مقاطع من مرثية "الموت على الأسفلت".. في ذكرى استشهاد ناجي العلي رسام الكارتير الفلسطيني

السبت، 29 أغسطس 2020 10:32 م
مقاطع من مرثية "الموت على الأسفلت".. في ذكرى استشهاد ناجي العلي رسام الكارتير الفلسطيني
إيمان محجوب

أماية، وأنتي بترحي بالرحى
علي مفارق ضحي
- وحدك- وبتعددي
علي كل حاجة حلوة مفقودة
ما تنسنيش يا أمة في عدودة
عدودة من أقدم خيوط سودة، في توب الحزن
لا تولولي فيها ولا تهللي
وحطي فيها اسم واحد مات
كان صاحبي يا أمة
واسمة ناجي العلي
 
 
1
 

2
 

3
 
بهذه الكلمات بدأ عبد الرحمن الابنودي مرثيته الشهيرة  لناجي العلي" الموت علي الاسفلت " الذي تحل اليوم الذكري 33 لاستشهاده.
 
عاش ناجي العلي 50 عاما طفلآ حافي القدمين عاقد يديه وراء ظهره مولي لنا ظهره بإنحناءه بسيطة جعلت وجه للأرض التي غادرها وهو في سن العاشرة وأصر ان يوقف قوانين الطبيعة ليظل طفلا في العاشرة وهو السن الذي أجبر فيه وعائلته علي ترك مخيم عين الحلوة وفلسطين كلها ،إنه ( حنظله ) الطفل الذي لم يكبر في رسومات ناجي العلي ظل يبكينا كل يوم ويفضح مواقفنا المتخاذلة اتجاة فلسطين والقدس ويحاكمنا حتي أطلق الموساد رصاصة غادرة من مسدس كاتم للصوت علي رأسه في احد شوارع لندن يوم 22 يوليو ليظل في الغيبوبه لتصعد روحه الي خالقها يوم 29 أغسطس عام 1987، ليرقد ( حنظلة ) اللاجيء الفلسطيني في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن بعيدا عن وطنه ويحمل قبره رقم 230191، ليصبح حنظلة رمزاً للصمود والاعتراض في أربعين ألف رسم كاريكاتوري، ليذكّر الناس بناجي العلي وبفلسطين وبقضية اللاجئين
وقد رثاه الابنودي وكتب:
 
"ياقبر ناجي العلي ...وينك يا قبر
يا قبر معجون بشوك مطلي بصبر
الموت يقرب عليك...يرتد خوف
وإذا ما خافش الموت...يرتد جبر
 
يا قبر ناجي العلي ...يادي الضريح ..كان ميتك للأسف وطني صريح ..تحتك فتي ناضر القلب...غض كان قلبة...أرض مخيمات الصفيح"
ولد ناجي العلي عام 1937 في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، بعد احتلال إسرائيل لفلسطين هاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هَجر من هناك وهو في العاشرة، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها، وكذلك قام الجيش اللبناني. باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن.
 
وعن سنوات غربته ثم اغتياله كتب عبد الرحمن الأبنودي في رثائه:
 
"الأرض متغربة...والحلم ملك
خريطة شبة الوطن محاصرها سلك
واقف وراها شريد عاقد إيدية
حن الوطن ذالك...للأرض...تلك
غشيم في حب الوطن...طبعا غشيم يالي تحب الوطن...من الصميم..
علي طريقة العرب في الحب عيش ولي...نقي...متقي لكن لئيم"
 
 
4
 

5
 
وناجي العلى واحد من رواد فن الكاريكاتير العربي، وأبرز رساميه، اشتهر بمواقفه المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، والأنظمة العربية المستبدة، من خلال الشخصية الشهيرة التي ابتكرها لطفل فلسطيني لاجئ، أطلق عليها اسم " حنظلة "، وهي الشخصية التي يرى البعض أنها انعكاس لناجي العلي نفسه الذي تم تهجيره من فلسطين وقت أن كان عمره 10 سنوات فقط.
 
وعن حنظلة قال ناجي العلي: «ولد حنظلة في العاشرة في به وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء. وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973م لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع».
 
وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.
وذكر الابنودي في مرثيته " حنظله"
 
"رسم الكفوف زي الصبار
"حنظل"بمرار صبي قصير واقف محتار قدام الرسمة...
رسمة لا تعرف تتحادق ولا بتنافق...عيب ناجي إنه عاش صادق عاش للرسمة..كان زيي...يائس يأس مميت
لكن عفريت ..دخل لأعدائه في البيت ..شايل رسمة
والرسمة ما فيهاش سما وبيوت
لكن لها صوت..يا ناجي…كان لابد تموت برة الرسمة"
 
بعد اعتقاله في لبنان انتقل للعمل في العراق وفي عام 1963 انتقل للكويت وعمل في عدة صحف كويتية كرسام للكاريكاتير، إلى أن انتهى به المطاف في لندن، حيث اغتيل، ففي يوم  22 يوليو من عام 1987، أطلق النار عليه ليدخل في غيبوبة أدت لوفاته، في مثل هذا اليوم منذ 33عام.
 
6
 

7
 
وانهي الابنودي مرثيته: 'قتلت ناجي العلي لما رسم صورة
يواجه الحزن فيها براية مكسورة
لما فضحني ورسمني صورة طبق الأصل
ماعرفشي يكذب…. ولا يطلع قليل الأصل
الناس بترسم بريشة وهوه ريشته...نصل"

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق