يوسف أيوب يكتب: كيف تتحرك وزارات التعليم والشباب والثقافة لمواجهة خطة الإخوان لتجنيد الطلاب؟

السبت، 05 سبتمبر 2020 07:30 م
يوسف أيوب يكتب: كيف تتحرك وزارات التعليم والشباب والثقافة لمواجهة خطة الإخوان لتجنيد الطلاب؟
خطة الاخوان

 
الأسبوع الماضى، كشفنا التفاصيل الخاصة بإعداد جماعة الإخوان الإرهابية لخطة جديدة لترميم التنظيم وإعادة بناء أركانه المُتهدّمة، عبر هيكلة لجنة الأشبال، وتشكيل جناح جديد باسم "وحدة الشرائح"، تكون مهمّته استقطاب الطلاب من المدارس والأندية، وفرز وانتقاء العناصر وتوزيعها على اللجان الإعلامية والتربوية، وترشيح المؤهلين للانخراط فى الجماعة والحراك على الأرض، حيث وضعت الجماعة، عبر لجنة نوعية يشرف عليها محمود حسين القيادى الإخوانى الهارب، الخطة التي تضمنت خريطة تفصيلية للعمل داخل المدارس فى الأحوال الطبيعية وخلال العام الدراسى، مع وضع مسارات احتياطية حال صعوبة النفاذ إلى بعض المدارس المستهدفة، أو تعطّل العام الدراسى كما حدث خلال الشهور الأخيرة بسبب أزمة فيروس كورونا "كوفيد 19"، ويكون ذلك من خلال المساجد والمراكز التعليمية والأندية.
 
ووفق هذه الخطة، فقد حددت الجماعة الإرهابية أنواع المدارس المستهدفة، وهى التربية الفكرية، والحكومية، والخاصة واللغات، والتجريبية، والأزهر، والأزهر النموذجية، والمدارس المهنية والفنية بأنواعها، ومدارس الصم والبكم، وفى سبيل التنفيذ على الأرض وضعت شروطا للانتقاء واختيار المدارس المرشحة للمرحلة الأولى من عمل الشرائح، منها وجود مشرف نشاط أو معلم مؤهل لذلك من الصف، ووجود مجموعة عمل يُمكن أن توفر الدعم والمساندة والتغطية لأنشطته، ووجود خطة للنشاط داخل المدرسة، على أن تعقد كل مجموعة تنسيق فى نطاق كل منطقة أو وحدة شرائح فرعية اجتماعات أسبوعية للتنسيق والمتابعة، تستعرض مخرجات الاجتماعات واللقاءات التى ينظمها المشرف مع مجموعة التغطية، ومع مجموعة النشاط، ومع الطلاب المخطط لاستيعابهم تدريجيا، وأن يكون العمل فى ثلاث جماعات نشاط تتقدمها الإذاعة، إضافة إلى أنشطة الفصول، مع دراسة المستوى الاجتماعي والثقافي لطلاب المدرسة وأُسرهم، والانعكاسات المتوقعة من أولياء الأمور على ظهور تأثيرات الخطة وأفكارها فى أنشطة الأطفال وممارساتهم.
 
هذه التفاصيل كانت بمثابة "ناقوس خطر" يستدعى منا جميعاً الانتباه لخطورة التحركات الإخوانية المريبة التي تستهدف أبنائنا في مراحل سنية متقدمة، فالجماعة الإرهابية لا هم لها سوى تخريب العقول لتجنيد أكبر عدد من الشباب للعمل تحت شعاراتهم الفاسدة.
 
بالتأكيد هناك حالة من الوعى الكامل لدى الدولة بكافة مؤسساتها وأجهزتها لما تسعى إليه الجماعات الإرهابية منذ ثورة 30 يونيو، سواء في الشارع أو عبر خطط استهداف المدارس وتجنيد الأطفال والنشء، لكن المطلوب أيضاً وعى مجتمعى لإن مواجهة هذه المخططات الإخوانية لن يكتمل الا بالوعى الكامل لدينا جميعاً، خاصة الأسر، لإن هذه الجماعة حينما وضعت خطتها كان هدفها خلق جيل جديد من المنتمين أيدلوجيا وفكريا للجماعة، يدينون بالولاء والطاعة العمياء.
الوعى المجتمعى يجب أن يكون عماده الرئيسى الأسرة من خلال الانتباه لكل تحركات أبناءها وماذا يقرءون وماذا يتابعون، وتوعيتهم بعدم الاستماع إلى أى أفكار هدامة من شأنها الانخراط فى ثوب هذه الجماعات التكفيرية، كما أن للمدارس دور لا يقل خطورة عن دور الأسرة، خاصة في متابعة أي خروج عن النسق التعليمى المعتمد، أخذاً في الاعتبار أن خطة الجماعة الإرهابية تستهدف، كما نشرنا، استخدام الاسر والأنشطة في تجنيد الطلاب والتلاميذ من خلال مدرسين تابعين للجماعة، ولديهم الخبرة في فرز العناصر الطلابية التي يرون لديهم القابلية للتجاوب مع الدعوة الإخوانية الهدامة، كما أن لمجالس الأمناء دور كبير ومهم فى التصدى لمثل هذه المحاولات الفاشلة من الجماعات الإرهابية، لإن الحفاظ على الهوية والانتماء والولاء لدى الطلاب من أبرز وأهم القضايا التى تعمل عليها مجالس الأمناء بشكل دائم.
 
لذلك فإن على وزارة التربية والتعليم أن تنتبه لما تسعى إليه الجماعة وسعيها لاختراق مؤسَّسات التعليم والتثقيف لتجنيد قاعدة جديدة من الأطفال والمراهقين، وعليها أن تراقب وتراجع العملية التعليمية داخل المدارس لحماية الطلاب فى المدارس وخارجها، منها منع الحديث أو الخوض فى أى أمور سياسية أو حزبية فى المدارس، لإن السياسة داخل أسوار المدارس ممنوعة بشكل قاطع وبالتالى لا مجال لطرح أى أفكار من قبل أى أشخاص، إضافة إلى أى عنصر من أعضاء هيئة التدريس يثبت تطرقه لأحاديث جانبية يتم اتخاذ كافى الإجراءات القانونية ضده فورا واستبعاده ونقله إلى أعمال إدارية.
 
ولا يخفى علينا أيضاً الحقيقة المهمة وهى ان مراكز الدروس الخصوصية والمراكز الثقافية خاصة في الاندية، من ضمن المؤسسات التى قد تستغلها الجماعات الإرهابية فى تجنيد الطلاب، لذلك فإن وزارة الشباب بجانب التعليم عليهم دور مهم في التعامل مع هذه الخطة، ومعهم أيضاً وزارة الثقافة، خاصة أن الخطة كشفت عن محاولات من جانب الجماعة للتغلغل داخل أي مؤسسة تكون قادرة من خلالها للسيطرة على عقول النشء، فهم يستهدفون كل الأماكن التي تشهد تجمع طلابى، مستغلين عدداً من عناصرهم المتواجدة في هذه الأماكن لتنفيذ الخطة على الأرض.
 
هذه الخطة التي كشفنا تفاصيلها تتطلب ان يكون هناك تكاتف من جانب أولياء الأمور مع كل مؤسسات الدولة لحماية أبناءنا من هذا الفيروس المسمى بجماعة الإخوان الإرهابية، التي تستهدف تدمير الشباب واللعب على عقولهم، ثم استخدامهم لتنفيذ خطط الجماعة الإرهابية، وقد رأينا كيف استخدمت هذه الجماعة الشباب في تنفيذ عمليات إرهابية، بعدما سيطرت على عقولهم وضمنت ولائهم. 
 
الموضوع جد خطير، ويحتاج لتحرك واعى وسريع من الجميع، الأسر ومؤسسات الدولة المختلفة، حتى نستطيع حماية أبناءنا من هذا الفيروس الخطير الذى يستهدفنا في كل مكان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق