ازدياد الأنشطة المشبوهة لجماعة الإخوان بألمانيا.. لماذا تأخر «البوندستاج» في اتخاذ قرار صارم؟

الإثنين، 07 سبتمبر 2020 12:48 م
ازدياد الأنشطة المشبوهة لجماعة الإخوان بألمانيا.. لماذا تأخر «البوندستاج» في اتخاذ قرار صارم؟
جماعة الإخوان

تخرج نقاشات كل فترة، داخل أروقة البرلمان الألماني، بشأن اتخاذ قرارات ضد جماعة الإخوان الإرهابية وأنشطتها والقيود الواجب فرضها، التي بات نفوذها المتمدد في أوروبا، يهدد المجتمع الأوروبي، بشكل عام.

وبالتزامن مع اتخاذ الجماعة الإرهابية الجمعيات الخيرية لغطاء لأنشطتها غير المشروعة، تواجه برلين اتهامات عقب ترددها في حظر أنشطة الإخوان، رغم سرعة اتخاها لقرار حظر نشاط حزب الله اللبناني على أراضيها،.

وحذرت الاستخبارات الألمانية، في ديسمبر 2018، من النشاط المتزايد لجماعة الإخوان على أراضيها، الذي برز في التحذير من تصريح رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية لولاية شمال الراين فيتسيفاليا، بوركهارد فرايير.

وأعلن «فرايير» أنّ الخطر الذي تمثله أنشطة الإخوان المسلمين بألمانيا، والذي تمارسه عبر الجمعية الإسلامية، لا يقلّ عن خطر أنشطة داعش، وتنظيم القاعدة.

وأضاف أنّ ألمانيا لها أهداف أخرى من التباطؤ في حظر أنشطة الجماعة، يراها الباحث في الشؤون العربية والإسلامية، هشام النجار، ممثلة في تمدّد نشاط الجماعة خارج الشرق الأوسط وصولاً إلى  قلب أوروبا، بعد أن ظلّ لعقود يخدم الأهداف الاستعمارية للخارج، فاليوم أصبح أكبر مهدّد لأمن أوروبا وأمريكا.

وقال النجار، إن هناك محددات رئيسة تجعل هذه المساعي المتكررة لحظر الجماعة الإرهابية دون المأمول بشأن نتائجها، خاصة فيما يتعلق بأوضاع جماعة الإخوان في كلّ من بريطانيا وألمانيا.

وأوضح أنهما تخضعان الرؤية والقرار فيهما بشأن هذا الملف تحديداً لاعتبارات عديدة، وهذه المحددات والاعتبارات تتلخص في وضع جماعة الإخوان تاريخياً في بريطانيا وألمانيا باعتبارهما الدولتَين الأوروبيتَين الرئيستَين، اللتين احتضنتا مشروع التنظيم الدولي للإخوان منذ تأسيسه، في ستينيات القرن الماضي.

وأضاف أن جماعة الإخوان ليست مجرد جماعة تقليدية يمكن التعامل معها بقرار يمحو تعاوناً استخباراتياً ممتداً على مدى عقود، لكنّها أكبر وأخطر جماعة وظيفية استخدمتها القوى الغربية لتحقيق مصالح وأهداف كبرى، لم يكن للغرب، بكلّ ما تملكه دوله من قدرات وإمكانات، قادراً على تحقيقها من دون مساعدة جماعة الإخوان.

ومن تلك المصالح والأهداف الكبرى التي حققها الإخوان للغرب؛ تقويض الخطر الشيوعي وتحجيمه، بداية منذ الستينيات، ما يعني تفريغ قوة الاتحاد السوفييتي السابق من ذخيرته الأيديولوجية والمنهجية، وكذلك مساعدة الغرب في هزيمة الاتحاد السوفييتي السابق في أفغانستان.

 لعبت جماعة الإخوان بصحبة أجهزة المخابرات الغربية دوراً رئيساً في حشد المقاتلين العرب من كلّ مكان، والزجّ بهم في حرب لم تكن لصالح الإسلام ضدّ الكفر، أو الإلحاد، أو الشيوعية، كما روّجت جماعة الإخوان، إنّما لتحقيق هدف واحد وهو ترجيح كفّة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب في الميزان الإستراتيجي ولعبة الأمم على المعسكر الشرقي.

وفي منتصف العام الماضي؛ دار النقاش مجدداً بين الحزب الديمقراطي المسيحي "CDU"، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، حول مشروع قانون يقدم إلى البرلمان، لحظر جماعة الإخوان، التي تمارس نشاطها تحت غطاء التجمع الإسلامي الذي أسسه سعيد رمضان، عام 1985، والذي رأت فيه الحكومة أخطر أنشطة الإسلامويين في ألمانيا.

وبعدها خرجت وثائق برلمانية تداولتها عدة صحف عربية وعالمية، ذكرت أنّ عدد الإخوان في ألمانيا 1040 شخصاً، يستخدمون مجال العقارات كأبرز أنشطة تمويلهم؛ إذ تكمن خطورة جماعة الإخوان في نظر السلطة الألمانية، كونها أنشطة مجتمعية، تتخذ قالباً إنسانياً، ما يجعلها سهلة الوصول إلى الناس، وقادرة على بناء قاعدة شعبية في ألمانيا، خاصة بين أوساط المهاجرين.

على الجهة المقابلة، طرأ متغير أدى لتصاعد أصوات نخبوية وسياسية داخل هذه الدول وفي برلماناتها، تحذّر من ممارسات جماعة الإخوان هناك، ومن خطرها على الداخل الأوروبي، وليس على الدول العربية والشرق الأوسط؛ فهؤلاء ينادون بالتضييق على الجماعة لاستشعار خطرها على الداخل الأوروبي، لا العربي، وهذا الطارئ هو دمج التنظيم الدولي للإخوان في مشروع العثمانيين الجدد، بزعامة أردوغان، بما له من طموحات ومخططات أيضاً، داخل أوروبا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق