على تشجيع التجارة من مرفأ بيروت دون سواه، وبرزت فى هذه الفترة منافسة حقيقة مع مرفأ حيفا بالذات، بالتشجيع من الانتداب البريطانى، وفى الفترة اللاحقة تم النهوض العام بمرفأ بيروت وتوسيعه وتنشطيه، فأضحى مركزا للمنافسة بين طبقتين من الوسطاء، كبار التجار اللبنانيين والفلسطينيين من جهة، وبين رأسماليين استعماريين وانتدابين فرنسى وإنجليزى من جهة أخرى.
 
مرفأ بيروت فى العقود الحديثة
 
وحسبما أشار مركز الأبحاث والدراسات في المعلوماتية القانونية بالجامعة اللبنانية فإن صوامع الغلال قد بُنيت بموجب اتفاقية قرض بين لبنان والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتمويل مشروع صوامع الغلال في مرفأ بيروت، وذلك في مطلع عام 1970.
 
تراث بيروت
 
وذكرت صفحة تراث بيروت، على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أنه فى عام 1887 تم منح امتياز إنشاء المرفأ للشركة الفرنسية ممثلة بيوسف أفندي المطرانى وفى سنة 1889: بداية الأعمال الإنشائية ولكن بخطوات محدودة وخجولة وشبه معدومة، وفى سنة 1893: البداية الفعلية للشركة الفرنسية بأعمال الإنشاء والتعمير، وفى سنة 1960: إعلان الشركة المستثمرة للمرفأ وطنية وتحت وصاية الحكومة اللبنانية.
 
وتم إنجاز الأعمال الإنشائية، وهى بناء سد بحرى لتوسيع وتطوير الميناء، وتم الافتتاح نهاية عام 1894، وفي عام 1960 حصلت شركة لبنانية على حق امتياز لمدة 30 عاما استمر حتى 1990.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق