مصطفى الجمل يكتب: الخطيب.. جناح الأهلي المكسور

السبت، 29 أغسطس 2020 09:00 م
مصطفى الجمل يكتب: الخطيب.. جناح الأهلي المكسور

للكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي كواحد من أساطير كرة القدم المصرية والإفريقية، كل التقدير والاحترام، تاريخ طويل لا ينكره إلا جاحد، كلله برفع رأس مصر والنادي الأهلي في كافة المحافل الكروية. 
 
ولا أحد أيضاً يستطيع أن ينكر فضل الرجل في إدارة النادي الأهلي منذ تقلده المناصب الإدارية داخل النادي حتى وصوله مع الكابتن حسن حمدي رئيس النادي الأهلي الأسبق، إلى منصب نائب رئيس النادي في فترة ذهبية، حصد فيها الشياطين الحمر كل الألقاب المحلية والإفريقية، وحلق نسر الأهلي العالي في المحافل الدولية من خلال مشاركته المتكررة في كأس العالم للأندية، ولكن ماذا قدم الخطيب حتى الآن كرئيس للنادي الأهلي؟ 
 
الحقيقة المجردة، تقول إنه حتى هذه اللحظة لم يقدم بيبو كرئيس للنادي الأهلي أي جديد يذكر، سوى أن الأهلي فقد الكثير من هيبته في ظل رئاسته لأسباب تتعلق به بشكل مباشر، وأخرى تتعلق بمعاونيه ومجلس إدارته وما اختارهم من مسئولين داخل منظومة الكرة وخارجها.  
 
بالعد التنازلي من مشهد النهاية، حيث هزيمة النادي الأهلي من غريمه التقليدي الزمالك في قمة الدورى المصرى الممتاز بنتيجة مذلة لكثير من الأهلاوية 3-1، حتى أن معلق المباراة وضع لها عنواناً في غاية العبقرية – جناح الأهلي مكسور-  سنجد أن رئيس النادي يسأل في عدد من الأمور التي تسببت في الهزيمة وكسرة نفس الأهلاوية. 
 
لعب الأهلي شوط كامل بدون جناح أيمن حتى تلقى هدف من هذه الجهة، نظراً لإصابة عدد من اللاعبين الذين يجيدون في ذلك المكان كأحمد الشيخ وجيرالدو وكريم نيدفيد وحسين الشحات، الذي انتظر حتى قبل عودة التدريبات بأيام ليجري عملية الفتاق ويغيب عن الملاعب مدة لا تقل عن 3 شهور. 
 
 وقتها رئيس النادي صرح لعدد من المواقع واللجان الإلكترونية بأنه سيحاسب المتسبب في ذلك، وسيسأل مدير الكرة في ذلك الأمر، والمخطئ سيحاسب وينال العقاب، وحتى هذه اللحظة لا يعلم أحد من المخطئ الحقيقي في ذلك الأمر، وما العقاب الحقيقي الذي ناله. 
 
في شوط المباراة الثاني، وفي ظل حاجة الأهلي لمجهود كل لاعب وتركيزه الكامل، فاجئنا اللاعب مروان محسن بمشهد غريب على الكرة في أي مكان من العالم، عندما ترك الكرة وهو في وضعية مواجهة لمرمى الخصم بعلة أنه ظن نفسه في وضع تسلل، كثيرون سيسألون ما علاقة رئيس النادي بهذا الخطأ الذي يسأل عنه اللاعب التائه ومن قبله مديره الفني؟
 
هذا سؤال في محله لو أنه الخطأ الأول للاعب، أو أنه حتى كان يقدم أداء مميزاً قبل التجديد له، مقابل عدد كبير من الملايين الكافية لاستقطاب لاعبين شباب يجيدون في هذا المكان سواء من داخل النادي أو خارجه، ولكن اللاعب الذي جددت له الإدارة يمثل عائق في هجوم النادي الأهلي منذ عامين ويسعد جماهير الفرق المنافسة أكثر من جماهير فريقه، ولا يجد رادعاً له ولا مصححاً لأخطائه، حتى تعلم التبجح وبدلاً من أن يعتذر عن خطيئته خرج «يحسبن» على جماهير الأهلي المنتقدة لأدائه.  
 
تدخل رئيس النادي في هذا التجديد كان لابد أن يكون حاسماً وقاطعاً، أولاً لأنه لاعب كرة كبير ثانياً لأنه النموذج الذي يحتذى به في مركز المهاجم، ويعلم أن لاعب بحجم وقدرات مروان  وسنه المتخطي للثلاثين لن يفيد هجوم الأهلي مستقبلًا ولا فائدة من التجديد له سوى استفزاز مشاعر جماهير الأهلي، فضلاً عن أنه في الوقت الذي جدد فيه للاعب المصاب بشيخوخة هجومية مبكرة، خرج من النادي أكثر من مهاجم أكثر فاعلية منه كالمغربي وليد أزارو والمصري الشاب أحمد ياسر ريان. 
 
تدخل رئيس النادي في التجديد للاعب ما أو عدمه، أمر ليس بدعة في الأهلي أو غير الأهلي، فالخطيب بنفسه تدخل في مفاوضات اللاعب رمضان صبحي وقبله عبد الله السعيد، وكان حاضراً بقوة في محاولة إرضاء حسام عاشور، وكان لابد أن يكون حاضراً أيضاً في إقصاء مروان خارج سور النادي، حتى ولو أبدى المدير الفني رغبة في إبقائه داخل صفوف الفريق. 
 
وبالعودة خطوة للوراء، سنجد أن رئيس النادي يسأل بشكل مباشر، عن الفشل الحاكم لأداء المنظومة الإعلامية للنادي، والتي لابد أن يحاسب كل من فيها عن إصدارهم بيان رحيل رمضان صبحي عن الفريق في نفس يوم افتتاح ستاد الأهلي، السلام سابقاً، ولاسيما أن نشر خبر رمضان غطى على فرحة الاستاد التي كانت تنتظرها جماهير العالم في جميع أنحاء العالم. 
 
لو أن طالباً في الصف الثاني بكلية الإعلام يدير منظومة الأهلي الإعلامية، ما كان له أن يرتكب خطأ ساذجاً كهذا، ولو أن هناك مسئولاً يحرص على مصلحة النادي ويؤلمه ما يؤلم جماهيره، لأقال المسئول عن هذه الخطيئة في ليلتها، ولكن الكابتن محمود الخطيب لم يحرك ساكناً لهذا، وكأنه لا يعنيه أن يبقى جناح الأهلي مكسوراً كهذا بفعل فاعل داخل جدران الجزيرة. 
 
قطعاً يسأل رئيس النادي عن رحيل قوام الفريق الأول، حتى وإن كانت رغباتهم المادية تفوق قدرات النادي، فمن فتح هذا الباب من البداية هو الكابتن محمود الخطيب نفسه، الذي لهث وراء صفقة صلاح محسن مهاجم انبي، واستقدمه وقتها بـ 40 مليون جنيه، ليثير فتنة داخل الفريق الأول، أخذت في وجهها عبد الله السعيد ورمضان صبحي وأحمد فتحي وشريف إكرامي، وفتحت باب الطمع أمام كل لاعبي الفريق، حتى من تخلوا عن الكثير في البداية ليرتدوا الفانلة الحمراء. 
 
يسأل رئيس النادي ولا يسأل غيره عن  فقدان النادي لهيبته، وتهاون كثير به وتطاولهم على رموزه ولاعبيه بسبب وبلاسبب، يسأل رئيس النادي  عن افتقاد فرق الكورة لهوية الفانلة الحمراء، يسأل رئيس النادي ولا يسأل غيره عن فقدان أبناء النادي لأهم ما كان يميز النادي وأبنائه وهو الانتماء، يسأل رئيس النادي عن فقدان لاعبي فريق الكرة عن روح القتال حتى آخر لحظة، يسأل رئيس النادي الأهلي ولا يسأل غيره عن جناح الأهلي الذي انكسر في ظل رئاسته. 
 يسأل رئيس النادي عن تسببه بقراراته ونموذجه الفاشل حتى الآن في الإدارة في فقدانه الكثير من شعبيته كرمز أهلاوي وأسطورة كروية، ولم يعد أمامه في طريق إصلاح ما أفسده سوى تغيير المنظومة بأكملها والاعتماد على أهل الخبرة بدلاً من أهل الثقة والمحسوبية. 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة