خديعة ترميم مسجد عارف باشا: حيلة ماكرة للاستيلاء على محلات الأوقاف

الأحد، 23 أغسطس 2020 07:17 م
خديعة ترميم مسجد عارف باشا: حيلة ماكرة للاستيلاء على محلات الأوقاف
مسجد عارف باشا
أمل غريب

احتل مسجد أو زاوية «علي باشا الدرملي»، مساحة كبيرة من الاهتمام خلال السنوات الماضية، بعد اتهامات وادعاءات بتركه للإهمال، من جانب وزارتي الأثار والأوقاف، على الرغم من أن المسجد متهالك فعليا ويعاني من كسور وشروخ كبيرة وتصدعات في الجدران الداخلية والخارجية للمسجد، وكذلك في المأذنة، علاوة على هبوط أرضي.

مسجد عارف باشا 1
مسجد عارف باشا

ويحكي على باشا مبارك، في خططه التوفيقية، عن «مسجد عارف باشا»، أنه مسجد صغير أو زاوية أقيمت على انقاض مدرسة الأمير مقبل الملكتمري، لكنها تعرضضت للتخريب، فجددها عارف باشا الدرمللي عام1282 وبنى أسفله محلات أوقفها للانفاق على المسجد.

مسجد عارف باشا
مسجد عارف باشا

وتقع زاوية «عارف باشا» عند تقاطع شارع التبانة مع شوارع النبوية باب الوزير وسوق السلاح، بأول عطفة المبيضة. تراجع مسجد «عارف باشا»، منذ 70 عاما عن أداء دوره كمكان للعبادة، بعدما توقف مستأجرو المحلات عن دفع الإيجارات لوزارة الأوقاف، كما تعرض المسجد للعبة خبيثة من جانب ورثة ناظر وقف عارف باشا، حاولوا خلاله هدم المسجد مدعين أنه عقار وأنه ملكا لهم، على الرغم من اعتلاء المئذنة لسطح المسجد، ووجود الميضأة ومنارة قصيرة ومراحيض داخله، في محاولة منهم لهدمه والاستيلاء على الأرض بغرض بناء برج سكني عليها.

تصدى أحد مستأجري المحالات أسفل مسجد «عارف باشا»، لمحاولات تدليس ورثة ناظر الوقف، واستخرج الحجة الأصلية للمسجد من وزارة الأوقاف، وأثبت أنه ليس منزلا ولا عقارا.

صوره لحالة مسجد عارف باشا
صورة لحالة مسجد عارف باشا

منذ فترة قليلة خلال الـ 10 سنوات الماضية، تعرض مسجد «عارف باشا» للسرقة، حيث استولى اللصوص على لوحة النص التأسيسي للزاوية من أجل طمس تاريخه، في محاولة لإلغاء أثريته ومحاولة هدمه بأي ثمن والاستفادة من الأرض المنشأ عليها.

النص التأسيسى لمسجد عارف باشا قبل سرقتها
النص التأسيسى لمسجد عارف باشا قبل سرقتها
 
في الرحلة بين وزارتي الأوقاف والأثار، للبحث عن حقيقة مسجد «عارف باشا»، وجد أن المسجد غير مسجلا في وزارة الأثار ضمن الأثار الإسلامية، إلا أنه تابعا لوزارة الأوقاف، وله رقما كوديا، لكنه غير مؤهل للاستخدام كمسجد أو زاوية تصلح للصلاة، نظرا لخطورته الداهمة على حياة المصليين، بسبب تهالكه الشديد وأيل للسقوط.

لم تتهاون وزارة الأوقاف في حق مسجد «عارف باشا»، وحاولت إنقاذه من السقوط، فانتدبت لجنة هندسية تابعة لها، أصدرت تقريرها بضرورة «صلب» جسم المسجد من الخارج، وعدم صلاحيته للترميم أو التطوير، وفضلت أن يبقى الوضع على ما هو عليه، فلا يمكن تطوير المسجد، وكذلك تصدت لمحاولات طمس حقيقته التاريخية ومنعت عملية بيعه بالتدليس من جانب ورثة ناظر الوقف.

صوره لحاله مسجد عارف باشا 2
صورة لحالة مسجد عارف باشا

وأكد مصدر داخل وزارة الأوقاف رفض ذكر سمه، أن حالة مسجد عارف باشا، متهالكة للغاية منذ أكثر من 70 عاما، ويصعب ترميمه لخطورته على حياة المصليين، وأيل للسقوط في أي لحظة، إلا أنه من وقت للأخر تظهر مشكلته على السطح من جديد، بسبب خوف الأشخاص المستأجرين للمحال التجارية أسفله، إذا سقط المسجد بالفعل ما سيعرض تجارتهم للتوقف، ووقتها لن يحصلوا على تعويضات من الوزارة ولا من أي جهة حكومية أخرى، مما سيضطرهم للبحث عن محال أخرى للإيجار بمبالغ باهظة، نظرا لكون المنطقة سياحية والإيجارات بها مرتفعة.

المحلات التجاريه اسفل مسجد عارف باشا
المحلات التجاريه اسفل مسجد عارف باشا

وفي هذا الإطار، أكد عماد مهران، كبير باحثين وزارة الأثار قطاع العمارة الإسلامية السابق، أنه لا يوجد مسجد لا يتبع وزارة الأوقاف، لكن هناك اشتباك حاصل بين وزارتي الأثار والأوقاف، بسبب أن الأولى مسؤلة عن الترميم، بينما الأخيرة تملك المساجد ملكية مباشرة.

وقال كبير باحثين وزارة الأثار السابق: «كنت مدير منطقة أثار باب الوزير، منذ 10 سنوات، وطالبت بتسجيل مسجد عارف باشا في وزارة الأثار، إلا أن اللجنة التي ذهبت للمعاينة، رفضت بسبب صعوبة حالته وتهالكه وما به من كسور وشروخ وتصدعات خطيرة، وأنه إذا تم تسجيله اليوم، فسينهار غدا.

وأكد مصدر داخل وزارة الأوقاف رفض ذكر سمه، أن حالة مسجد عارف باشا، متهالكة للغاية منذ أكثر من 70 عاما، ويصعب ترميمه لخطورته على حياة المصليين، وأيل للسقوط في أي لحظة، إلا أنه من وقت للأخر تظهر مشكلته على السطح من جديد، بسبب خوف الأشخاص المستأجرين للمحال التجارية أسفله، إذا سقط المسجد بالفعل ما سيعرض تجارتهم للتوقف، ووقتها لن يحصلوا على تعويضات من الوزارة ولا من أي جهة حكومية أخرى، مما سيضطرهم للبحث عن محال أخرى للإيجار بمبالغ باهظة، نظرا لكون المنطقة سياحية والإيجارات بها مرتفعة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة