مراكز الدروس الخصوصية.. منجم الإخوان لاستقطاب الطلبة عن طريق "وحدة الشرائح"

الجمعة، 28 أغسطس 2020 07:30 م
مراكز الدروس الخصوصية.. منجم الإخوان لاستقطاب الطلبة عن طريق "وحدة الشرائح"
جهود الدولة في إغلاق الدروس الخصوصية

على مدار الأيام الماضية كشفنا إعداد جماعة الإخوان لخطة جديدة لترميم التنظيم وإعادة بناء أركانه المُتهدّمة، عبر هيكلة لجنة الأشبال، وتشكيل جناح جديد باسم «وحدة الشرائح»، تكون مهمّته استقطاب الطلاب من المدارس والأندية، وفرز وانتقاء العناصر وتوزيعها على اللجان الإعلامية والتربوية، وترشيح المؤهلين للانخراط فى الجماعة والحراك على الأرض.
 
ووضعت الجماعة فى إطار خطة «وحدة الشرائح» خريطة تفصيلية للعمل داخل المدارس فى الأحوال الطبيعية وخلال العام الدراسى، لكنها لم تُغفل الساحات الإضافية التى يُمكن استغلالها، أو المسارات الاحتياطية حال صعوبة النفاذ إلى بعض المدارس المستهدفة، أو تعطّل العام الدراسى كما حدث خلال الشهور الأخيرة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وهو الأمر الذى فصّلته بتحديد موسع وشامل من خلال ورقة فرعية ضمن الخطة أسمتها «أماكن بديلة للمدرسة".
 
ووفق ما تم وضعه من خريطه تفصيلية وما حصلت عليه "اليوم السابع" من مصادرها الخاصة فى الدراسة الاستقصائية التي عملت عليها، فقد حددت خطة الإخوان لاستهداف الأماكن البديلة للمدرسة عناصرها فى ذلك، حيث
 
تستند رؤية استهداف الأماكن البديلة للمدرسة ضمن خطة «وحدة الشرائح» إلى أربعة عناصر: المعلمين والمعلمات، والطلاب، والمشرفين، ومسؤولى المكاتب الإدارية، وحددت الخطة أدوارا واختصاصات واضحة لكل منهم، وأهدافا مرحلية واستراتيجية للتنفيذ، إضافة إلى آليات لتوسيع عدد المتعاونين والنفاذ إلى مزيد من الأماكن عبر استكشاف المتعاطفين أو توظيف الغضب السياسى فى شحن القائمين على تلك الأماكن ضد ممارسات النظام.
 
وتحدثت الخطة عن دور المعلمين والمعلمات داخل مراكز الدروس الخصوصية، لتشير فى البداية إلى جانب معنوى عبر حثهم على ما أسمته «استحضار النية فى  كل قول أو عمل مع طلابك»، ثم توجه لهم رسالة مُباشرة: «تذكر أنك صاحب رسالة، وشريك فى التربية، تربطك بالطلاب علاقة الأب والمعلم والشيخ، وعليك تقديم القدوة لطلابك، واستخدام أساليب تعزيزية وتشويقية تتناسب مع الموقف التعليمى، وطبيعة الطلاب، وتحقق الهدف الأسمى»، وتشدد كذلك على ضرورة «التحلى بشعور المسؤولية خلال انتقاء الطلاب وتقييمهم وتربيتهم دينيا واجتماعيا وخلقيا ونفسيا وروحيا»، إذ إن دور المعلم يقوم على تربية الطلاب على مبدأ الجدية فى الحياة، وغرس قيمة الوقت، والالتزام بأوامر المعلم، ومشاورة الزملاء والانحياز لرأى الجماعة، وتشجيع روح التنافس الشريف فى تحصيل العلم والتفوق. ولم تكتف الخطة بالرسائل المعنوية للمعلمين والمعلمات، وإنما حددت لهم دورا عمليا مهما خلال تنفيذ مراحل الخطة، وهو «زيادة المعايشة مع الطلاب، وبين الطلاب وبعضهم، من خلال التواصل المباشر وبالأنشطة، وتبادل الزيارات واللقاءات، ومتابعة صفحاتهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى يكون المعلم على دراية كاملة بأحوال الطالب وكل تفاصيله وتطورات حياته، ويجيد التواصل معه واستقطابه وزرع القيم المطلوبة فى نفسه، وأن يدعم كل هذا بالمؤازرة والمساندة وأن يكون إلى جانب الطالب فى أى أزمة، حتى يشعر أنه ليس وحيدا، فيزيد تعقله بمعلمه وتقبله لما يزرعه فى نفسه".
 
ومن المعلمين والمعلمات إلى المشرفين، إذ تُحدد الخطة أن مهمتهم «إعداد ملف خاص لكل طالب يتضمن رصدا تفصيليا للتطورات ومستويات التقييم والصعود، والمراحل التى عبرها، ومستوى تفاعله مع أهداف وحدة الشرائح ومناهجها»، وغير ذلك من الأمور التى قد تظهر خلال التنفيذ، مع رصد تحركاته الشخصية وعلاقته بمعلميه وزملائه، ومدى قدرته على العمل الدعوى أو الإعلامى أو الحركى، سواء فى إطار جماعى أو فردى. كما تتضمن تقارير المشرفين مدى التزام الطلاب بالأوامر والتوجيهات، والانتظام فى الدراسة، والمستوى التعليمى والعقلى، وهل أصبح مؤهلا لأن يكون قدوة لزملائه أم لا، وقدرته على نشر الخير والرسائل التى يتلقاها بين زملائه وعلى مواقع التواصل، وعلاقته بالوقت وهل لديه حرص على الاستفادة منه وقدرة على تنظيمه أم لا!
 
يُعلق المصدر على تلك التفاصيل بالإشارة إلى أنها لا تختلف كثيرا عما نفذته الجماعة مع أجيالها السابقة، فطالما كانت تسعى لأن تكون على دراية تامة بكل شىء عن عناصرها، والمتابعة الدائمة والدقيقة لأخبارهم وتحولاتهم. وإلى جانب إعداد التقارير الخاصة بالطلاب، فإن المشرفين مسؤولون أيضا عن المحافظة على اللقاء التربوى، وتدريب الطلاب على الدعوة الفردية، وحضور الأنشطة والفعاليات التى يجرى تنظيمها فى مراكز الدروس الخصوصية أو المساجد، ومتابعة واستثمار «السوشيال ميديا» التابعة للجماعة يوميا، ومتابعة علاقة الطلاب بها، والأهداف والمستهدفات الموضوعة والاتفاق عليها، والتدخل فى حالة الضرورة لإزالة أى عقبة أو مشكلة.
 
وحددت الخطة دور مكاتب الجماعة فى المناطق والوحدات الفرعية، بحيث يكون هناك تنسيق بين الجميع، وهذا الدور يقوم على توصيل الدعم للمشرفين والمعلمين والمعلمات والطلاب، ومتابعة تنفيذ المستهدفات، وتوفير الإمكانيات التى يحتاجونها سواء كانت مادية أو بشرية. كما حددت دور المكاتب الإدارية على صعيد التنسيق مع المعلمين والأخوات والتربية، ومتابعة جهود كل منها. وانتهت الخطة بوضع مجموعة من المقترحات للتنفيذ من خلال قيادات المكاتب الإدارية بالمحافظات، والشُّعَب التابعة لها، منها التواصل مع إدارة «السنتر» أو بعض المشرفين حسب ظروف كل مكان، والتواصل مع المعلمين القريبين من الجماعة، ووضع وتطوير المناهج دوريا، واستنباط وسائل وآليات عمل واتصال واستيعاب وتأهيل مبتكرة ومناسبة لكل فئة من الطلاب، والتواصل الدائم مع المستهدفين من خلال المشرف أو المعلم أو مسؤول وحدة الشرائح الفرعية، وتشكيل فرق عمل لكل منطقة تتابع خريطة الأماكن وأعداد المستهدفين ومستويات استجابتهم، والعمل على ربط الطلاب المختارين للمراحل التالية ببعضهم داخل المكان الواحد وبين الأماكن القريبة وعبر مواقع التواصل، والتوسع فى تدشين صفحات ومجموعات عبر «فيس بوك» و«واتساب» وغيرهما لضمان سرعة الاتصال وكفاءته، والانتظام فى الأنشطة والمسابقات والفعاليات النوعية لتحفيز الطلاب وربطهم بمجموعات وحدة الشرائح، ثم بالجماعة نفسها مستقبلا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق