مصطفى الجمل يكتب: أعاجيب عبد الله سرور.. عبده مشتاق يبحث عن منصب بطول اللسان والبلطجة.. يرفع شعار المعارضة حتى ينسى الجميع تاريخه فى سرقة الأبحاث.. وإدانته مرتين بمحكمة الجنح تدفعه لاحتراف النميمة

الأحد، 30 أغسطس 2020 07:30 م
مصطفى الجمل يكتب: أعاجيب عبد الله سرور.. عبده مشتاق يبحث عن منصب بطول اللسان والبلطجة.. يرفع شعار المعارضة حتى ينسى الجميع تاريخه فى سرقة الأبحاث.. وإدانته مرتين بمحكمة الجنح تدفعه لاحتراف النميمة
مصطفى الجمل

 
الكلام شهوة، شأنه شأن الأكل والشرب وغيره من ملذات الحياة، الكفيلة بإهانة المرء والتحقير من قدره إن فقد السيطرة عليها، وباتت هي المتحكمة فيه وليس العكس، كما هو الحال مع الجامعي عبد الله سرور.
 
تحت عنوان «أعاجيب جامعية»، دأب عبد الله سرور الأستاذ المساعد على المعاش بكلية التربية جامعة الإسكندرية، على كتابة مجموعة منشورات يصعب عليك تصنيفها، فلا هي خواطر ولا هي مقالات ولا حتى «بوستات» هزلية تستهدف إثارة الضحك والترفيه عن الأصدقاء، ولكن بكل أمانة يمكنك أن تضع تلك الكتابات في خانة «النميمة الفجة »، التي تنال بدون سند سمعة كرامٍ لا ذنب لهم، سوى أنهم وقعوا في طريق «سرور»، فقرر أن يجعل من سيرتهم مادة يسلي بها نفسه، ويملأ فراغه.
 
نجح بعض الذين تطاول عليهم سرور في مقاضاته والحصول على أحكام قضائية، كالدكتور زين كامل عبد الحميد الخويسكي، رئيس قسم اللغة العربية بكلية التربية آنذاك عام 2000، والذي سبه سرور في مقال بمجلة الأهرام العربي اتهمه فيه بالخلل النفسي، وسرقة الأبحاث، وتلفيق قضايا التحرش الجنسي، وصدر في هذه الواقعة حكم بتغريم «سرور» مبلغ 10000 جنيه في الجنحة رقم 2122 لسنة 2000 جنح الرمل.
 
وبعد هذه الواقعة بخمس سنوات، كرر الأمر مع معيد بقسم اللغة العربية، وهو ما وثقته أوراق الجنحة رقم 18230 لسنة 2004، والصادر فيها حكم بغرامة نهائي بقيمة 2500 ضد الدكتور عبد الله السرور لصالح السيد سالم عبد الرازق، الذي كان معيداً آنذاك بقسم اللغة العربية بكلية التربية، واتهمه سرور زوراً بضبطه مع فتاة في وضع مخل بالآداب العامة والأعراف الجامعية.
 
بعد تراكم الأحكام القضائية ضد الدكتور «سرور» بسبب سبه وقذفه زملائه، لجأ لحيلة النميمة في التطاول على البشر، خشية صدور أحكام قضائية جديدة، فمثلاً قال في واحدة من منشوراته: « رئيس جامعة بحرية بلغ سن التقاعد فقرر توريث كرسيه لكحول وطالب المترشحين للمنصب بالانسحاب لانه مظبط المسائل مع سوسو بيه فوق ..اشتري الكحول بدله جديدة استعداد لصدور قرار القيام بالعمل ..اما رئيس الجامعة فقد اشتري مجموعة مايوهات لزوم الوجاهة الساحلية بعد ان وعده سوسو بيه بمنصب رفيع في جامعة العلمين الجديدة البحرية .. المهم ان هذا الرئيس السابق اللاحق قرر ان ياخذ معه للجامعة الجديدة سكرتيره السابق ليثبت نجاح تجربة سيطرة السكرتارية ومشرفي الامن علي الجهاز الاداري للجامعات .انها اعاجيب الالفية الثالثة».
 
قد يصعب على القارئ العادي، استنباط هوية الشخص الذي يعمد الدكتور سرور تشويهه، ولكن محيط الأستاذ المساعد المحال للمعاش، يعرفون هذا الأستاذ الدال عليه بدلاً من العلامة عشرة، وقطعاً هذا يؤثر على سمعته وسمعة أسرته، التي قد لا يعلم عنها «سرور» أي شيء، ولا يعلم مدى الضرر النفسي الواقع عليهم بسبب ترويجه شائعات لا سند لها.
 
أحيل عبد الله سرور للمعاش، بعد فشله في الحصول على درجة الترقي لأستاذ، بسبب سرقته لخمسة أبحاث علميه، لنيل درجة الترقي المنشودة.
 
اتهم الدكتور عبد الله سرور في الدعوى التأديبية رقم 1 لسنة 1999، بالغش في الأبحاث المقدمة منه للترقية إلى درجة أستاذ، وثبت من خلال التحقيق أن خمسة من هذه الأبحاث منقولة بنصها من مصادر أخرى على النحو الذي حددته اللجنة العلمية الدائمة في التقارير الواردة منها ، وبجلسة 12/2/1999، أصدر مجلس التأديب قراره بمجازاة الأستاذ  المساعد، بكلية التربية بعقوبة العزل من الوظيفة مع الاحتفاظ بالمعاش أو المكافأة، وبعد طعن سرور على الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا، خففت المحكمة المجازاة من عزل وظيفي إلى لومه وتأخيره في الحصول على الوظيفة الأعلى لمدة سنتين، وهو ما يقر ارتكاب الدكتور سرور للجرم، ولا ينفيه عنه.
 
مسيرة عبد الله السرور، التي لا تخلو من التطاول على زملائه وأساتذته، دفعت الكثيرين إلى النفور منه، والعدول عن مجالسته، حتى وجد نفسه يقف وحيداً، بلا صديق ولا سند، الله إلا حفنة يحاول إبقائهم بجواره مستخدماً بعض الشعارات الخداعة، التي يستتر خلفها.  
 
النضال الوهمي الذي يمارسه «سرور» ببراعة واقتدار، يذكر صراحة بمراهقات ما بعد ثورة يناير وتجرؤ بعض الشباب الذين كانوا يطلقون على أنفسهم لقب «شباب الثورة»، بالسب والقذف على بعض الرموز، بحجة أنهم يقومون بفعل ثوري، يبني مصر ويمهد لمستقبلها المشرق، وهم أبعد ما يكونون – كعبد الله سرور أيضاً – عن العمل الثوري الشريف، الخالي من التطاول وهدم المجتمع بهدم قيمه ورموزه.
 
لا يترك عبد الله سرور، جميلاً إلا ويهاجمه ويحاول هدمه، كمشروع الجامعات الأهلية، التي يعتبرها كثير من المصريين هدية لهم، والتي لم يجد فيها سرور سيئاً إلا أنها لا تدرس أي من كلياتها اللغة العربية، في ظل أن اللغة العربية تدرس في عشرات الكليات المصرية، والتي لازال بها الكثير من المقاعد الشاغرة بسبب عدم ميل كثير من الطلاب لهذا المجال، وميلهم أكثر لمتطلبات العصر وسوق العمل.  
 
المضحك في أمر  الدكتور عبد الله سرور، أنه في منشوره الذي يطالب من خلاله بتدريس اللغة العربية بالجامعات الأهلية، وقع في أخطاءٍ لغويةٍ لا تمر على طالبٍ أكمل دراسته بالصف السادس الابتدائي، وعرف على يد «الميس» الفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع، والفرق بين الألف «اللينة» والياء وكذلك التاء والهاء.
 
قال الدكتور «سرور» نصاً: «وزير التعليم العالي فرحان ومتهلل بالجامعات الاهلية الجديدة ويستعرض تخصصاتها العلمية بانشراح وايضا الطفل المعجزة الواد شعبان بتاع الوزير ينشر علي وسائل التواصل عن فتح باب التقدم إليها ..والعجيب ان هذه الجامعات الاهلية الجديدة وجميع فروع الجامعات المتعاونة والمتحالفة معها ليس فيها جميعا اي مجال لدراسة اللغة العربية التي هي اللغة الرسمية للدولة بما يمثله ذلك من ازدراء واستكبار مقيت ..اليست هذه اعجوبة جامعية».
 
في منشورٍ من خمس سطور فقط، وقع الرجل فيما يزيد عن عشرة أخطاء، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الرجل ليس في خصومة مع وزير التعليم العالي فقط، بل في خصومة أشد مع «الهمزة»، التي تجاهل وضعها في: « الاهلية، وايضا، ان، اي، اعجوبة».
 
يجيد الدكتور عبد الله سرور، التخفي وقت اللزوم، فالتزم الصمت عندما واجهه بعض أصدقائه بسؤال مهم في هذا المنشور: ما الحاجة الملحة لأن تدرس تلك الجامعات اللغة العربية؟، هل كليات دار العلوم والتربية والآداب وكافة كليات جامعة الأزهر باتت مكتظة عن آخرها، والطلاب وأولياء الأمور يصرخون من قلة تلك الكليات وبتنا في حاجة ضرورية لاستحداث كليات جديدة تدرس اللغة؟
 
سكت سرور ولم يجب على أصدقائه، ولكني أريد أن أزيدهم من الشعر بيتاً: هل نحن الآن في حاجة لاستنساخ وقص ولصق كليات قديمة في مباني حديثة، دون النظر لحاجة السوق والعمل، وحاجة مصر لعقول مفكرة في مجالات محددة، ستقود في المستقبل سفينة الوطن بجوار المدرسين وخبراء اللغة؟، ما الأولى أن أخصص كلية لتدريس اللغة العربية في تلك الجامعات، وأخصص لها طاقم تدريس وقاعات ومكاتب ونفقات تقدر بالملايين، ويدخلها عشرة طلاب، أم أن أخصص هذه الطاقة كلها لتخصص يحتاجه سوق العمل، وتحتاجه مصر في المستقبل القريب، ويجذب المزيد من الطلاب الحالمين بكيانات علمية تحتضنهم وتدربهم وتضعهم على بداية طريق تحقيق حلمهم الكبير؟!
 
رغم ثبوت سرقة الدكتور عبد الله سرور لعدد من الأبحاث العلمية، والتي يجب أن تحرمه من تلقد أي منصب تعليمي أو غير تعليمي خلال سنواته المقبلة، إلا أنه لازال يمني النفس بمنصب هنا أو آخر هناك، وفي سبيل ذلك يحاول بين الحين والآخر، جر شكل وزير التعليم العالي وبعض قيادات الوزارة.
 
ففي واحد من منشوراته، يقول : « وزارة التعليم العالي تشكل لجنة عليا لاختيار القيادات الجامعية تستكملها لجنة علي مستوي كل جامعة يفتحون باب التقدم لشغل الوظيفة ويصدق الطيبون اللعبة فيقدمون الطلبات ويحشدون المعلومات ويستعينون بالخبراء لعمل عرض مبهر لتطوير الجامعة امام اللجنة في عشر دقائق لا غير بسبب انشغال الاعضاء بالهواتف المحمولة . واللجنة والمتقدمون منخدعون بالفنكوش ومصدقون اللعبة بينما سوسو بك مظبط كل حاجة من فوق في الجلسات الخاصة المساءية..اعاجيب.. والاعجب قابلت شخصا ينتظر النتيجة».
 
أصدقاء الدكتور سرور، حاولوا لفت انتباهه لأن الأستاذ الجامعي لا يجب أن ينظر لأي من تلك المناصب، وأن مكانه في المدرج بين طلابه يشرح علمه وينير العقول، هذا عمله الطبيعي ومكانه ومكانته، لايدخل صراعا من أجل كرسي لن يضيف له شيء.
 
وفي حقيقة الأمر أن نصيحة أصدقاء سرور، حكمة إن اتبعها لأكمل ما تبقى له في حياته بوقار فقده بسبب سب هذا والتطاول على ذاك.  
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق