نكشف تفاصيل خطة جماعة الإخوان الإرهابية لتجنيد الشباب

الأحد، 16 أغسطس 2020 12:00 ص
نكشف تفاصيل خطة جماعة الإخوان الإرهابية لتجنيد الشباب
حسن البنا
عنتر عبد اللطيف

حسن البنا وضع اللبنة الأولى فى 1932 بتشكيل لجنتى الأشبال والزهروات.. والجماعة تعتمد على السوشيال ميديا للاستقطاب  

وائل غنيم يفضح أدوات "الإرهابية" في التجنيد باختراق جماعة التبليغ والدعوة والتلاعب بعقول الشباب باستخدام "السوشيال"
 
في السادس من مارس 2016 أعلن وزارة الداخلية قائمة المتهمين في عملية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، التي جرت تفاصيلها يوم 29 يونيو 2015، وكان اللافت في قائمة المتهمين التي ضمت 67 متهماً، وجود عدد كبير من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والسادسة وعشرين من عمرهم، وكلهم خريجى جامعة، وبينهم طبيبة في أحد المستشفيات.
 
بعدها أعلنت الداخلية عن تفاصيل أكثر من عملية إرهابية والمتورطين بها، وجدنا أن ما حدث في قضية النائب العام تكرر في هذه القضايا، حيث كان الشباب هم العامل المشترك، وإن كانت قضية اغتيال المستشار هشام بركات، فجرت مجموعة من الأسئلة حول الطريقة التي استطاعت من خلالها السيطرة على عقول هؤلاء الشباب، ودفعهم لارتكاب مثل هذه الجرائم، وأن يكونوا ضالعين في جريمة إزهاق روح بريئة، رغم أن الدين يحرم ذلك ويعتبر القتل من المحرمات، فكيف استطاعت الجماعة أن تسيطر على عقول هؤلاء الشباب؟
 
هذا السؤال كان هو المحرك لنا، وبالمثل كانت جريمة اغتيال النائب العام هي الخيط الذى سرنا خلفه، في محاولة للوصول إلى الحقيقة.
 
القارئ لأدبيات الجماعة سيكتشف أنها تعتمد على السيطرة الأيديولوجية عبر استهداف النشء الأصغر سناً لتضمن ولاءهم عند الكبر، من خلال تجنيد الأطفال ابتداءً من سن التاسعة لتلقينهم فكرياً وأيديولوجياً، وتستند الجماعة في ذلك إلى أحد رسائل البنا التي دعا خلالها إلى الاهتمام بتجنيد الطلاب وغزو عقول وقلوب الأطفال والمراهقين، لذلك ظهر التنظيم الطلابي للجماعة للمرة الأولى عام 1932، ليبدأ التاريخ الأسود للجماعة في تجنيد واستغلال الأطفال والشباب وإنشاء لجنتين، الأولى كانت تسمى حينها بـ"الأشبال"، ومسئوليتها استقطاب طلاب التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي، والثانية تسمى "الزهروات"، وهى المسئولة عن استقطاب طالبات المرحلة الابتدائية والإعدادية وتمثل جزء من قسم الأخوات.
 
وطيلة السنوات الماضية كان تركيز الجماعة على أبناء وبنات قياداتها وأعضاء الجماعة، بالإضافة إلى استغلال المساحة التي منحتها الدولة لهم في بعض الأحيان للسيطرة على مدارس بعينها في القاهرة والمحافظات، لتحويلها إلى ما يشبه "المدارس الإخوانية"، لكن مع ثورة 30 يونيو 2013 وسقوط الفاشية الدينية الإخوانية، حدثت حالة من الارتباك أصابت صفوف الجماعة، ومع مرور الأيام والشهور والسنين أيضاً سيطرت حالة من اليأس على قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة المتواجدين في أنقرة ولندن، بعدما باءت كل محاولاتهم لاختراق المجتمع المصرى مرة أخرى بالفشل الذريع، وتلقيهم تقارير أكدت وجود رفض لدى قطاع كبير من الشباب للتجاوب مع الجماعة والأهداف التي وضعتها الجماعة مؤخراً، وهو ما دفع هذه القيادات إلى البحث عن آلية جديدة تستطيع من خلالها العودة التدريجية للتغلغل داخل فواصل المجتمع.
 
هذه الآلية أو الخطة تعتمد بشكل كبير عن طريقة جديدة، محورها الاساسى العمل على حلق وإنشاء جيل جديد يدين بالولاء للجماعة وأفكارها ومعتقداتها، ومستعد للدفاع عن الجماعة وتكليف كل ما يطلب منه، دون نقاش أو جدال.

وائل غنيم نموذج للهاربين من فخ الجماعة 
تفاصيل تجنيد الجماعة للشباب والنشء كشف جزء من تفاصيل، الناشط السياسى وائل غنيم، الذى تحدث عن تفاصيل اعتناقه لافكار الجماعات الدينية المتطرفة التى خرجت جميعها من تحت عباءة الجماعة الإرهابية الأم – الإخوان المسلمين، بعدما كشف عن انضمامه في وقت سابق لجماعة التبليغ والدعوة عندما كان طالبا في الجامعة، قائلا في بث مباشر عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أنه كان صغيرا في هذا التوقيت وانخدع بتجار المبادئ والقيم والشعارات.
 
وفى أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011، نشطت عناصر الجماعة الإرهابية بدعم من تركيا وقطر على وسائل التواصل الإجتماعى، فى محاولة خبيثة لجذب أكبر عدد ممكن من الشباب المصرى للانضمام لتنظيماتها، بهدف استهداف الدولة المصرية وضربها فى مقتل ومحاولة هدمها، وهى المحاولة التى فشلت بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ووعى الشباب المصرى لهذه المخططات الشيطانية.
 
ما قاله "وائل غنيم"  فى حوار عفوي مع والده خلال البث المباشر، الذى صدم قيادات الإرهابية، كشف جريمة عمرها 30 عام تقف خلفها هذه الجماعات التكفيرية بتجنيدها السياسي  للشباب عبر تنظيماتها الدينية التى يتخفى عناصرها خلف آلاف " الكيبوردات" والشاشات، محاولين استقطاب ضحاياهم وغسيل أدمغتهم مستغلين ثورة الانترنت ووسائل التواصل الحديثة ومنصات التواصل الإجتماعى وهى اللعبة الخبيثة التى أجادتها الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.
 
قصة وائل غنيم مع الجماعات الإرهابية معرضه لأن تتكرر مع مئات بل آلاف الشباب، وعلينا أن نأخذ منها عبرة حتى لا يسقطوا فى فخ هذه التنظيمات الإجرامية التى تستخدمهم لتنفيذ أجندات دائما ما تقف خلفها أجهزة مخابرات دولية لدول معادية وهو السيناريو الحادث الآن بنشر الإرهاب والفوضى والخراب فى العديد من الدولالعربية برعاية تركية قطرية.
 
كشف وائل غنيم لوالده كيفية وقوعه في فخ التجنيد، وكيف ترك جماعة التبليغ والدعوة لينضم إلى الإخوان وتبني أفكار التكفير والتحريم، ليرد عليه والده قائلا: "أيوة انت دخلت في الخط دا، انجذبت بعدد المتابعين في توقيت كان ممكن يجيلك من وراه مبلغ ضخم شهريا من الإعلانات وهذا هو السبب".
 
الدكتور سعيد، والد الناشط وائل غنيم، قال موجها نصيحة للشباب حتى لا ينجرفوا في طريق الشيطان: "الدين حلو بس اعرف دينك كويس عشان محدش يضحك عليك"، مشيراً إلى أن بين التدين والتطرف شعرة "لو عديتها خلاص، زي الشباب اللى بيقنعوهم أنه لو فجر نفسه هيدخل الجنة ويستقبله حور العين رغم إنه قتل أبرياء"، مؤكداً أن "قمة الخطأ أن يتخيل فرد إنه لو فجر نفسه وسط عساكر أو ضباط أو مدنيين هيدخل الجنة، من قتل نفسا بغير نفس كأنما قتل الناس جميعا".
 
وفى ثنايا الحوار القصير الذى أجراه وائل غنيم مع والده المهندس سعيد عباس غنيم تقفز إلى الأذهان مجموعة من المشاهد المتتالية أصبحت جزء من ذاكرة مصر عن عمليات التجنيد السياسى التى نفذتها التنظيمات الدينية بتنويعاتها المختلفة خلال ما يزيد عن الـ30 عاما، فقد كان الحوار عفويا بين أب ترك لأبنه حرية الاختيار وابن وقع فى الفخ للحظات ثم استفاق سريعا بعدما مزق لوحات المنزل ودمر تماثيل فنية بحجة أنها أصنام. 
 
ارتبطت عملية التجنيد لدى التيارات الدينية منذ منتصف الثمانينات بمجموعة من الظواهر، فلابد من وجود داعية أو شيخ يحظى بشعبية واسعة ولا يعلن صراحة أنه مرتبط بالتنظيم، ولابد أيضا من وجود الية للتداول والانتشار تتطور بتطور الزمان، وأخرا لابد من وجود ماكينة تنظيمية تحشد الشعبية للشيخ وتروج منتجاته عبر الية التداول، ثم تحصد الثمار عبر تجنيد القادمين الجدد.
 
هذه الثلاثية حققها الإخوان أكثر من مرة منذ منتصف الثمانينات وحتى نهاية العقد الأول من الألفية، ففى فترة من الفترات تصدر وجدى غنيم المشهد وكان من شروط نجاح الداعية الذى تصدره الإخوان هو إشاعة أنه مضطهدا أو يتعرض للمنع من الخطابة، ليصبح هو الشيخ غير الرسمى صاحب العلم الشرعى الحقيقى الذى تخشاه المؤسسة الرسمية، واللافت أن وجدى غنيم لعب هذا الدور باقتدار رغم أن الأيام أثبتت ضحالة حجته وتهافتها، وكان يعتمد فى هذا الوقت على حس الدعابة الذى يغلف به الاف من الأفكار السامة، وكان أول من تناول الظواهر الاجتماعية من المنظور الإخوانى ثم أعاد تصديرها للمجتمع، فتحدث عن سلوك المسلم كمدرس، محامى، حتى العامل المهنى.
 
الآلية التى استخدمها الإخوان لترويج وجدى غنيم ونشر أفكاره كانت شريط الكاسيت والمحصلة أنهم حصدوا كثيرا من الأتباع والأنصار، وأصبحت تجارة الكاسيت للخطب الدينية أكثر رواجا من أغانى المطربين فى ذلك الوقت.
 
فى مطلع الألفية استقرت الجماعة على أحد أبنائها ليكون هو نجم الدعوة الدينية دون أن يعلن ذلك صراحة، فأصبح عمرو خالد على جميع الفضائيات بخطاب رقيق وملابس كاجوال، ثم استخدمت الجماعة نفس تكتيكاتها فأصبح هو الداعية الممنوع الذى تحاربه الدولة، ووصل الأمر إلى أن الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان صعدت أمر منعه من الخطابة فى مجلس الشعب، رغم أنه من الأساس لم يكن فى هذا التوقيت يحمل مؤهلا دينيا يمكنه من ارتقاء المنبر.
 
مع تطور الزمان أصبح الإنترنت هو وسيلة الرواج، لكن زاحمهم فى هذا التوقيت الكثير من التيارات الدينية فحشد السلفيون لأبى إسحق الحوينى ووصفوه بـ"أعلم" أهل الأرض، وظهرت على شاشات الفضائيات فتاوى تتحدث بكل جراءة عن تحريم تعليم الفتيات، وأن الفتاة حتى لو كانت منقبة فهى السبب فى التحرش بسبب لون حقيبتها، كل ذلك كان يجرى على مرأى ومسمع من الجميع دون أن تتدخل الأجهزة الرسمية فيما كانت التيارات الدينية تكتسب أرضا جديدة كل يوم وتشحذ بطارية ماكينة الحشد.
 
وحين سقط نظام مبارك ووثب الإخوان وحلفائهم من التيارات الدينية بدت الحقيقة مختلفة تماما عما كان يعلب فى الكاسيت والإنترنت وكان طبيعيا أن يثور الشعب ضدهم لإسقاطهم، وأن تبدأ الدولة مرحلة المواجهة مع أفكارهم وتعريتها بالكامل فتنخفض شعبيتهم إلى ما دون الطبيعى كما هو حادث اليوم.
السوشيال ميديا أقوى سلاح في يد الإرهابيين 
 
تحت عنوان "دور وسائل التواصل الإجتماعى فى تجنيد أعضاء التنظيمات الإرهابية دراسة حالة داعش" اعدت  الباحثة، نورا بندارى عبد الحميد فايد دراسة  تشرها " المركز الديمقراطي العربي" قالت فيها :"تعد مواقع التواصل الاجتماعي من الأدوات الإعلامية  والتكنولوجية المهمة التى يستخدمها تنظيم داعش لتجنيد العديد من الشباب المنضمين لهذا التنظيم ، سواء أكان موقع الفيسبوك من خلال صفحات التنظيم عليه، أو موقع توتير من خلال الهاشتاجات المتعددة التى ينشرها التنظيم، وايضاً موقع اليوتيوب الذى من خلاله يقوم التنظيم  بنشر العديد من الفيديوهات لاستعراض قوته وعمله على الظهور بشكل التنظيم القوي الذى يمتلك القدرة على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.
 
وأشارت الدراسة إلى أن التنظيم يقوم من خلال هذه المواقع بوضع العديد من الاستراتيجيات للعمل على تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب، مشيرة إلى أنه "نتيجة المشاهدة العالية التى يتمتع بها موقع اليوتيوب، فإن التنظيمات الإرهابية قامت بعمل العديد من الفيديوهات ورفعها علي هذا الموقع، مما أثار جدل العديد من الأفراد والمنظمات حول العالم نتيجة بشاعة هذه الفيديوهات التى تنشر القتل والذبح والحرق والكثير من العمليات الإرهابية، وخير دليل على ذلك ما يفعله تنظيم داعش الذى يقوم بنشر العديد من هذه الفيديوهات"، لافتة إلى أن موقع تويتر يعد أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم للتفاعل والتنسيق أثناء العمليات الإرهابية، في حين أنها تستخدم موقع الفيسبوك في تجنيد أتباع جدد ونشر الأفكار والمعتقدات، لأنه أكثر وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً في تجنيد المتطرفين، أما موقع اليوتيوب فهو ساحة افتراضية للتدريب، فالوظيفة الأساسية له استضافة الفيديوهات التي يقوم المشتركون بتحميلها على الموقع لتصبح متاحة للجميع.
 
لكل ما سبق فإن ملف تجنيد الشباب عبر مواقع التواصل يجب أن يظل مفتوحا حتى لا يسقط فى براثن الجماعات الإرهابية المزيد من الضحايا، وهو ما أكد عليه النائب أحمد بدوى، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، بقوله أن اللجنة تصدت منذ بداية عملها لقضية فى منتهى الخطورة، وهى استهداف الإخوان للشباب وتجنيدهم عبر السوشيال ميديا، كأحد الوسائل التى يستخدمها تنظيم "داعش" لجذب الشباب.
 
وقال بدوى فى تصريات صحفية إن العناصر الإرهابية تقوم بخطط محكمة لزيادة عناصرها وجذب الشباب إليها عبر السوشيال ميديا، وتستقطب من ترى فيهم أنهم سيلتزمون بـ"السمع والطاعة"، دون جدال ومن هم الأكثر استجابة لعملية "غسيل المخ"، حيث تبدأ تشكيكهم فى كل من حولهم ليكون كلامهم هو الوحيد الحق والنافذ، مضيفاً " للأسف بعد فحص العديد من البلاغات التى ترد للنيابة حول اختفاء بعض الأشخاص، بأنهم انضموا إلى جماعات إرهابية".
 
وشدد بدوى، على أهمية المتابعة الأسرية ووجود الرقيب داخل المنزل لتوجيه الأبناء على صحيح الدين وغرس قيم الولاء وحب الوطن لتعمل جنبا إلى جانب التشريعات التى يتم إعدادها، لافتاً إلى أهمية الإعلام فى أن يلعب دوراً هاماً فى توعية الشباب عبر قنواته الواسعة لمنع "غسل أدمغة" الشباب واستغلال حالات الفراغ التى يواجهونها، من قبل الجماعات المتطرفة.
 
أما النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، فقال أن السر دائما في استهداف الجماعات المتطرفة للشباب يأتي لا سيما وأنهم القوة الضاربة في المجتمعات، فضلا عن قلة خبراتهم الحياتية بما يمكن من استغلالهم بعدة أساليب مختلفة، فتارة يكون العوز والحاجة السبيل إليهم، وتارة أخرى من خلال اختراق أفكارهم واستبدالها بالعقائد الفاسدة.
 
وقال الخولى إن الجماعات الإرهابية تعمل على التلاعب بعقول الشباب، كل حسب مدخله، لدفعهم إلى الانصياع لأوامرهم بالقتل والعنف بدعوى أنها طريقهم نهايته الفردوس الأعلى، هو أمر غير صحيح، داعيا الشباب بعدم الانسياق وراء أيا من يحاول أن يشككه فى عقائده والدين الحنيف، الذى تربى عليه بمحاولة تزيين أمور غير صحيحة له، ليبرر له الإقدام على قتل الأنفس، مشدداً على أن هناك اهتماما بالشباب غير مسبوق، فى ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى حريص على فتح قنوات حوار دائمة معهم، لافتاً إلى أن الشباب  تقلدوا مناصب عليا، وأصبح لهم رأي مسموع داخل الدولة وفي دوائر صنع القرار، الأمر الذي لم يكن محقق بهذا الشكل من قبل، مما يجعل لكل صوت شبابى التعبير عن وجهة نظره ورأيه فى كل موقف بكل حرية دون أى انتقاد أو قمع له.
 
وشدد اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، على اهتمام الدولة غير المسبوق بالشباب وإعدادهم في  ضوء توجيهات القيادة السياسية، فهم وقود أي دولة وعمادها،  سواء من خلال المشروعات القومية التي تسهم بشكل كبير في خلق فرص العمل وتقليل حجم البطالة فضلا عن  حرص الرئيس السيسي علي التواصل الدائم معهم عبر مؤتمرات الشباب الفاعلة والدفع بهم في مناصب الدولة المختلفة. 
 
 وقال عامر، إن القيادة السياسية كانت واعية وتعاملت بحكمة مع ملف الشباب وأعطتهم أولويه كبيرة على أجندتها، لاسيما وأن مصر دولة مستهدفة من قبل القوى الكارهة والتي سعت لتجنيد الشباب في أعقاب ثورة 25 يناير، من خلال تدريبهم في الخارج لإحداث القلاقل والاضطرابات واستخدمت العناصر الشبابية كوقود بهدف إضعاف البلاد سعياً لبث الفوضى الخلاقة وعدم استقرارها إلا أن مخططاتهم لم تفلح.
 
 وأشار عامر، إلي أن القوى الكارهة لمصر والتي تلاقت مصالحها مع  جماعه الاخوان الارهابية في هذا الوقت، عمدت إلي استخدام أساليب الجيل الرابع  والتي تنوعت ما بين  الضغوط السياسية والاقتصادية علاوة عن الإرهاب المصنوع، جنباً إلي جانب استخدم الشباب  لضرب استقرار البلاد، حيث اغرت الشباب بالعديد من الوسائل ومنها المالية، أو العبث بافكارهم، للانضمام إلي صفوفهم وتنفيذ أجندتهم.
 
 وحذر عامر، من خطورة أنظمة المعلومات والاتصالات كأحد وسائل المستخدمة في حروب الجيل الرابع، وتستخدم في تجنيد الشباب حيث سهلت عقد الاجتماعات واللقاءات وإصدار التوجيهات لهم.
 
أما الدكتور عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، فقال أن الشباب المصرى واعٍ ومُثقف ويتحمل مسئوليته تجاه وطنه، مشددا على أنه لا داع للخوف على الشباب المصرى من الانجراف خلف قوى الشر والظلام، قائلا: "مهما فعلت تلك القوى والجماعات الظلامية لن تستطيع السيطرة على الشباب المصرى"، مُضيفا: "الشباب المصرى يعلم تماما حرمة الدم والأرض ويُقدر جهود القيادة السياسية الحالية والجيش المصرى على مر العصور فى حماية تراب هذا الوطن الغالى".
 
وأضاف حمروش، أن الوطنية من المعانى السامية والقيم النبيلة التى تنادى بها كافة الشرائع السماوية، لافتا إلى أنه عندما يحب المواطن وطنه سيكون إيجابيا ويتفاعل معه نحو البناء، أما إذا كره المواطن وطنه سينعكس ذلك بالتأكيد على أمور سلبية منها الخراب والتدمير، مؤكدا أن الشباب المصرى يُحب وطنه ويعلم جيدا قيمته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق