بعد وفاة اليوتيوبر مصطفى حفناوي.. ماذا قال الشيخ الشعراوي عن اختراق شعاع "الحسد" للجسد؟

الثلاثاء، 11 أغسطس 2020 02:19 م
بعد وفاة اليوتيوبر مصطفى حفناوي.. ماذا قال الشيخ الشعراوي عن اختراق شعاع  "الحسد" للجسد؟
عنتر عبداللطيف

حالة من الجدل أثارتها واقعة وفاة اليوتيوبر مصطفي حفناوي إلإ أن رواد السوشيال ذهبوا إلى أن سبب وفاته الحسد والعين التى أصابته وفق قولهم بعد أن كان يعتزم افتتاح احد الكافيهات فى سلسلة يمتلكها وكذلك تحقيقه مبالغ كبيرة من موقع "يوتيوب" ونشره صورا عبر مواقع لتواصل تظهر مدى سعادته فما حقيقة الحسد وتعريفه وطرق الوقاية منه فى الإسلام؟

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال عن الحسد إنه لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها.

 الشعراوي قال إن الليزر شعاع بيعمل عمليات جراحية دقيقة بلا دم  ليضرب الشيخ الشعراوى بهذا التشبيه مثال خلال إحدي حلقاته بيرنامج لقاء الإيمان عن الحسد.

 
47445-مصطفى-حفناوي1

مصطفى الحفناوى

 تابع الشيخ "الشعراوي":" نحن لا نرى من هم في الظلام و نحن في النور و نرى إذا كنا في الظلام و من نراه في النور فلماذا لا يوجد بالعين شعاع كاليزر يخترق المحسود؟

وقال الشيخ  الشعراوي أن كل انسان يحسد و لكن هناك من يحرس نفسه بالإيمان قائلا: لذلك في القرآن "و من شر حاسد اذا حسد" و شدد على اذا حسد.

وحول كيفة الوقاية من الحسد قال الشعراوي "قرأءة سورة الفلق هي وقاية لكل مؤمن من الحسد وإن أي نعمة أنعم الله عليك بها لا تقول أنني أتيت هذه النعمة بمجهودي و ذكائي ،بل قل ما شاء الله لا قوة الا بالله.

وكانت دار الإفتاء قد قالت  أن الحسد هو أن يتمنى الحاسد زوال نعمة المحسود، وهو حرام بإجماع الأمة؛ لأنه اعتراض على الحق سبحانه وتعالى، ومعاندة له، ومحاولة لنقضِ ما فعله وإزالةِ فضل الله عمَّن أهَّلَه له.

تابعت قال الإمام الغزالي في "إحياء علوم الدين" (3/ 196): [اعْلَمْ أَنَّ الْحَسَدَ مِنَ الْأَمْرَاضِ الْعَظِيمَةِ لِلْقُلُوبِ، وَلَا تُدَاوَى أَمْرَاضُ الْقُلُوبِ إِلَّا بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، وَالْعِلْمُ النَّافِعُ لِمَرَضِ الْحَسَدِ هُوَ أَنْ تَعْرِفَ تَحْقِيقًا أَنَّ الْحَسَدَ ضَرَرٌ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ، وَأَنَّهُ لَا ضَرَرَ فِيهِ عَلَى الْمَحْسُودِ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ، بَلْ يَنْتَفِعُ بِهِ فِيهِمَا، وَمَهْمَا عَرَفْتَ هَذَا عَنْ بَصِيرَةٍ، وَلَمْ تَكُنْ عَدُوَّ نَفْسِكَ وَصَدِيقَ عَدُوِّكَ فَارَقْتَ الْحَسَدَ لَا مَحَالَةَ.

أَمَّا كَوْنُهُ ضَرَرًا عَلَيْكَ فِي الدِّينِ: فَهُوَ أَنَّكَ بِالْحَسَدِ سَخِطْتَ قَضَاءَ اللهِ تَعَالَى، وَكَرِهْتَ نِعْمَتَهُ الَّتِي قَسَّمَهَا بَيْنَ عِبَادِهِ، وَعَدْلَهُ الَّذِي أَقَامَهُ فِي مُلْكِهِ بِخَفِيِّ حِكْمَتِهِ فاستنكرت ذلك واستبشعته، وهذه جناية على حَدَقَةِ التَّوْحِيدِ وَقَذًى فِي عَيْنِ الْإِيمَانِ، وَنَاهِيكَ بِهِمَا جِنَايَةً عَلَى الدِّينِ، وَقَدِ انْضَافَ إِلَى ذلك أنك غششت رجلًا من المؤمنين، وتركت نصيحته، وفارقت أولياء الله وَأَنْبِيَاءَهُ فِي حُبِّهِمُ الْخَيْرَ لِعِبَادِهِ تَعَالَى، وَشَارَكْتَ إبليس وسائر الكفار فِي مَحَبَّتِهِمْ لِلْمُؤْمِنِينَ الْبَلَايَا وَزَوَالَ النِّعَمِ، وَهَذِهِ خَبَائِثُ فِي الْقَلْبِ تَأْكُلُ حَسَنَاتِ الْقَلْبِ كَمَا تأكل النار الحطب، وتمحوها كما يمحو الليل والنهار.

وأما كونه ضررًا عليك فِي الدُّنْيَا: فَهُوَ أَنَّكَ تَتَأَلَّمُ بِحَسَدِكَ فِي الدُّنْيَا أَوْ تَتَعَذَّبُ بِهِ، وَلَا تَزَالُ فِي كَمَدٍ وَغَمٍّ؛ إِذْ أَعْدَاؤُكَ لَا يُخْلِيهِمُ اللهُ تَعَالَى عَنْ نِعَمٍ يُفِيضُهَا عَلَيْهِمْ، فَلَا تَزَالُ تَتَعَذَّبُ بِكُلِّ نِعْمَةٍ تَرَاهَا، وَتَتَأَلَّمُ بِكُلِّ بَلِيَّةٍ تنصرف عنهم، فتبقى مغمومًا محرومًا متشعب القلب ضيق الصدر، قد نَزَلَ بِكَ مَا يَشْتَهِيهِ الْأَعْدَاءُ لَكَ وَتَشْتَهِيهِ لِأَعْدَائِكَ، فَقَدْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمِحْنَةَ لِعَدُوِّكَ فَتَنَجَّزَتْ في الحال محنتُك وغمُّك نقدًا، ومع هذا فلا تَزُولُ النِّعْمَةُ عَنِ الْمَحْسُودِ بِحَسَدِكَ، وَلَوْ لَمْ تَكُنْ تُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ لَكَانَ مُقْتَضَى الْفِطْنَةِ إِنْ كُنْتَ عَاقِلًا أَنْ تَحْذَرَ مِنَ الْحَسَدِ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ أَلَمِ الْقَلْبِ وَمَسَاءَتِهِ مَعَ عَدَمِ النَّفْعِ، فَكَيْفَ وَأَنْتَ عَالِمٌ بِمَا فِي الْحَسَدِ مِنَ الْعَذَابِ الشَّدِيدِ فِي الْآخِرَةِ، فَمَا أعجب من العاقل كيف يتعرض لسخط الله تعالى مِنْ غَيْرِ نَفْعٍ يَنَالُهُ! بَلْ مَعَ ضَرَرٍ يَحْتَمِلُهُ وَأَلَمٍ يُقَاسِيهِ، فَيُهْلِكُ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ مِنْ غير جدوى ولا فائدة.

وأما أنه لا ضَرَرَ عَلَى الْمَحْسُودِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ: فَوَاضِحٌ؛ لأن النعمة لا تزول عنه بحسدك، بل ما قدره الله تعالى من إقبال ونعمة فلا بد أن يدوم إلى أجل غير معلوم قدره الله سبحانه، فلا حيلة في دفعه، بل كل شيء عنده بمقدار، ولكل أجل كتاب] اهـ.

وحول  تعريف الغبطة وحكمها قالت إذا كان الحسد مجازيًّا؛ أي بمعنى الغبطة: وهي أن يتمنى المرء أن يكون له مثل ما لغيره من نعمة، من غير أن تزول عن الغير، فإن ذلك محمود في الطاعة، ومذموم في المعصية، ومباح في المباحات، ومنه ما رواه البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار»، فالحسد هنا بمعنى الغبطة.

ينبغي للمحسود قراءة المعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وقراءة القرآن والذكر بصفة عامة، وعليه بالتعوذات النبوية؛ نحو: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»، وليكثر من الدعاء لله عز وجل أن يصرف عنه السوء والعين والحسد، ولا حرج عليه في طلب الرقية من الصالحين.

ولا ينبغي أن يُعمِل الإنسانُ جانبَ الأوهام والظنون في الناس، فلا يجوز للمسلم أن يسيء الظن بإخوانه ويتهمهم بأنهم حسدوه لمجردِ مصادفةِ أحداثٍ تقع، قد لا يكون لها علاقة بمن يظن فيهم ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم.

يذكر أن  اليوتيوبر على غزلان كان قد كتب عبر صفحته بموقع "إنستجرام": "صديقى مصطفى حفناوى كان معانا وبيضحك وبيهزر عادى.. فجأة حس بمغص فى بطنه وألم فى كتفه اليمين، راح المستشفى على رجله عادى جدا الساعة 1 الظهر تم حجزه وتم تشخيصه بالتهاب فى القولون".

وتابع: "لكن بعد 6 ساعات مصطفى فقد الوعى واكتشفنا أن التشخيص كان خطأ وأنه عنده جلطة فى المخ، دلوقتى حصل ضمور تام فى الجزء الأيسر من مخه وفى اشتباه فى شلل نصفى، أرجوكم ادعوا له ربنا يشفيه ويصبر أهله.. هو فى غيبوبة حتى الآن وربنا يسترها عليه لما يفوق ويعرف، ربنا قادر على كل شىء وقادر تحصل معجزة".

كما احتفل تامر حسنى بعيد ميلاد مصطفى حفناوى عام 2017 وفاجأه تامر، بإحضار "تورتة" له، واحتفل معه بعيد ميلاده وقام بغناء "كل سنة وأنت طيب" على الرغم من انشغاله بتصوير مشاهد فيلمه الجديد "تصبح على خير".

 
 

 


 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق