الدوري 61 يحب الأهلي

السبت، 26 سبتمبر 2020 07:30 م
الدوري 61 يحب الأهلي
الاهلي
مصطفى الجمل

البطولة الـ42 الأغلى على قلوب الأهلاوية
الشياطين الحمر يحصدون البطولة رغم الظروف الصعبة التي مر بها الفريق.. مستشفى الأهلي اكتملت العدد.. والإصابات النادرة غيب اثنين من أعمدة الفريق.. وشلة المشاكل أحرجت الإدارة في أكثر من موقف.. السويسري ساعة يروح وساعة يجي.. والجماهير متعطشة لجيل يعيد الأمجاد
 
لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، النادي الأهلي بطلاً للدورى المصري الممتاز من جديد، مواصلاً احتفاظه بالبطولة المحببة للشياطين الحمر، الذين يمنون النفس بالأميرة الإفريقية التاسعة، التي أطالت في التمنع عن الجزيرة.
 
البطولة الـ42 من الدورى المصري الممتاز، يعدها كثير من جماهير النادي الأهلي الأغلى في تاريخه رغم حسمها قبل انتهاء الدوري بـ6 جولات لعدة أمور، لعل أهمها الظروف التي مر بها العالم كله والتوقف أكثر من مرة بسبب ظروف انتشار جائحة كورونا، والسيول التي منعت التدريب ورحلت أكثر من مباراة.
 
من الظروف الصعبة التي واجهها النادي الأهلي هذا العام وكادت أن تقف مانعاً منيعاً أمام حصده بطولة الدوري، هو كثرة الإصابات التي طالت عدد من لاعبيه، وبشكل خاص الصفقات الجديدة التي كان يعول عليها في رفع مستوى الفريق. 

الإصابات فتقت الأهلي 
يكاد يكون كل لاعبي النادي لاحقتهم الإصابة هذا الموسم، ولكن لم يكن هناك على النادي أصعب من إصابات كل من مؤمن زكريا وكريم نفيديد، فالأول ضربه مرض مزمن أفقده أعصابه وأدخله في دوامة الشخيوخة المبكرة، المرض الذي يستحيل معه الحياة بشكل طبيعي فما بالك بلعب رياضة تحتاج للياقة بدنية عالية ككرة القدم. 
 
أما نيدفيد فأصيب في غضروف الركبة ضد مصر للمقاصة في أبريل من العام الماضي ويغيب منذ ذلك الحين عن الأحمر، وسافر 3 مرات إلى ألمانيا للخضوع لجراحتين وإجراء فحوصات طبية.
 
إصابة كريم مع أي لاعب آخر تحتاج من 3 شهور إلى 5، إلا أن سوء التشخيص في بداية الإصابة، وإجراء جراحات متعاقبة بشكل خاطئ هدد مسيرة اللاعب الشاب، الذي كان يعد من ركائز الفريق الأول وفريق منتخب مصر الأوليمبي في منطقة وسط الملعب.
 
أما فيما يخص الرباط الصليبي، فعشش في النادي وكأنه عزرائيل يحصد أقدام اللاعبين الجدد، فلدغ منه اللاعب الموهوب الشاب محمد محمود بدل المرة مرتين، وحرم الشياطين الحمر من قدرات وإمكانيات اللاعب صاحب المهارات العالية منذ التعاقد معه، وعلى الرغم من اقتراب محمود من العودة لتدريبات الفريق، إلا أن كثيرين يتوقعون بأنه من المستحيل أن يعود اللاعب كما كان قبل إصابة الصليبي، وعقب محمد محمود لدغ من نفس الجحر اللاعب القادم للجزيرة من الإسماعيلية محمود متولي، في إصابة أربكت صفوف الدفاع في النادي الأحمر، نظراً لأن الخواجة السويسري كان قد بدأ يثبت متولي في مركز قلب الدفاع، ويغير عليه من يجواره من رامي ربيعة وأيمن أشرف وياسر إبراهيم، وفي منتصف المشوار أصيب حمدي فتحي بقطع في غضروف الركبة، إلا أن النادي لم يتأثر كثيراً بإصابة حمدي نظراً لأنها جاءت في وقت التوقف الكروي.
 
حسين الشحات واحد من اللاعبين الذين استقدمهم النادي لتنشيط الجانب الهجومي من الناحية اليمنى، إلا أن سوء إدارته لنفسه وانتظاره حتى اقتراب موعد عودة الدوري لإجراء عملية «فتاق» حرمت النادي من جهوده، ويمكننا القول بكل ضمير مستريح أنها «فتقت» هذا الجانب الذي وظف فيه لاعبين كثر إلا أنهم لم يقدموا حتى الآن المردود الفني المنتظر، كلاعب البلايستيشن أحمد الشيخ، والأنجولي – لا حول ولا قوة إلا بالله – جيرالدو.
 
وقطعاً لن ننسى غياب اللاعب سعد الدين سمير عن صفوف الفريق بسبب إصابته المجهول موعد انتهائها حتى الآن، فضلاً عن إصابات خفيفة في منتصف المشوار غيبت السولية لبعض المباريات، وحرمت الفريق من جهود ديانج مباراة أو أكثر، وكذلك علي معلول.
 
شلة مشاكل 
كما واجه الأهلي خلال هذا الموسم مجموعة من المشاكل، وللأسف أنها أتت معظمها هذه المرة من داخل البيت وليس من خارجه، مشاكل الأهلي جسد 90% منها هذا الموسم مجموعة لاعبين يمكننا أن نطلق عليهم «شلة مشاكل».
 
«حسام عاشور» كابتن الفريق حتى وقت قريب، هو نفسه كابتن شلة المشاكل التي أحرجت النادي بدل المرة مرات، وبعد أن كانت الجماهير تردد «اللي يغور يغور عندنا حسام عاشور» راحت تسبه وتهاجمه ليل نهار، بعد الموقف التي اتخذه كابتن الفريق حسام عاشور، تجاه إدارة النادي الأهلي، بسبب تأخرهم في إقامة مباراة اعتزال له ومباراة مع فريق عالمي، حسب الاتفاق المبرم بينه وبين الإدارة سابقاً.
 
حسام عاشور، خرج في فيديوهات مسجلة، يهاجم إدارة النادي الأهلي، ويشوه صورتهم أمام الرأي العام الأهلاوي، الذي انقسم ما بين متعاطف مع عاشور، وناقم على تصرفه، ومناصر لإدارة النادي.
 
أحمد فتحي، واحد من اللاعبين الذين تسبب رحيلهم في إحراج إدارة النادي الأهلي، وإرباك صفوف الفريق، ليس لأنه فقط رحل عن النادي وهو في أشد الاحتياج له، بل لأنه ظل يراوغ إدارة النادي في عملية التفاوض من أجل التجديد ما يقرب من أسبوع، حتى أبلغهم بنيته في الخروج إلى بيراميدز نهاية الموسم الحالي، لارتفاع العرض المالي عن العرض المقدم من الأهلي، والذي يسد احتياجات اللاعب خلال الفترة المقبلة، ويطمأنه على مستقبله ومستقبل أولاده بعد الاعتزال، فلم يجد الأهلي أمام رغبة اللاعب سوى الإعلان عن موافقتهم على رحيله، وغلق هذا الباب تماماً.
 
وكأن النادي مصاب في قائدي الفريق الأول لكرة القدم، وتساقطوا واحداً تلو الآخر، حملت جماهير النادي شريف إكرامي حارس مرمى النادي أزمة رحيل رمضان صبحي لنادي بيراميدز، وهو ما أكده شريف بنفسه بطريقة غير مباشرة، لينتهي المطاف عند إزالة صوره من أي مكان في النادي ورفع اسمه من أي احتفالية للفريق.
 
رحيل رمضان صبحي جناح النادي الأهلي السابق وبيراميدز الحالي، يعد أشد الصفعات التي تلقاها النادي ، وعجز عن تبريريها أمام جماهيره الغفيرة، وخصوصاً بعدما قيل من أكثر من مصدر عن قيادة الكابتن محمود الخطيب للمفاوضات بنفسه، واستدعائه للاعب في بيته، وحصوله منه على وعد بالبقاء في صفوف الفريق، إلا أن النادي استطاع تجاوز الأزمة بسرعة كبيرة، حتى وإن تأثر الفريق الأول بغياب واحد من رئتيه في المنطقة الأمامية.
 
وسط الصفعات التي يتلقاها النادي من لاعبين قرروا الرحيل والتخلي عن الفانلة الحمراء، تلقى النادي صفعة جديدة بسبب لاعب تمسك بالفانلة الحمراء، ألا وهو محمود عبد المنعم كهربا، الذي تلقى تم تغريمه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» مبلغ 32 مليوناً و800 ألف جنيه لصالح نادى الزمالك، بسبب فسخ عقده وخروجه للاحتراف في البرتغال، قبل عودته للأهلي.

فايلر.. ساعة يروح وساعة يجي 
من الأزمات التي واجهها النادي الأهلي في هذا الموسم الصعب، هو تردد السويسري رينيه فايلر في التجديد للنادي في أكثر من مناسبة، مما أفقد النادي كثيراً من ثقته في مديره الفني الحالي، والذي كان يعول عليه في بناء فريق جديد قوي للشياطين الحمر، وخلال الأيام الماضية بدأت إدارة النادي التفكير في أكثر من بديل للسويسري الشاب، المؤكد رحيله عد انتهاء البطولة الإفريقية، حال خسارة الأهلي للقب، أما إن نجح الأهلي في حصد البطولة فقد يفكر وقتها السويسري في التجديد للشياطين الحمر. 

نقاط مضيئة في الموسم الصعب
على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهها الأهلي خلال هذا الموسم، إلا أنه أنجز عدداً من الملفات المهمة، التي أدخلت البهجة على قلوب جماهير الأهلي، كإنهاء التعاقد على ستاد السلام، واعتباره من هذا العام ستاد النادي الأهلي الرسمي.
 
ستاد الأهلي حلم طال انتظاره من قبل جماهير الأهلي، ووعدت به الإدارة أكثر من مرة في أكثر من شكل، إلا أنه في كل مرة كان هناك ما يعيق إتمام المهمة الأهلاوية الغالية على قلوب كل أبناء مختار التتش. 

ما بعد البطولة 42 
بعد حصد الأهلي للبطولة الثانية والأربعين، والذي ساهم في تحقيقها ضعف مستوى المنافسين بما فيهم الغريم التقليدي نادي الزمالك، لابد أن تفكر إدارة النادي في بناء فريق قوي، يعي جيداً معنى ارتداء الفانلة الحمراء، فلم تعد جماهير الأهلي متعطشة لحد بطولات بقدر ما أنظارها متعلقة برؤية غرس الإدارة لبذور جديدة لبناء فريق جديد يضاهي الجيل الذهبي الذي حصد كل البطولات التي شارك فيها عدا كأس العالم للأندية. 
جماهير الأهلي الآن متعطشة للاعبين يعيدون سيرة أبو تريكة وبركات ووائل جمعة وعماد النحاس ومحمد شوقي ووائل جمعة وعماد متعب وفلافيو، الجماهير متعطشة لرؤية لاعبين يقاتلون داخل وخارج الملعب من أجل رفع الكؤوس والأبطال، ووضع اسم الأهلي في منطقة بعيدة عن أقرب منافسية محلياً وقارياً. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة