ذيول سيد قطب.. أفكار زعيم المتطرفين أفرزت "حسم" أخطر حركة مسلحة من رحم الإخوان الإرهابية (مستند)

الخميس، 03 سبتمبر 2020 09:30 م
ذيول سيد قطب.. أفكار  زعيم المتطرفين أفرزت "حسم"  أخطر حركة مسلحة من رحم الإخوان الإرهابية (مستند)
سيد قطب - أرشيفية
دينا الحسيني

تصر جماعة الإخوان الإرهابية على استدعاء أفكار سيد قطب، بين الحين والآخر، من مجاهل التاريخ لتعيد توظيفها في الوقت الراهن، بتقديمها في صورة مباديء وإرشادات.

وتجاهلت تلك الجماعة أن سيد قطب يعد رأس الفتنة والإرهاب وأول من نظر للعمليات الإرهابية والعنف الممنهج، بأفكاره السامة، التي كان قد طرحها في كتابة الملغم "معالم في الطريق"، وهو الكتاب الأبرز الذي تتخذه جماعة الإرهابية مرجعاً لها، لتبرير عملياتها الخسيسة.

ولم يجد قادة الإرهابية أفضل من كلمات سيد قطب كبيرهم الذي علمهم العنف، والزج باسمه في أي بيان موجه إلى شباب الجماعة؛ للتحريض ضد الدولة باسم أفكار سيد قطب المتطرفة، الذين تعمدوا وصفة بالشهيد القائد سيد قطب، للعب على وتر "الرمز والقدوة"، حتى تصبح أفكار سيد قطب في التطرف والإرهاب حجة لدى الشباب في تنفيذ مخطط الإرهابية بالتدمير والتخريب.

وكان ذلك واضحاً من اعترافات عناصر الإرهابية المقبوض عليهم، المتهمين بتنفيذ عمليات تخريبية، أمام جهات التحقيق أثناء مناقشتهم، حيث جاءت جميع الاعترافات لتؤكد اعتناقهم فكر سيد قطب، ومع محاولات تلك الجماعة المضللة في كل حادث، بنفي علاقتهم بالتحريض عليه أو تمويله، إلا أن بيانهم الصادر منهم منذ عدة أيام خيرشاهد على تورط أيديهم الملوثة بالدماء .

 جماعة الإخوان الإرهابية دائماً في حالة إنكار، وعدم الاعتراف بخطاياها من البداية حتى النهاية، فالإخوان لم تعترف بخطأ مرة في تاريخها، حتى أن حسن الهضيبي عام 1954 في تصريح شهير له، بعد محاولة اغتيال الزعيم عبد الناصر في المنشية، قال: "الإخوان جماعة لا تعتذر"، فالجماعة الملوثة يدها بدماء الأبرياء تحرص طول الوقت على عدم الاعتراف بارتكاب الجرائم، حتي سيد قطب نفسه اعترف على نفسه في كتاب "لماذا أعدموني؟" رصد خلاله تأسيس التنظيم وفكرة ضرب القناطر الخيرية وإغراق القاهرة وخلافه"، ومع ذلك فإن الإخوان تصر أن سيد قطب كان بريئاً ، وبذلك يعد عدم اعتراف الجماعة الإرهابية بالخطأ مبدأ عاماً وعقيدة ثابتة لديها، بدليل أنها لا تعترف بأن كل من يعدم من جماعة الإخوان قاتل، بل تنعيه في كل مناسبة بالشهيد، وتدّعي على النظام إعدامه ظلماً، كما ادعت بعد إعدام سيد قطب، وفي التخطيط لاغتيال جمال عبد الناصر، واغتيال النقراشي، واغتيال الخازندار، رأى الإخوان أنهم يقومون بعمل بطولى لا جريمة.

خرجت من تحت عباءة جماعة الإخوان المسلمين فكر قطبي خالص ،  تحت مسمي حركة "حسم" لستكمل لبنة أفكار سيد قطب، ولعبت الحركة أخطر دور كجناح عسكري مسلح ويدها التي تبطش بها كل من يخالف رأي الجماعة التي لا تزال تحلم بالعودة إلى المشهد السياسي في مصر مرة أخرى، ظهرت بعملياتها الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو 2013، وقت أن قرر المصريين عزل الإخوان عن الحياة السياسية ورفض بقائهم بالحكم، فإتخذت قيادات المجموعة المسلحة لحركة حسم عدة مسارات منذ تأسيسها لاختراق الأجهزة الأمنية لتسهيل تحركات العناصر الإرهابية وأنشطتهم العدائية، لكن سرعان ما تنبهت الأجهزة الأمنية لهذا المخطط.

 

201812241139413941

 

وعلى مدار هذه الفترة تعرض الأمن القومى المصرى للعديد من المؤامرات والمخططات الهادفة لإعادة تنظيم الإخوان للسلطة، عن طريق إسقاط النظام القائم فى البلاد بالقوة، إلا أن الأجهزة الأمنية كانت لهم بالمرصاد، وفككت مئات الخلايا والمجموعات المسلحة.

وكشفت تحريات قطاع الأمن الوطني في القضية رقم 441 أمن دولة المعروفة إعلامياً بأسم  " تأسيس لجان العمليات النوعية " أدق أسرار هذه المرحلة، التى نجح خلالها قطاع الأمن الوطنى، بمعاونة كافة الإدارات فى وزارة الداخلية، فى إحباط كافة المؤامرات والخطط المعدة فى الخارج لضرب الاستقرار الداخلى.

وأثبتت التحريات قيام قيادات تنظيم التنظيم الإخوانى الهاربين خارج البلاد بعقد عدة اجتماعات تنظيمية تم خلالها وضع مخطط لإعادة تنظيم صفوف الجماعة عقب الضربات الأمنية المتلاحقة التي وجهت للقيادات والعناصر، واتفقوا خلال الاجتماع على إعادة إحياء العمل المسلح للتنظيم داخل مصر، عن طريق تشكيل تنظيم مسلح جديد يتخذ عدة مسميات مثل حركة سواعد مصر المشهورة بـ"حسم"، ولواء الثورة، وانتقاء عناصره ممن تتوافر فيهم المقومات البدنية والنفسية من عناصر الحراك الثورى، وضمهم لمجموعات قتالية مسلحة.

11

وفي سبيل تنفيذ المخططات، تلقت كوادر التنظيم دورات تدريبية متقدمة داخل وخارج البلاد، لرفع الكفاءة القتالية لتلك العناصر، ومستواهم البدنى والعقائدى، وإضطلاعهم باستهداف مؤسسات ورموز الدولة، لإضعاف النظام القائم وإفشال حكومته، وإحداث فوضى أمنية فى مصر تتيح لهم الانقضاض على الشرعية الدستورية، والانقلاب على الحكم والسيطرة على مقاليد الأمور فى البلاد بالقوة المسلحة  من جديد ، تنفيذ عمليات إرهابية ضد رجال القوات المسلحة والشرطة، وأعضاء الهيئات القضائية، والشخصيات الإعلامية البارزة، وترويع المواطنين، بدعوى إقامة ما يسمى دولة الخلافة الإسلامية.

كما رصد قطاع الأمن الوطني من خلال تحرياته بتلك القضية لقاءات قيادات تنظيم الإخوان الهاربين بالخارج لوضع التكليفات ونقلها لأعضاء حركة حسم داخل مصر ، وهم يحيى موسى المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة في عهد الإخوان، محمود فتحى بدر رئيس حزب الفضيلة السلفى، أحمد محمد عبد الرحمن عبد الهادى، القيادي  على بطيخ، والنائب السابق محمد جمال حشمت،  قدرى محمد فهمى محمود الشيخ،  صلاح الدين فطين، وآخرين اتخذت الأجهزة الأمنية الإجراءات اللازمة لتتبعهم والكشف عنهم، واتفقوا على تشكيل غرفة عمليات بالخارج أسندوا مسئوليتها إلى كل من هيئم إمام مسئول غرفة عمليات حركة حسم، وشخص يحمل اسم حركى حازم داتا مسئول الدعم الفنى، ومحمد عبد الحفيظ أحمد حسن، ويحمل اسم حركى الأمل الذى لا يموت، وشخصية تحمل اسم حركى جوجو باص مسئول التواصل فى حالة الطواريء ، وشارك في اللقاءات  القيادي محمد كمال قيل أن يلقي مصرعه فى اشتباكات بالأسلحة النارية مع الشرطة فى وقت سابق، والصحفى محمد مناع، ومجدى مصلح إسماعيل شلش مدرس مساعد بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، والبرلمانى السابق حمدى طه عبد الرحيم العبسى عضو اللجنة الإدارية العليا بالتنظيم، والقيادى هلال عمر محمد أحمد نصرموجه رياضيات بإدارة بنى سويف التعليمية وعضو باللجنة الإدارية العليا للجماعة.

 

22
 

ورسموا تشكيل الهيكل التنظيمى لتكوين جناح عسكرى تحت مسمى حركة سواعد مصر حسم ولواء الثورة، بدعم من العناصر الاستخباراتية بدولتين بالخارج ، وتدريبهم تدريبات متقدمة بمعسكرات تدريبية بدولة السودان " الخرطوم ،  حى برى ،  حى أزهرى ،  حى الرياض ،  مدينة عطبرة"  يتولى مسئوليتها القيادى التنظيمى طارق سيد أحمد عبد الوهاب فراج مدير الشركة العالمة للتوريدت ، تم تدريبهم على إعداد العبوات المتفجرة، وحرب المدن، واستخدام الأسلحة النارية المتطورة مثل قذائف أر بى جى، ومدافع الجرينوف، وبنادق القنص، وكذلك تدريبهم على العمل الاستخباراتى بدولة ماليزيا، ويتولى مسئولة هذا التدريب القيادى وجدان عبد البديع محمد العربى، وشهرته وجدى العربى.

3333333
 

وبسبب تورطها فى العديد من العمليات الإرهابية أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في فبراير 2018، إدراج عدد من التنظمات الإرهابية بينهم حركتا "حسم" و"لواء الثورة"،على قوائم الإرهاب، بهدف حرمانهم من الموارد التي يحتاجونها لتنفيذ أنشطتهم الإرهابية ، وأقر وزير الخارجية الأمريكى السابق، ريكس تيلرسون، وقتها، إن حركة "حسم" هى جماعة إرهابية تشكلت عام 2015، و"لواء الثورة" تأسست عام 2016 فى مصر، قائلا: إن الحركتين مسؤولتان عن تنفيذ عدة عمليات إرهابية فى مصر وإنهما مرتبطتان بجماعة الإخوان الإرهابية.

 

44444444444444
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق